يقتصر علي ؟ ما الذي تعنيه أنا لا أستطيع فهم ما تحاول قوله! ويبدو أن ملامحي التي أظهرت ما أفكر به جعلت منها تشعر بغضبٍ أكبر وحالما تقدمت مني إستطعت لمحَ ما كان بيدها..سكين! ، شعرت بدمائي تتجمد وبجفافٍ غزا حلقي وقد حاولت الإبتعاد بكل قوةٍ ولكنني فشلت" آه!" خرجَ أنين متألمٍ مني حينما رفعتني من ياقتي وصفعت ظهري بالجدار بقسوةٍ  وأنا بالكاد أحاول الوقوف والألم بدا ينتشر بكل أنحاء جسدي وأظن بأن هذا كان أثرًا آخر لتعويذتها اللعينة! .



بدأت تنظر لعينايّ بحدةٍ وهي تقضم شفتها السفلية بسخطٍ وكأنها تحاول إكتشاف شيئٍ ما بي " التعويذة نجحت لأنكِ لم تحصلي على قوتكِ بشكلٍ كامل بعد .." همست وبدت وكأنها تحادث نفسها حتى أنها أخفضت عينيها بتشتتٍ لوهلةٍ قبل أن تعيدها لعينيّ وقد توسعت خاصتها بذهولٍ لتكمل بهمسٍ " أنتِ حقًا لا تعلمين..؟" وكأنها تثبت هذه المعلومة لنفسها قبل أن يخرج منها أنينٍ وتبتعد عني لتسقط حينما إستغللت تشتتها وركلتها بأقصى قوتي  ولا أعلم من أين أتت إلي القوة لأفعل هذا!.


إستندت على الجدار لأحاول الخروج ولكن على من أكذب فهي إقتربت مني مجددًا وقد رفعت السكين بإتجاهي  " لا أهتم أنتِ ستقتليننا إن لم أقتلكِ الآن!! " صرخت بتحشرج ولمحت لمعةً بعينيها قبل أن أغمض عينيّ وأنا أرى تلك السكين تستهدفني وأنا بالكاد أستطيع التنفس الآن فما بالك بالمقاومة؟.

وفجأةً..


" اللعنة!-" سمعت صوتها الذي صاحبها أنينٍ مسموعٌ قبل أن أسمع صوت إرتطام شيئ معدنيّ بالأرض لأفتح عينايّ بهلعٍ شديدٍ وسُرعان ما خرجت مني تنهيدة راحةٍ متحشرجة بلا شعورٍ مني رغم تفاجئي الكبير وأنا أرى بيتر يقبض على يدها التي كانت تحمل السكين!.

شعرت بجسدي يتهاوى لأسمح له وبكلّ سرورٍ منذ أن الخطر قد زال " من أنت بحق الجحيم؟! " صاحت تلك المختلة على بيتر..الذي بدا وكأنه متجمد بمكانه نوعًا ما.. وإستمرت بمحاولة التّملص منه ولكن بلا فائدة حتى فتحت ثغرها وبدأت ترتل بكلماتٍ غريبةٍ ولكنها توقفت حالما رأت ذلك الشخص يدخل صارخًا.


" هيه جاما بيتر لما- " توقف عن الكلام وهو ينظر إلى وضعنا بملامح مدهوشةٍ وهو يلتقط أنفاسه الضائعة على الأغلب أنه كان يحاول أن يتبع بيتر الذي هو معروف بسرعته الشديدة " إيڤانورا ما الذي يحدث هنا؟ " تحدث ببعض الجدية التي طغت بنبرته وهي ينظر لتلك المختلة وأظنه قد فهم بعض الشيئ ماحدث هنا ، آه بالمناسبة لم أقل من هو إنه ذلك الفتى ذو العينين الرماديتين الملطخة قليلًا بالأزرق.


" نيكولاي فلتأخذ كتاليا " كان بيتر بذات وضعيته حتى لم يلتفت وما زال يُبحلق بتلك المجنونة التي حاولت مرة أخرى الهروب من قبضته ولكن عندما أمسك بها بكل ذراعيه سكنت فجأة؟! في الآونة الأخيرة عقلي بالكاد يستطيع فهم ما يحدث أو بالأحرى أنا لم أعد أريد أن أعرف!.


 أعين السماء || EYES OF SKYWhere stories live. Discover now