اللي قتل يجيب الروس

44 8 8
                                    

3

"لأن اليوم الدور عليا..."
"دور شنو..؟"
"أنتَ شكلك ما تعرفش قصة الغول.. صح؟"
" لا ما نعرفش.."
زفرت الفتاة الصعداء ناظرة له بخنق لتبدأ كلامها مُفسرةً:" اليوم أنا بياكلني.."
نظر لها و ملامح السخرية تعتلي وجهه قائلاً: "والله؟!.. بجديات!؟ هاتي السفرة هاتي وامشي روحي يلا"
مد يداه لأخذ سفرة الكوسكسي من فوق رأسها لكنها خطت بعيداً تنظر له گأنه مجنون قائلةً :"شني هادي جا-" قاطعها آخذا منها الطعام ويرمقها بنظرة غضب مُزمجرا:" بري روحي والسفرة تقعد عندي.. بري!!"
كانت على وشك الإعتراض عند فتح شفتيها ولكنها قررت الهروب من حيث جاءت عندما أشهر عليها سيفه.

نظر إلى السفرة بجوع ثم عاد إلى مكانه تحت النخلة ليستمتع بغدائه تاركاً المعيز تسرح حوله.
بعدما انتهى من غدائه الشهي وجد أن وقت المعيز للعودة قد حان.
سرح بهم عائداً إلى بيت أو البئر ذي الفتحة الجانبية للعجوزين وعندما رآهما واقفين ينتظران قال للعجوزة :" ترا بالله احلبيها؟"

أومأت إيجاباً ثم أحضرت گأساً كبيرة وحلبت الأقرب لها و تفاجأت صرخت بفرحة واضحة في نبرتها: "حليب أبيض! حليب أبيض!! "

ركض زوجها يتأكد من ما سمعه يخرج من فمها ليجد الحليب فعلاً لونه أبيض.

نظرا له بامتنان شاكرين له مرات عدة وفرحتهما جعلته يبتسم بسعادة من قلبه،نظر للعجوزة الذي سأله كيف فعل هذا و أجابها بأنه فقط تركها تسرح في مرج بعيد لكن ليس كثيراً لتنقلب تلك الضحكات من شفتيهما إلى آهات رعب وخوف شديدين يندبان كأنما مات لهم شخصٌ عزيز، التفت العجوز للفتى صارخاً :"علاش!؟ يا ربي!!"
لتصرخ الزوجة الطاعن على الولد :" تو بيجينا! تو بيجينا! تعرف إنه كلالي بناويتي كلهم! هاداكا المراح متاع الغول!!"
قال الولد :"آه ايه قالتلي بنية كانت فايتة من غادي! إن هي ماشية للغول لكن شن هي قصته أصلاً؟.."
تنهد الزوجان متذكران ألم فراق فلذات كبيديهما لتسرد العجوز قصة الغول:" فيه يوم جي فيه الغول هادا و هو من الجن، تعاون مرة معاه سحرة المدينة اللي جت منها البنت في خدمة.. وشرط عليهم إن كل خميس لازم يجيبوله بنت يعرس عليها و معاها سفرة غداء ومعاش تولي البنت لأن ياكل فيهم و كان ما جابولاش بنت حياكلنا كلنا! ... وانا زي ما تشوف كلالي بناتي كلهم وحتى الفرسان اللي يمشو يموتوا ومفيش حد غلبه لحد تو..و تو حتى انت بيزيد ياكلك!! ضربت اللفعة متاعه و زدت دُرُتْ في الوطا متاعه!! "

بقي ينظر إليهما رافعاً حاجبه و گأنه أمر عادي قائلاً :
" خلاص غدوة تو نمشيله.."

بقيا يحدقان به برعب غير مصدقين ما يتفوه به من جنون، قال العجوز :" لا! مستحيل كيف إنتَ ولد ب-"
قاطعه الولد بعدم اكتراث :" قتلك بنمشي! ".

في الصباح التالي كان الولد ذاهباً بعتاده إلى المكان الذي أرشدوه إليه.. إلى عرين الغول،لكن فاجأه مجموعة من الجنود قاطعوا طريقه گانوا قد التفوا حوله يمنعونه من الهرب.
تقدم أحدهم بفخر قائلاً وهو يرمقه بنظرة من رأسه إلى أخمص قدميه:" منو أنت؟ "
لم يتأخر بالرد:" وعلاش نقولك يعني؟"
- "انت اللي خديت من بنت فايتة من هنا سفرة كوسكسي؟؟"
رد ببرود:" ايه انا... علاش تسأل... ؟"
- "الملك متاعنا قاللنا نجيبوك ليه يلا نوض معانا!"
صمت الولد مفكراً: " باهي.."

إلى الأساطير..حيث سنطير.. Место, где живут истории. Откройте их для себя