28. هما.

682 54 15
                                    


في صباح صيفي ما، في مكان لا يمتلك من تلك المعالم ما يكفيه ليصبح علمًا. تشرق الشمس أو أنها كانت مشرقة طوال الوقت، تتدافع السحب الضخمة ببطئ..لا تحجب قرص الشمس ولا يحجبها شيء. وسط لحفات من النسيم الهادئ طار طرف فستانها، كفها قد أحكم الإمساك بكفه فصارا جزئين من كيان واحد لا يمكن فصلهما، شخصان لن ندري ابدًا كيف تبدو وجوههما.

شخصان لن ندري ابدًا كيف تبدو وجوههما كانا يسيران في طريق طويل لا تبدو له نهاية، على كلتا الجوانب تقع أزهار عباد شمس ضخمة..لا ندري أتعبد الشمس أم تعبدهما.

سعيدان كانا..خطوات الأقدام تترك الآثار خلفهما فلا تدري منذ متى يسيران..ومن أين سارا؟ سعيدان كانا، أنفاسهما الهادئة تمتزج مع عبير الزهر فلا يوجد هنا ما يعكر صفوهما..أسعيدان هما؟

في هذا المكان، في هذا العالم حيث لا نعرف أينبعث النور منه أم نحوه، حيث يسيران ويسيران، حتى تختفي قهقهاتهما..يسيران ويسيران حتى تنفك قبضتيهما، يسيران حتى تندثر بسمتيهما..وشغفهما، حتى تتلاشى ذكرايتهما فلا يعرفان من هما..وما هما. يسيران وينسيهم السير قصصهما. ينسيهم أصواتهما، ولمساتهما..لا يتذكران مذاق كعكعة الفراولة التي قالا..حين كانا يتحدثان، أنهما لن ينسيا. لا يتذكران الليالي التي قالا، حين كانا يتناجيان أنها ليالٍ حزينة لا تناسبهما. لا يتذكران دموعهما..حين كانا يصرخان أنهما هنا لبعضهما.

في هذا المكان، حيث نسيا الحب والشغف والمساء، والبرد والبكاء..حيث نسيا الحياة. وأسماءهما، كانا يسيران ويسيران..شخصان لن ندري أبدًا كيف تبدو وجوههما.

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


you can cry | تستطيع البكاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن