23

813 83 15
                                    

كانت أعينهم دائما تضج بما في القلوب. لست حمقاءً كي أجهل نظرة الإستخفاف العارمة في أعين الرفاق وأفراد العائلة وزملاء العمل، لست بذاك الجهل..لكنني أفضل لو كنت جاهلةً حقيقية.

لماذا انا؟ سؤال يتردد على أبواب عقلي مرارًا، وسوف أكون كاذبة لو أردفت بأنه لا يبث الفوضى في كل زاوية من زوايا دواخلي.

أبدوت صيدًا سهلا لذاك الحد؟ أبدى جسدي رخيصًا لتلك الدرجة المزرية وهل حُفر على جبهتي بالنيران'منبوذًا'؟ صارت الإجابات لاسئلتي ضائعة لا فرصة للحصول عليها، ولذلك كان علي البحث عمن يجيب.

[ ] الحقيقة هي أنني كنت أبحث عمن يقاتل أفكاري وينتصر، عمن يشعل اللهب فيي فيطهرني من خطايا عقلي..شخص واحد يمد ذراعه فألتقطه، شخص واحد يتقدم خطوة وأقسمت ان أسرق الخطوات نحوه في المقابل ألفًا، شخص واحد يعتصر جسدي.. ويخبرني أن اصمت.

لكن السفن لن تعرف أبدًا ما يعج به المحيط، لن تتطوع المراكب للغرق في قلوب البحار على أمل إخماد دواماتها. إنني يا عزيزي لبحر عميق، لمحيط هائج لا ترى منه سوى موجٍ طفيف يرفعك ثم يهبط بك فتشاهد تقلباته شاردًا..إنني منظرك الخلاب ومتعتك الأبدية التي لا تأبه لها ما أن تكتمل جولتك القصيرة فتمضي في طريقك وتترك ما تبقى منه بائسُا تخنقه الدموع..وتذيب الأمواج الدموع.

حمقاءًا، رخيصةً، بائسة لا تستحق شيئًا، وحيدة ستنسى قريبًا أصوات البشر، غريبة لا تقترب منها كثيرًا، حثالة انا كما أخبرتني نظراتهم..حثالة انا كلما قرأت لغة العيون وراقبت رقصات الشفاه.

الامر الأكيد هو أن كل غبي حقيقي لا يُتنابذ بلقب لغبي، وكل حقير لا يواجهه أحد بحقيقته كما لا ينادي الناس امرأة بعاهرة الا وكانت الشريفة الوحيدة. إن الألقاب تصداد دائما من لا يستحقونها وكأنها تكسر قوانينا بالرغم عنا ونحن نجهل ذلك طول الزمان.

إن الكمات صارت فجأة أقسى مما تبدو عليه..وصارت بالتدريج بلا تأثير يذكر كما يتتدرج الأبيض للأسود. أيامي هي الرمادي..تلك الدرجة التي لا ترضي غرور اللون الأدكن وليست في نضارة الأفتح. الدرجة الغريبة عن رفاقها كغربتي عن العالم أجمع.

لقد كانت أعينهم تضج دائما بما في القلوب، ما في القلوب كان قنابل تستهدف ضميرًا مجردًا سمي ب "انا".

you can cry | تستطيع البكاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن