كل شيء يوجعها وكأنها ساقطه من مكان مرتفع لقاع الارض ..رفعت يدها بصعوبه تتحسس راسها صداع فضيع ....وش صار فيها !
اخذت النفس بصعوبه ...أنينها يعزف معزوفه من شدة الالم !
تحس الرؤية ما هي واضحه كثير ...غمضت عيونها تسترجع الاحداث ...
أصدرت صوت الاه لما حاولت تتحرك ...فتحت عيونها وهي تستذكر اخر شيء لما حاولت توازن نفسها ...وكان السقوط مصيرها !
دخلت الممرضة ...تشتغل شغلها بمهنيه...رونق بصوت ضعيف: وش صار
الممرضه : وقعت عن الدرج مبارح ربك لطف فيك ....الحمد لله على سلامتك
عفست ملامحها رونق وهي تردد بداخلها «الدرج»
وين امها غريبه ما في احد حولها !
غمضت عيونها من التعب ....بدات دموع الضعف تنزل ...وهي تحس نفسها وحيده ما احد عندها !
قدر اكيد عند امها رح تكون بخير ...تتمنى لو ماتت وارتاحت من هالحياه ومرارها !
عضت شفتها من قوة الالم ودموعها تنزل مب قادره تتحمل ...
ظهرها يوجعها تبغى ترفع نفسها وتتحرك مب قادره ..
وين جدتها ام مرعي تشوف وش سوت اقدار الزمن !
بلعت ريقها بصعوبه وهي تحس بنشاف بحلقها !
مر الوقت طويل عليها وهي تناظر السقف وكأنه لوحه فنيه ...تغوص بتفاصيلها ...ودموعها تنزل بصمت من عيونها الذابله !
طرقات خفيفه على الباب...دخل جواد وخلفه عبود ...
عفست ملامحها بألم لما رفعت يدها ومسحت دموعها لما سمعت طرقات على الباب !
جواد اقترب منها وبداخله بركان من تصرفاتها .....ومع ذلك كمت هالبركان وتكلم بهدوء: الحمد لله على سلامتك !-
ناظرته بعيون دامعه ذابله ...اكتفت بالنظر ..ما فيها حيل تنطق حرف واحد!
عبود بكره لها : انتحار مره وحده
فتحت عيونها باتساع من هالكلام «انتحار»
جواد بحده ناظر عبود وبتهديد: حرف واحد ما ابغى اسمع !
عبود انتفخ وجهه بقهر والتزم الصمت !
جواد زفر بضيق وبعدها التفت لرونق: كيف وضعك الحين !
همست بتعب: بخير
سكت جواد ما عنده شيء يقوله لانه لو تكلم رح يفرمها فرم !
رفعت نظرها للسقف تحاول تمنع نزول دموعها ...تبغى تصلي مب قادره تتحرك ..بحاجه لانثى تساعدها!
جواد تكلم بهدوء : هذه ام عبدالله ومريم خلفي اي شيء تبغينه يساعدونك!
قبل ما يصدر منها شيء ...دخلت الجازي وخلفها مريم ..تحمدوا لها بالسلامه ببرود ...وكل وحده جلست بهدوء!
بهذه اللحظات كم تفتقد جدتها ....تحس كل من حولهااغراب ومن الصعب تقدر تطلب منهم المساعده ....عبود تكتف وهو يتكلم ورافع خشومه للسماء : شفتي انها امي احسن منك اهنتيها ومع ذلك جاءت تتحمد لك بالسلامه
ناظرته رونق وهي رافعهحاجب بعبوس هذا الشخص وش جابه عليها !
جواد بتحذبر : عبوووووود
وبأمر :قوم اشوف نطلع برا يمكن اختك تبغى تبدل او شيء !
ناظر رونق : هذه ام عبدالله ما رح تقصر معك !
تركهم وطلع !
ام عبدالله وقفت بهدوء ومعها حقيبه فيها أغراض: جبت لك اغراض من اغراض مريم اكيد رح تكون نفس مقاسك !
رونق بخفوت : وين امي ؟!
ام عبدالله ناظرت مريم وبعدها التفتت على رونق : امك في بيتها!
ما تبغاك تنازلت لابوك
رفعت حاجب رونق وهي تشوفها مجرد افعى تنشر سمومها ..وبنفس الخفوت كلمت مريم : معك رقم امي
مريم بتردد وزعت نظرها بين رونق والجازي ..وبتردد :-ليه!
رونق بلعت ريقها بصعوبه تحسه ناشف.... نطقت بصعوبه من التعب النفسي والجسدي : اعطيني اكلمها
الجازي رجعت جلست وهي تكلم مريم : اعطيها !
طلعت الجوال مريم ..اتصلت بالجازي ومدته لرونق !
مسكته بألم تحس اصابع يدها مكسره...تحاملت على الوجع ...ووضعته على اذنها ....بعد عدة رنات وصلها صوت فياض حسته يتكلم بجفاء : الو
رونق اخذت نفس وبذلت كل جهدها حتى يسمع صوتها : انا رونق
ليرد بنبره حست فيها سخريه: صدق رونق !
الحمد لله على سلامتك ....ا
قاطعته بغصه: وين امي!
رد عليها بجفاء لانه يحس كله بسببها : امك بالمستشفى بسببك سقطت وتعبانه
حست كلامه سهم اخترق قلبها .... يحسسها وكأنها شحاده على باب بيته ....هي تبغى امها لها حق فيها غصب عن الكل ...بهذه الغربه الجازي إلي تطلب مساعدتها والحين تقفل هالباب بوجهها !
عضت شفتها بمحاوله لمنع الدموع لما تكلم بهدوء عكس نبرته الساخره : تبغين شيء ...اذا محتاجه شيء
قاطعته تلملم كرامتها : بغيت أسألها عن قدر
رد بسخرية : ظنيتك رح تسألي عن امك المهم قدر مع اخوانك وما عليها قاصر
وان شاء الله لما امرك رح اجيبها معي
قاطعته تخاف اهلها يأخذونها منه: لا لا تجيبها
حك ذقنه وكأنه فهم تفكيرها : مثل ما تبغين !
والحين تبغين شيء
ردت بصوت مخنوق : لا سلم على امي والحمد لله على سلامتها
ليرد بهدوء: الله يسلمك
انهت المكالمة ومدت الجوال لمريم بدون ما تطالعها !-
مريم وكأنها تؤدي واجب: اذا تبغين تبدلين
قاطعتها رونق وهي تحس نفسها وحيده ...بالرغم من وجود شق التوأم الا ان شعور الغربه يمزقها: اتركي الأغراض وانا ابدل بعدين!
الجازي رفعت حاجب: نساعدك
ناظرتها رونق هذه اكبر عدوه لامها مستحيل تسامحها...تلبس لباس الطيبه ....والمشكله الغبيه مريم ما هي مستوعبه هالشيء .. اخذت نفس وردت بهمس : بعدين
عم الصمت بالمكان ....رونق تناظر السقف بعمق ومريم والجازي على الجوال يطقطقون!
دخلت ام جواد وخلفها زوجة بدر وزوجة سعود ...سلموا عليها بحذر وتحمدوا لها بالسلامه
ام جواد تناظر رونق ...عقدت حواجبها وهي تشوف انها للحين ما هي مغسله : انتم ما ساعدتوها
الجازي بهدوء: ما هي راضيه تقول بعدين
ام جواد ناظرت رونق : متى يعني ؟!
الحين تفوتك الصلاه
رونق باحراج : بعدين !
وقفت ميس فوق راسها: يا حبيبتي الحين اساعدك انا صدقيني رح ترتاحين بعد
قاطعتها رونق وهي ماسكه نفسها ما تبكي بصعوبة : بعدين
ام جواد بحزم : يلا الكل برا وانت يا مريم ساعدي اختك تراكم توام ما رح تستحي منك !
مريم بفجعه: جدتي انا ما اعرف
رونق زفرت بضيق :انا اروح لوحدي
ميس شمرت عن ساعدها : تفضلوا برا خليني اساعد البنت
سرعان ما توسعت عيون رونق بصدمه وهي تشوف الجازي داخله مع حنين ...اول مره تفرح بشوفتها كذا ....تحس فعلا احتاجت امها حتى تساعدها وما يمن عليها الغريب ...تلقائيا نزلت دموعها بصمت
الجازي تقدمت منها بلهفه قبلتها وهي تتفحصها حتى تتأكد انها بخير : كيفك الحين ؟!
مسحت لها الدموع : يا قلب الجازي
حنين ابعدت الجازي عن رونق ...وبهدوء نطقت : الحمد لله على سلامتك !
الجازي ناظرت اهل خالها ما تبغى تسلم عليهم !
حنين بدون نفس سلمت على الموجودات ...
وبعدها اقتربت من رونق باهتمام: صليتي؟
هزت راسها بالنفي ...ام جواد عفست ملامحها ما تطيق تشوف حنين ..وفوق هذا ما كلفت الجازي تمد يدها وتسلم عليهم : حنا رح نمشي وانتم ساعدوها
حنين هذا إلي تبغاه: وهو افضل مع السلامه !
ام جواد كشت عليها : اعوذ بالله من لسانك مثل الافعى ينقط سم !
حنين تكتفت وبكره : يا جعل الافعى تقرصك ونفتك من خشتك
ميس مسكت كتف ام جواد وبهمس : خلاص طنشي وامشي!
ام جواد بتوعد : يصير خير !
الجازي زفرت براحه بعد خروجهم : واخيرا انقلعوا
وناظرت رونق بابتسامة : مفاجأة وجودي صح !
كيف مقلب فياض فيك !
رفعت حاجب بعبوس : مقلب؟!
ليه
قاطعتها الجازي وهي تضع الأغراض على السرير : قلبه مليان عليك ومن حركاتك وحب يرفع ضغطك
ما قلتي لي كيف وقعتي!
ناظرتها رونق بعد ما تنهدت لتروي لها بإختصار قصة السقوط!
••
**
**
**
جواد بغضب مسكه من ياقته : فياض لا تجنني !
ابو فياض ابعده بحده : فياض ما له دخل !
انا قلت لك بدايه الدوام ابنتك عندك ...الحين هي بحاجه رعاية امها !
جواد بقهر : حنا نهت
قاطعه راكان باستحسان للفكره : وانا اقول خلاص اتركها بدايه الدوام بتكون عندك !
فياض ناظر جواد بتوعد : ورب الكعبة ما ترجعلك الا برضاها ..وما هو عاجبك دق راسك باقرب جدار ...لانك ما تستحق ..وهذا اخر شيء عندي !
اعطاه نظره توعد وطلع
جواد بغضب والنيران تشتعل بداخله ..وكأنه متلبسه جني : شفتم شفتم والله ما هو ناوي على خير!
ابو فياض بنرفزه : انت وش عليك منه انا قلت لك اول الدوام تكون عندك والا شايفني بزر ما
قاطعه جواد وهو ينفش انفه بغضب : نشوف
زياد وقف من خلف مكتبه : الكل يعين خير وصدقوني كل الاطراف رح تكون راضيه !
جواد جلس وهو يشرب كوب المويه على نفس واحد لعله يطفي من النار بداخله
*
*
**
**
مستلقيه على السرير بغرفتها ...وهي تستذكر الاحداث لما خرجت من المستشفى .....وقتها صار شجار كبير بين فياض وجواد مين يأخذني !،
مطت شفتها بسخريه إلي يسمع يقول كلهم ميتين عليها ويبغونها ما يدرون انها اداه انتقام الشاطر يبغى يقهر الطرف الثاني من خلالها !
زفرت بضيق وهي تحسه شعور مؤلم .....الحمد لله طيحتها كانت سليمه رضوض للحين جسمها ما تحسن ...وراسها احيانا بيشد عليها مكان الضربه ...لكن تحس بتحسن كبير .....
من لما وقعت للحين ما طلعت من باب غرفتها ..الجازي مهتمه فيها بشكل كبير .....هذا فضل لها ما رح تنساه لها ابدا وحتى قدر تهتم فيها وكأنها ابنتها ...خلال هالفترة اكتشفت انه امها انسانه رائعه ما لقت احد يقدرها في بيت ابو جواد ...فكانت ضحيه لعادات وتقاليد بدون ذنب ..... لكن ربنا عوضها بزوج وحماه يحبونها .....فياض خلال هالفتره ما شافته الا مرتين وكان هادي جدا واحضر لها هديه يتحمد لها بالسلامه ....اجمل ما فيه هالرجال انه قلبه كبير ويسامح كلمتها امها عن المشكله وقت سقوطها و كيف كان زعلان ومعصب لكن مع زوال المشكله ينسى ويسامح وهذاالفرق بين جواد وفياض ...جواد فيه صفة الحقد للحين حاقد على الجازي وما نسي شيء !
