بارت 43 والاخير

8K 234 88
                                    

.بارت ٤٣ والاخير




من زمان هالبنت ما تدخل رأسه..كتم ضيقه من دخولها لمكتبه وبهدوء رد : الحمد لله
سألت بابتسامة: كيف رونق؟!
زمان ما شفتها ... والله مشتاقه لها !
رفع حاجب ...وما قدر يسيطر على ملامحه العابسة..رد باقتضاب: بخير!
هزت رأسها بتفهم ,: ادري إنك ما تبغاني اقرب من صوبها .. لا تخاف رونق ما ينخاف عليها ما شاء الله عليها كم حاولت اسحبها لمستنقعي... لكن كانت معطيتني طاف ولا كأني اكلمها !
انقهر من ردها ومن بجاحتها: يعني تعترفين
قاطعته بتبرير: أنا أحبها لرونق بس كنت ابغى اقهرك فيها ما تعجبني نظرتك لي يعني انت السبب !
عقد حواجبه : والله ما هي راكبه تحبينها وكنت رح تسحبيها للوحل الي تعيشين فيه!
ابتسمت بحنين لايام الجامعة : كنت أغار من أخلاقها العالية أدبها ملفت الانتباه بالقسم !
تخيل ولد خالتها كان ميت على إشارة منهاومجرد نظرة ما تناظره وهو ولد خالتها...أحيانا اقول ليه ما تصير رونق مثلي احاو
قاطعها وهو يسألها بدقة عن هالسؤال الي نفسه يعرف إجابته واكيد عندها علم بالسالفة: أبغى أسألك سالفة رعد وش هي بالضبط؟!
وش يبغى كان من رونق ؟!
قاطعته وهي تزفر بندم : بصراحة رعد كان ناشب لرونق بكل مكان وما كان قصده شريف ...يمكن غيرتي خلتني اوافق وصورتها وارسلت صورتها لرعد ...طبعا رعد حاول ابتزازها لكن هالبنت قوية ما همها شيء وكسرت جواله قدام الكل ...لكن رعد ما اكتفى كان ناوي يجيبها بطرق ملتوية كان يبغى يخليها تصير مدمنه حبوب
قاطعها بقهر واشمئزاز من هالفئة : وطبعا انت إلي توكلت بالمهمة!
ردت بنفي: انا رفضت هالشيء مهما صار تراني أحبها
قاطعها باشمئزاز: تدرين امثالك حرام تكون دكتورة ... والحمد لله يوم فصلوك من الجامعة لأنك
قاطعته بنصيحة : لا تناظر الناس بهذه النظرة..انت ما تعرف وش بقلوب الناس !!
حنا ضحية المجتمع فلا تلومونا!
يحس زياد إنه مب قادر يتحمل وجودها لثواني ...أشر لها على الباب: تقدري تتفضلي الحين ...ورجاء رونق لا تقربي لها أبدا
ابتسمت وهي توقف: مشكور يا دكتور...عموما كنت بمراجعة مع صديقتي بالمستشفى وقلت اسلم عليك...
هز رأسه بدون ما يناظرها: سلامك وصل
ابتسمت وهي تنغز بالكلام : خسارة أخذت نظرة سيئة عن رونق وتراجعت عن فكرة زواجك منها ... مسكين طارت منك بعد ما شوه
قاطعها بانفعال من وقاحتها : مثل وقاحتك ما شفت!
تراها يا متخلفة زوجة اخوي
قاطعته بضحكة قصيرة: ادري بس انت كنت تحب رونق ...كنت اشوف هذا الشيء بعيونك ...على كل شيء سلم على رونق وقول لها تسامحني ...
وبنبرة هادئة نطقت: أنا تغيرت والحمد لله .. وما جيت هنا لأي شيء بس حبيت توصل سلامي لرونق وتطلب منها تسامحني !
استأذنت وطلعت من مكتبه...زفر بقهر من وقاحتها ما هي طبيعية ...
حس بالضيق يطبق على صدره ...وش مصلحتها حتى تشوه سمعة رونق قدامه ايام الجامعة...
زفر بضيق الحين هو ظلم رونق ... للحين منصدم من رونق لما عرف إنها تبرعت لجراح بالسر ...عشان كذا راحت للقرية ما تبغى احد يعرف بالسالفة ...ما توقع واحد بالمئة يكون المتبرع رونق ....أصر يعرف الي تبرع لاخوه حتى يشكره على هذا المعروف بس كانت صدمة عمره لما كانت رونق !!!
والحين تبين إنه ظلمها !
زاد الضيق بداخله من كلام وعد واتهامها بحبه لرونق ...هذه بحد ذاتها مشكلة لو هالزفتة نشرت هالاشاعات وين عينه من أخوه ...ما ينكر كانت تلفت نظره بذكاءها ...وكان يشوف لزوم يستثمر عقلها لأنها داهية ...أما إنه حبها ؟!,
تنهد ما ينكر إنها كانت تلفت نظره ...وما يلوم جراح يوم وقع بشباكها من نظرة عيونها ....
أما هو عمره ما اعترف بالحب قبل الزواج ...نظرته الحب يأتي بعد الزواج ....
زفر بضجر وللحين شيء كاتم على صدره بسبب كلام وعد !!!
**
**
**


جالس بالصالة مع زياد وأمه منشغلة بالتسبيح .... دخل لؤي وهو يدندن ...نطق جراح بانتقاد: من اليوم تستأذن قبل ما تدخل لأنه زوجتي هنا
لؤي جلس جنب جدته وهو ينطق: رونق هنا!
لو أدري عندي واجب أعطانا اياه الدكتور كان أعطيتها إياه تحله
قاطعه بحدة: والله !!
يا اخي استحي على وجهك أحسن ما اعدل ملامحك!
ام راكان تهدي الوضع : ما هو قصده شيء ...يقول كذا لأنه كان يدرس عندها زمان
قاطعها جراح وهالسالفة يكرهها من كثر ما تنعاد على مسامعه: ذاك اول الحين صار كبير
زياد ناظر لؤي بقوة: انت ما تبغى تعقل ؟!
وقسم بالله اذا حملت مواد هذا الفصل الا اتصرف معك تصرف ما يعجبك وترى أبوك أعطاني الإشارة الخضراء!
مب ناوي تتخرج ؟!!
حك رأسه باحراج واكتفى بالصمت. ...بعد ما ندم إنه جاء ...مكث شوي واستأذن وطلع أفضل له من هالتحقيق!!
مط شفته زياد : أنا لو هذا ولدي كان زمان ذبحته... فاشل بقوة !!
أم راكان بهدوء: الله يهديه!
وسألت باستفسار: رونق للحين نائمة؟!
شوفها خليها تعمل لنا شيء نشربه والله رجلي مب قادره امشي عليها !
جراح ناظرها بتردد يبغى رونق ترتاح لأنها فعلا باين عليها التعب ... بس خاف إن قال شيء تزعل أمه: ان شاء الله
زياد بهدوء نطق: اتركها نائمة ...الحين تنزل زوجتي وتع
قاطعته ام راكان: ليه تنزل زوجتك ؟!
خلاص رونق هنا وتساعدنا!
رد بحزم: قلت لك يمه اتركيها ترتاح ... خليها ترتاح هذه الفترة!
جراح استغرب إصراره إنه رونق ما تعمل لهم شيء...توقع إنه خايف من سالفة السحر!!
ام راكان بدون نفس ردت: نشوفها آخرها معكم !
جراح بتصميم تقوم رونق يبغى يتأكد من شكه ...قبل ما يتحرك ...خرجت رونق من الغرفة وهي متغطية وناصر خلفها يبكي بقوة...توجهت لهم بخطوات هادئة...تكلمت بهدوء : السلام عليكم ...كيف حالك يا أبو
قاطعها زياد باحترام: الله يسلمك ...عظم الله اجركم !
ردت بهدوء : شكر الله سعيكم!
ام راكان تناظر حفيدها: وش فيه يبكي!
ردت رونق بصوت خافت : يبغى يروح عند شهد!
زياد أشر لرونق: اجلسي ارتاحي ...تعال يا ناصر !
ام راكان بانزعاج من صراخ ناصر: اففف هالولد الكل يشتكي منه ومن ازعاجه
التفتت رونق عليها ...عقدت حواجبها وما عجبها هالكلام ...نطقت بنغزة: تتكلمين وكأنك تعرفينه!
كم عمر ناصر؟!
يمكن هذه أول مرة يدخل هالبيت ومنزعجه منه كل هالانزعاج!
تراه حفيدك مثله مثل باقي الاحفاد الي كانوا يجون عندي ويقلبون الدار لدمار وما أحد ينزعج منهم أو يقول يا ولد اجلس !،
والحين انزعجتم من
قاطعها جراح وهو يشوف أسلوبها الجاف مع امه: رونق انتهينا!
مطت شفتها بقهر : ايه انتهينا ...تقول كذا لأنك مثلهم !
الكل متضدد لهذا الولد !
ما عمرك سألت عنه ولا حتى أهلك وكأنه يتيم !
والله اليتيم حاله أفضل على الأقل في مين يحن عليه ...
قاطعها بحدة وهو يشوف ملامح أمه انقلبت : رونق!
زياد بتدخل: ما صار شيء يا جماعة ...تعال يا ناصر
هز رأسه بالرفض وهو مستمر بالبكاء !
وقفت إم راكان : أنا رايحه لغرفتي اصلي !
جراح قاطعها : يمه
ردت وهي تتحرك وملامحها ما تتفسر : ما صار شيء ...
انسحب زياد لما رن جواله ...
زفر جراح بضيق وناظرها: ارتحتي الحين؟!
مو على أساس صفحة جديدة وما نفتح الماضي أبدا!
تنهدت صحيح كلامه بس ما قدرت تمسك نفسها قهرها كلام ام راكان عن ناصر...نطقت بهدوء : كلام أمك يستفز ما كأنه حفيدها!
احتدت ملامحه وهو يتكلم : ما ينفع كذا ...رح نعيش هنا وما هو كل واحد قال كلمة فتحت الدفاتر القديمة!
افهميني
قاطعته بعبوس: وليه نسكن هنا ؟!
انا جيت هنا لوقت مؤقت .... أنا واهلك ما رح نتفق...افهم
قاطعها بغضب: قالوا لك حمار غبي ما افهم !
ترى امي كبيرة بالعمر واكيد رح تتضايق من بكاء ناصر .. شوفيه للحين يبكي !
سحبت ناصر لجهتها وهو مستمر بالبكاء : ترى كرهك لي ما يبرر لك تكره هالولد وما تحن عليه
قاطعها بقهر: والله!
اسمعيني زين
سكت وهو يشوف قدر داخله مندفعه ومتحمسه: يلا يمه تعالي!
رفع حاجب: على وين العزم إن شاء الله؟! وبعدين الواحد يطرق الباب قبل ما يدخل والا قالوا لك وكاله بدون بواب!!
ابتسمت برواق: طرقت الباب بس الظاهر من جعار هذا ما سمعتموني!
المهم ختيبي هنا ويبغى يشوف مامي!
قلدها بسخرية: ختيبك ! وش فيه لسانك انعوج كذا ؟!
وخطيبك عندك وأمك وش دخلها ؟!
تكلمت بحماس: يبغى يشوف حماته العسل...يلا يمه!
رونق بضجر ورأسها مصدع : قدر روحي عند خطيبك واثقلي شوي ...مرة ثانية قو
قاطعتها باعتراض: لا والله ...لي ساعة اتصل فيك وما تردين على الجوال ...قلت له الحين رح اجيبها
قاطعها جراح بنرفزة: انت من عقلك!
استحي على وجهك ترى أمك اليوم وصلت
قاطعته بإصرار: تخيل إنها للحين بالقرية!
يلا يمه لا تحرجيني
رونق وهي تمسح على شعر ناصر: خذي أخوك يغير جو ...ومرة ثانية أشوف علي
قاطعتها بقهر: نعم !
خليه منطق هنا ...واعتبريني زعلانه منك كذا تفشليني قدام خطيبي !
يصير خير !
حملت نفسها وغادرت المكان بعد ما شدت شعر ناصر حتى يزيد صراخه ونطقت وهي طالعه: استمتعوا بجمال صوته!
استند جراح بغضب من تصرفها ونطق بقهر: ما أدري كيف زوجتوها هالبزر!
وناظر الولد بغضب: خلاص اسكت ترى والله رأسي انفجر منه!
رونق احتدت ملامحها وهي تناظره: وش هالأسلوب الي تكلم فيه الولد؟!
ما كملنا يوم عندك وانت مب طايقنا!
هذه هي الصفحه الجديده؟!
قاطعها بضيق وبكاء ناصر نرفزه بزيادة: انا وش قلت؟!
يعني تبغين اشوف تربيتك الفاشلة له واسكت؟!
شوفي دلعك الزايد له ...لكن من اليوم رح أعيد تربيته من جديد !
وقف واقترب منهم .. سرعان ما وقفت وخلت ناصر خلفها ...فصارت حاجز بينهم ...وبتحذير: جراح ابعد عن الولد ولا تتدخل فيه!
مسك عضدها بقوة ...والقهر يتصاعد بداخله من تصرفاتها وكأنه غريب ما هو أب هالولد: رونق لا توقفين بوجهي أفضل لك
قاطعته وهي تحاول تسحب يدها منه: اتركني
تعطي دروس بالتربية وانت أكثر واحد بحاجة لدروس عن المسؤولية ... ينقصك الكثير حتى تستحق كلمة أب يحق له يقوم سلوك ولده!
قاطعها بفحيح: لا تكثرين كلام ...ترى
التفت للخلف على صوتها المتحمس وهي تدخل مندفعه : مامي
زفر بضجر: يا ليل ابو لمبة!
قدر بحماس تقدمت منهم : ماما علي معي جاي يسلم عليك هنا ...لما قلت له إنك ما تقدرين تتركين عمي جراح لوحده
مط جراح شفته بسخرية وهمس: يا كبر هالكذبة ما تقدر تتركني!
خزته رونق بقوة وسكتت لما دخل علي مبتسم والإحراج باين عليه!
أعطى جراح نظرات توعد لقدر كيف تحضر الرجال كذا لا احم ولا دستور! وبمجاملة نطق: هلا هلا حياك الله!
سلم عليه باحترام ...تقدم علي من رونق وسلم عليها بابتسامة: كيفك ؟!
ونزل نظره للكائن القابع خلفها وللحين يبكي: هذا ما تخلص بطاريته يا كثر ما يبكي!
قدر بمداخله: أخلاقه صفر هالولد إما تعطوني الي ابغاه أو أبكي طول الوقت!
جراح بهدوء: تفضل اجلس يا علي!
جلس علي ونطق باحراج: أنا قلت لقدر تتصل بالاول اذا في مجال نسلم عليكم ...قالت ما له داعي ...
قدر ابتسمت وهي تشوف عيون جراح المتوعدة: قلت له صافيه وافية جالسين لوحدهم يتناقرون مثل الديوك ونويصر يعطيهم نغمات موسيقيه علشان الحماس!
جراح كتم قهره وبمجاملة نطق: البيت بيتكم حياك الله في أي وقت !
علي بوجه مشرق: تسلم ...وش اخباركم إن شاء الله طيبه!
رد عليه جراح ورونق منشغلة مع ناصر للحين يبكي ...رفعت نظرها لعلي وهو يكلمها: والله احتار وش اناديك...بعدك صغيرة ما شاء الله عليك ...عيني عليك باردة !
قدر ضحكت بخفه: تذكر يا علي لما ظنيت امي العروس
بلعت ضحكتها وهي تشوف عيون جراح النارية لها !
مطت شفتها بضجر ما تدري وش فيه صاير متوحش كذا !
**
**
**
في اليوم التالي ... واقفه بالمطبخ تجهز الفطور ...من البارحة ما كلمته قهرها ...زفرت بضجر لما بدأ ناصر سمفونية البكاء...نزلت لمستواه وبنبرة خافته: وش فيك يمه!
تعال اشرب حليب
دف يدها وضربها على رأسها بقوة وبدأ يبكي !
رفعت نظرها لجراح لما دخل وابتسم بشماته بعد ما شاف الموقف...
تسلحت بالهدوء ونطقت وهي تكلم ولدها وبداخلها تدعي انه ما يفشلها : يلا يا حبيبي نفطر علشان نروح عند شهد!
مباشرة وقف بكاء وابتسم !
تكلم جراح وهو يجلس على الكرسي وبجفاء نطق: ونعم التربية!
زفرت بضجر : لا حول ولا قوة إلا بالله !
طنشها وما رد عليها وانشغل بجواله ينتظر أمه على الفطور...
دخلت ام راكان وجلست جنب جراح بهدوء ...عم الصمت على المكان للحظات...بدأ ناصر كعادته على سفرة الاكل يحوس الدنيا ويزعج المتواجدين وهو يردد ابغى هذا ابغى هذا!
كتم جراح انزعاجه من ناصر ...ناظر أمه الي الانزعاج واضح على ملامحها ...لزوم يعيد تربية هالولد!
ناظر أمه ونطق بتساؤل: راكان
قطع كلامه لما شعر بحرارة الشاهي على جسده ...وقف بغضب وهو يناظر السفرة انعفست من ناصر..نطق بغضب: عيشه تقرف,!
وحمل نفسه وغادر متجاهل نداء أمه!
ام راكان عافسه ملامحها بغضب من تصرف ناصر: يعني ما ندري وش نقول؟!
استغفر الله بس!
وحملت نفسها وغادرت !
زفرت رونق بضيق ...وناظرته للحين يحوس بالسفرة ...غمضت عيونها بعجز ما لها حيل تنظف المكان ...جبرت نفسها بصعوبة على تجهيز الفطور... والحين استنزفت كل طاقتها...ما تدري وين شغالتهم ؟!
دفنت وجهها على الطاولة بارهاق وتعب ...غمضت عيونها لعلها تسترجع قوتها وتنظف المكان...
غفت بدون ما تحس ....نقزت على صوت التكسير ...نهضت نفسها وقلبها يدق بقوة من الفزع...زفرت بقوة تهدي دقات قلبها ... وهي تشوف الصحون تحولت لشظايا بعد ما رماهم ناصر على الأرض بقوة !
التفتت لام راكان الغاضبة وهي تناظر المكان كيف معفوس: وش هذا؟!
رونق ببرود وهي جالسه ما لها حيل توقف: الحين أنظفه
قاطعتها بقهر من برودها: هذا إلي قدرت عليه!
أنا هذه الحياة ما أرضى فيها أبدا؟!
كله شبر وما احد قادر له !
ناظرت جراح الي واقف خلفها: شوف ولدك وش عمل؟!
انا ما أسكت على هذا الخراب!!
جراح تنرفز من برود رونق ...شايفه الدنيا معفوسة وجالسة ولا على بالها : هذه هي التربية يا حضرة الدكتورة؟!
على الاقل نظفي المكان!
وقفت بهدوء وهي كاتمه الصيحة من التعب ...تحس جسدها منهك ..تكلمت ببرود: الحين أنظفه ... اليوم رح اشتري لك يا خالتي بدل الي انكسر
ام راكان زفرت بضيق ... ما تبغى تدمر العلاقة من جديد..تكلمت بهدوء: يا رونق انا ما تهمني الصحون لكن ما هو منطق تصرفات هالولد ...لزوم تكونين حازمة معه...
قاطعتها رونق بهدوء: بعده صغير
جراح تنرفز من ردها: ومتى يكبر ان شاء الله؟!
هذه المرة سكتت لتصرفاته المرة الجاية رح يكون لي تصرف ثاني معه!
ناظرت رونق ناصر جالس على الكرسي وبيده صحن ويأكل بيده ولا كأنه عمل شيء!
هذا الولد مقطوع منه الأمل!
سرعان ما غمضت عيونها لما ألقى ناصر الصحن على الأرض بقوة وتحول الى قطع صغيرة ... وبسرعة تحركت ووقفت حاجز بينه وبين جراح الي تقدم وهو ناوي يضربه!
جراح والشرر يطلع من عيونه... ..نطق بتحذير وهو يناظر رونق : ابعدي يا رونق أفضل لك
ام راكان بتدخل خافت على جرح جراح: يمه لا تتحرك ...خلاص اتركه لما تتشافى اعمل الي تبغى!
بالرغم من تعبه لكن قهره وغضبه من تصرف هالولد فاق تعبه ... مسك رونق من كتفها وبتحذير: لاخر مرة اقولك ابعدي!
ردت والغصة بحلقها على هذا الولد ما احد يتحمله او يحبه : انت وش فيك من اول ما جينا وانت تبغى تضربه!
قالوا لك جايبه من الشارع!
ابعد عن الولد لأنه ما رح اسمح لك تمد يدك عليه تفهم!
شد على كتفها بتحذير: ابعدي عن طريقي
هزت راسها بالرفض وهي واقفه بطريقه وبنفس الوقت ما تقدر تدفه تخاف على جرحه ...وبنبره هادئة نطقت: بعده صغير وما يفهم ...خلاص روح أبغى انظف المكان !
قاطعها وهو يدفها عن طريقه بغضب ...وسرعان ما انقض على ناصر ومسكه من كتفه...بغى يضربه سرعان ما نزل يده وهو يشوف ملامح ناصر البريئة تحولت لخوف وعيونه طبق الاصل عن رونق تلمع بالدموع حس الي قدامه وكأنها رونق... كتم ضيقه ونطق بهدوء: تعال نروح للبقالة اشتري لك !
ام راكان كشت عليه: مالت عليك وانا خفت على الولد يطلع جنازة من تحت يدك وآخرها تعال للبقالة!
اعتدل بوقفته جراح وهو كاتم الالم بسبب حركته : تعال يا ناصر!
تقدم ناصر بابتسامة ومسك بيده والفرح يشع من عيونه رح يروح للبقالة!
بعد ما دفها كتمت وجعها لما دخل القزاز يدها ....ومكان العملية اوجعها بقوة بسبب الحركة المفاجئة ...ناظرت يدها تنزف بقوة...غمضت عيونها من الالم وهي معطيتهم ظهرها !!
ام راكان ناظرتها وهي جالسة ومعطيتهم ظهرها: اساعدك بالتنظيف
قاطعها جراح وهو يتحرك للخارج ,: ما له داعي يمه ... الحين رونق تنظفه !
فتحت عيونها بعد خروجهم وهي تناظر يدها ..تنزف بقوة ...ناظرت ملابسها تلوثت من الدم ...
وقفت بصعوبة ...ودموعها تنزل من شدة الوجع.... تحركت تنظف الجرح وتعقمه ...بعد وقت لفته بالشاش... وللحين دموعها ما وقفت ...جرحها عميق ومن الأفضل له خياطة!
توجهت للغرفة تبدل ملابسها ...تمشي بشويش من الألم!
**
**
**
ام راكان جالسه بالحديقة تحت الشجرة مع راكان ...نطقت بضيق: احس إني ما اقدر امسك اعصابي!
كنت اقول مستعدة احط المر بحلقي لو تشتمني رونق ما أتكلم المهم يستقر جراح ويرجع سعيد مثل قبل!
راكان زفر بضيق ...نبه على زياد ما يتملم قدام جراح إنه رونق هي المتبرعة لأنه يخاف تمشيه رونق على كيفه وما يقول لها لا .. وبهدوء نطق : يعني قلنا ننسى الماضي ونبدأ من جديد!
طيب وش قالت لما اخذ الولد!
ام راكان بعفوية: هو دفها على الأرض والظاهر إنها زعلانه لأنها ظلت جالسة ومعطيتنا ظهرها !
قاطعها بانفعال: دفها!
رفعت حاجب باستغراب: وإنت وش فيك منفعل!
بس قال فيها كذا حتى تبعد عن طريقه!
هز رأسه وهو يفكر ... معقول اصابها ضرر!
ام راكان مسترسله بالكلام: احسهم للحين ما نزل الحطب الي بينهم !
البارحة نام بالصالة ...يقول راحت عليه نومه !
هز رأسه بهدوء وهو يؤشر بعيونه: هذه قدر دخلت البيت!
ام راكان بهدوء: اكيد رايحه لامها!
راكان بتنبيه: يا يمه خلي عندك طول بال .. ما نبغى نخسر جراح !
تلقينه للحين متضايق لأنه ست الحسن ما هي معطيته وجه !
أم راكان عفست ملامحها بغيره: ما ادري وش عملت حتى يحبها كذا ؟!
معقول الحب يعمل كذا؟!
راكان بعبوس: ويعمل اكثر من كذا !
ترى ولدك يعشقها شوفيه كيف رمى الدنيا خلفه وما رجع لأنه ما يضمن نفسه إذا شافها متزوجه!
تدرين إنه متشاجر قبل فترة مع فارس لأنه ناظرها ولولا زياد تدخل بينهم!
قاطعه جراح وهو يقترب ويسمع كلامه ...وبتصحيح قال: قلت لكم وقف يكلمها بس زياد يحب يبهر من عنده!
ام راكان ناظرته : وكلمها وين المشكلة تراها ابنة خالته!
وعادي عندهم يكلمون بعض
قاطعها بحده: بس أنا عندي تكون مشكلة إذا كلمها !
زفرت بضيق وهي تسأل: علشان كذا سحبت أوراقها من المستشفى؟!
وضع له راكان كرسي يجلس عليه: ارتاح!
جلس جراح وهو يكلم أمه: أنا واثق فيها. ...بس سحبت اوراقها لأنه كنت ناوي اسافر وقتها!
راكان عقد حواجبه: والحين؟!
نطق بهدوء: رح استقر هنا في منطقة ......
قاطعته ام راكان: وليه تنقل هناك؟!
خليك هنا عندنا!
رد بهدوء: ترى كلها ساعة ونص ...ساعتين وأكون عندكم !
راكان بهدوء : الحين اترك هالكلام لوقت تتشافى يصير خير!
وين ناصر كان معك!
زفر بضجر: هذا الولد يرفع الضغط ..راح عند دار عمي ابو جواد عند قدر
ام راكان : دوبها جاءت قدر عندنا !
جراح بلامبالاه : يلعب هناك يا كثر البزران هناك!
**
**
دخلت قدر المطبخ بعد ما اتصلت رونق فيها حتى تيجي لها ...ناظرت أمها جالسه على الكرسي ويدها ملفوفه بالشاش ... والأرض كلها قطع زجاج .... وبفزع نطقت: يمه وش فيك ؟!
مين عمل فيك كذا!
سكتت للحظة وهي تفكر وسرعان ما نطقت بغضب: لا تقولين جراح والله لأشرب من دمه ...يظن الدنيا سايبة يعمل فيك كذا !
نطقت رونق بنبرة خافته وتحس رأسها خفيف: ما هو جراح ..كنت ابغى انظفه وانجرحت يدي!
هزت رأسها بتفهم : اكيد نويصر هو الي عفس هذه الدنيا!
حركت رأسها رونق بهدوء ... تقدمت منها قدر وضمتها بقوة: سلامتك يا قلبي ...ليتني أنا الي انجرحت ولا اصابك هالاذى!
أبعدتها رونق بهدوء وعيونها تلمع بالدموع ... والشحوب واضح على ملامحها: ربي يسعدك!
قدر تتكلم بأريحية بعد ما سحبت كرسي وجلست جنب أمها: أقسم بالله لما اتصلت فيني وأنا نائمة وقلت تعالي حسيت الدم نشف بعروقي خفت عليك كثير وخاصة صوتك باين إنه يخفي شيء!
رونق بهدوء: لا تخافين ما فيني شيء ...بس ناديتك علشان تساعديني بالتنظيف!
شعرت بالصدمة قدر : الحين صحتيني من النوم علشان انظف هنا !
ماما انت صاحية!
رونق تعرف قدر شغل كلام وشعارات حب وعند الافعال اول وحدة تهرب:خلاص ارجعي وأنا انظف لوحدي
قاطعته بضيق وهي تحس إنها وقعت بالفخ: وين شغالتهم ؟!
رونق همت بالوقوف: ما ادري عنهم !
قدر على مضض: خلاص اجلسي وأنا انظفه!
ما عارضت رونق لأنها فعلا منهكة وتحس إنها بأي لحظة تفقد الوعي!
غمضت عيونها باسترخاء وهي تسمع ثرثرة قدر .... بعد وقت دخلت ام راكان وناظرت قدر الي انتهت من التنظيف ...بداخلها انتقدت رونق يعني مب قادرة تنظف المكان !!
قدر بابتسامة: كيفك خالتي!

يتبع

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jun 25, 2021 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بسمة مدفونة في خيالي ~ضاقت أنفاسي ~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن