قصة ثراء أعمى

59 7 5
                                    

ثراءٌ أعمى
ها أنا كعادتي مع أصدقائي في إحدى المطاعم الفخمة
في المدينة نتناول طعام الغداء على طاولتنا المفضلة عند النافذة التي تطل على الشارع و انا احبُ ان انظرُ منها دائما كُنا نتناول الطعام و نتبادلُ الحديث عن العمل و التجارة و الأرباح التي جنينها و إذ لاحظت فتاة في الشارع رديئة الثياب رثه تسألُ الناس طعاماً فشعرت بها و قولت للموظف أن يشوي لها قطعتاً من اللحم ذهب الموظف إلى الشارع يعطي الفتاه قطعة اللحم فاقترب منها فخافت الفتاه و عندما فتح لها الكيس و رأت قطعة اللحم أخذتها و انطلقت كالبرق تركض إلى إحدى الأزقة فتعجبت من أمرها و تركتُ أصدقائي يُكملون تناول الغداء و ذهبت مسرعاً الحق الفتاه أتحرى أمرها
دخلت تلك الأزقة وإذ ببيت رديء إيلٍ للسقوط
وإذ بالفتاه تدخل هذا البيت و تبعتها دخلت البيت
فوجدت الفتاه وأمها يتقاسما قطعة اللحم ها أنا أتمعن في البيت لم أجد شيئا عليه القيمة حتى أصبحت اقول في نفسي أن ثيابي الفاخرة أغلى من هذا البيت و ما زلت واقفا انظر الى الأم و الفتاه يأكلون قطعة اللحم و اتبادل أطراف الحديث مع الأم
وقلتُ للأم سوف اجلب لكم الطعام كل يوم وانصرفت من البيت و ابتسامة الفتاه تملىء وجهها .
و في اليوم التالي أحضرتُ للفتاة و أمها الطعام والشراب وفرحوا فرحا كبيراً و سمعت الفتاة تقول لأمها يا أمي أريد شيئا ارتديه من قسوة البرد و الشتاء فقررت أن أحضر لها معطفاً يقيها من قسوة البرد و في الأيام المقبلة ما زلت اُدخل الفرح و السرور على قلب تلك الفتاة بإحضار الطعام و الشراب كل يوم
و في ذات مره و انا اشتري الطعام لتلك الفتاة تذكرت المعطف فجلبت لها و لأمها معطفاً و ذهبت إلى البيت دققتُ الباب كثيراً لم يفتح لي أحد ورجعت الي البيت و في اليوم التالي ذهبت إلى البيت و لم أجد أحداً
و طال الأمر ثلاثة أشهر و ما زال المعطفين في سيارتي ذهبت إلى بيت الفتاة دققت الباب و إذ بأمها
تفتح الباب دخلت و قلت كيف حالك يا أماه أين هي الفتاة الشقية لقد جلبت لها الطعام و معطفاً لها و لكي
قالت الأم لقد ماتت أصابتني الدهشة من جوابها المباشر قلت لها كيف قالت في حادث سياره لقد صدمتها أحد السيارات الفخمة التي تخص الأغنياء
فاضت الدمعة من عيناي و قلت لها و أين كنتي طيلة هذه الفترة الماضية قالت في السجن لقد اشتكى علي صاحب السيارة الفخمة قائل تترك ابنتها تتسول في الشوارع و تبحث في القمامة عن
الطعام أصابتني الدهشة و الحيرة و الحزن و الانكسار
أصبحت ثقيلا جدا بالكاد امشي تركت الطعام و المعطفين و ودعت الأم و خرجت من البيت نحو سيارتي تفيض الدموع من عيناي ركبت سيارتي عائداً إلى بيتي أرى القصور و البيوت الفخمة
و قلت حينها ما لنا ندوس على الفقراء و هم بشر مثلنا فوالله رسول الله سليمان قد شعر بالنملة حين قالت سوف يدوسنا سليمان و جيشه .
ما لنا لا نشعر .
النهاية

عتاب فصول السنة لأحبابيМесто, где живут истории. Откройте их для себя