هذا اصعب شيء تعيش مع ناس حقوده مهما تقدمت رح يرجعونك لنفس النقطه !
ام فياض وضعها عادي هالايام تحس انها مراعيه شعور الجازي حتى ما تزعل!
واهتمت فيها ...
اما ابو فياض لمحته وهي راجعه من المستشفى مالهافيه اي اختلاط
اما جواد يكلمها بالجوال بس ما تطرق أبدا لرجوعها عنده !
لكن إلي بداخلها انها ناويه ترجع لابوها ما تبغى تخرب حياة امها بسببها ....هي انسانه تفقد اعصابها وترد بردود ما تعجب فياض وبعدها تؤثر على علاقه امها بزوجها !
رفعت نظرها لما دخلت الجازي بابتسامه : اليوم طالعين لمكان رح يعجبك مع عمي ابو فياض
لا تعارضين لان الطلعة إجباري !
انا رح اجهز اغراض اخوانك وانت جهزي اغراضك واغراض قدر يمكن نجلس اسبوع !.
بغت تعترض لكنها سكتت لانه يمكن تلقى مكان جميل تجلس فيه وتريح اعصابها ونفسيتها فيه !
بعد وقت كانت بالسياره وهي تشعر بالحرج وانها ثقيله عليهم ...هم طالعين زياره لاهلهم هي وش علاقتها ؟!
فياض جالس جنب الشباك وجنبه الجازي وبعدها رونق!
مد يده على كتف الجازي وبعدها نغز رونق وبابتسامه رايقه :كيفك يا مخلص صديق الحيوان
ضحكت الجازي بخفه : فياض اتركها
رونق ناظرته جالس يتمسخر عليها ..ان ردت يزعل انها ما تحترمه
كمل وهو يبتسم : عاد وانا داخل اليوم لقتني ام العصفور تسال عنك جايه تزورك قلت لها ذيك بالسياره طالعه مشوار قالت خساره جبت لها هديه شكر ...اعطتني الهديه لك ريشه حتى تكتبين فيها قصائد عن الرفق بالحيوان ههههههه
ام فياض التفتت للخلف : وش فيك على البنت !
فياض قرص رونق بخفه :نمزح معها
ابو فياض بانتقاد:هذا مزح !
ما أخبرك طينتك ثقيله كذا !
فياض ضحك بخفه : الله يسامحك يبه !،
رونق ما علقت واكتفت بالصمت افضل حل لانها اذا تكلمت رح يكون كلامها ثقيل !
ما تدري وين رايحه يقولون خالة ابو فياض ... ما يهمها المهم يكون الجو خيالي ...وترتاح نفسيتها وتبدأ من جديد.....
مر الوقت وابو فياض وفياض منشغلين بامور الشغل ...والجازي نايمه وام فياض غارقه بالنوم ...مسكينه هالحرمه لو تدري عن كلام رونق الا ترميها خارج السياره ....مطت شفتها رونق بشبح ابتسامة ...احيانا نتكلم بكلام لما نكون متضايقين بهدف نقهر إلي مقابلنا ...وما نكون فعليا مفكرين بذي السالفه .....
بعد وقت وقفت السياره امام منزل محاط بسور عالي !،
التفتت على فياض وهو يتكلم : وصلنا !
هز الجازي بشويش : يا قطعة من عسل قومي
نظرها مثبت عليهم للحظه تمنت تعيش مع امها وابوها مع بعض ويعيشون جو اسري جميل
حست عيونها لمعت بالدموع ...صدت للجهة الثانيه....وهي تذكر نفسها ليه نتحسف على الماضي ..لازم نرضى بالواقع ونحمد ربنا على كل شيء!
لا ندري لعل الخير يكمن بالشر !

بسمة مدفونة في خيالي ~ضاقت أنفاسي ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن