هاهي طبيبتِ

Start from the beginning
                                    

لذا فركت جبينها بضيق وهي تري ريبيكا تضع ذات سماعات الاذن داخل اذنيها وتراقب السماء ، كان المعلم يشرح لذاته ربما ، لعله يقتنع بالكلمات التي يبصقها في وجههم ، ولسبب ما ... كانت ريبيكا متغيره ، تنظر نحو السماء بشرود ، و تراقب الحركة الزائده داخل الصف ، من ثم تُعيد نظرها للسماء ، وعادت الي الصمت الذي كان يملؤها من جديد ، كانت تغرق ولم تستطع ايلول انقاذها ، لم تستطع انقاذ اي احد ..

اعتدلت في جلستها و جعلت جزعها يستقيم حينما دلف احدي المشرفين داخل الصف ، ليوقف المُعلم عن الشرح بطريقه مُخجله ، حينما لم يهتم بالتحدث معه ، بل ونظر نحوهم ببرود شديد ، بتجاعيد تكسوا وجهه ، لم تستطع الحله الغاليه ان تخفي هيئته المقززه ، ليُجبر تميم علي فتح عينيه والنظر نحوه بملل ، وفي تلك اللحظه رأت ايلول كم كان متعباً ، و الشجيرات الحمراء تتربع داخل بياض عينيه ، مرهقاً وكثيراً ، يبدوا ان اختفائه يوم امس كان له سبباً في هذا ، لأنه حتي لم يُكلف نفسه عناء البحث عنها حينما استيقظ ولم يجدها ، ليهتف الرجل بعدما حمحم بهدوء...

اعتذر عن المقاطعه ولكن جائني نبأ سئ لكم وكثيراً ، الا وهو انتقال روح زميلتكم الي السماء .. تدعي لوكا

حسناً كانت فاجعه ، و كبيره بالنسبه لهم ، لما يُلقي بتلك القنبله بذاك البرود فوقهم ، تعالت اصوات الدهشه في كل جانب ، ورغماً عن ايلول شعرت بالحزن الشديد يقبع فوق قلبها مشكلاً هاله مؤلمه ، شعرت بالحزن لموتها فجأه ، اذ ان هذا كان غير متوقع ابداً، ظنوا انها لحظه حزن منها بسبب ما حدث وستعود ، او ستظل تدرس في منزلها حتي انتهاء مدة الثانويه ، الا ان هذا لم يحدث كما توقعت حدوثه ، نظرت رغماً عنها نحو تميم ، ذلك لشعورها بالحزن من اجله الا انه كان بارداً ، اذ لم يُبدي اي ردة فعل مفاجأه ، بل كان هادئاً متوقعاً للأمر ، وقد ايقنت انه علم بالفاجعه يوم امس لذلك عينيه مرهقه ، كانت لوكا قريبة منه حتي ولو لم يحبذوا ذلك ، علمت انه قاتل ، وعلمت ان له بعض الايادي في العالم السفلي ، علمت عنه الكثير ، وربما عرفت اكثر من الجميع كم احب ايلول ، كانت تعلم اسراره ، و تعلم بمدي حبه لمضاجعتها رغم ذلك ، عشيقته المفضله ، و بير اسراره التي لم يخبرها عنها بل اكتشفتها هي ، كان حزيناً ، ولم تشعر ايلول سوا بالحزن فقط ، لما تشعر بالغيره من شخص ميت الان ... ؟

هذا ما حدث ، تمنوا لأسرتها بالصبر .. وزوروها كثيراً كيّ لا تشعر بالوحده

تركهم وغادر بحلته الغاليه وجسده الهزيل المليئ بالتجاعيد ، وسط ذهول ايلول و البقيه ، لتنظر ايلول نحو ريان ، وجدته هو الاخر كان يعلم ، لأنه نظر نحو وتين بتوتر ولكنه سرعان ما أخفاه ليكمل اللعب بهدوء هذة المره ، في حين ان تميم قد اغلق عينيه من جديد ببرود، لم يكلف نفسه عناء النظر لأيلول حتي ، نقلت بصرها نحو ريبيكا لتجدها تراقب السماء بهدوء شديد ، و ابتسامه هادئه تعتليها ، حسناً انها سعيده الان ، وهي موقنه انها لم تسمع حرفاً مما قاله الان لأنها كانت تضع سماعات الاذن وقتها ، كيف علمت ...
الجميع كان يعلم !
ذلك ما عرفته حينما انتهي الشرح وخرج المعلم بزيه الرسمي ، في حين انتفض بقية الطلاب و قد القي احدهم احدي الجمل مؤكداً لها علي علم الجميع بهذا مسبقاً

وتينWhere stories live. Discover now