3

4K 393 121
                                    



" فاقد الشيء لا يعطيه. "
قيل..كان طويلًا أسود الشعر كما العينين ، وحيدًا ، ضالًا في متاهات دواخله.
شارد الذهن لا يفيق إلا حين تصفع المعلمة طاولته بكتاب التاريخ ذو الخمسمائة و ستين صفحة فينتفض قلبه..
يخزن وجباته ليعطيها لتلك الكلبة الأم أثناء إرضاعها لصغارها..يربت بخفوت على ظهر زميله المتألم من فراق والده إثر السفر..
يسير قليلًا مبتعدًا..و يندم بعد عدة دقائق لعدم ضمه لذاك الزميل.
يكمل طريقه للمنزل بعدما يسمع مرة أخرى ذاك المديح المستمر من قبل العمة حين يحمل أكياس البضائع عنها.
يخطو حافي القدمين لشقته..و يصمت.

كان الفراغ يثبت رايته بعمقها و يستولي ، يسود الظلام ليبدو المكان كجزء مخفي من المحيط..تخيط الوحدة شباكها حوله فيغفو وسطها بهدوء.
و يقلب وسادته على النحاية الأخرى عندما ينزعج من آثار دموعه الباردة عليها..يثير ملمسها باطن ذاكرته الذي فشل في دفعه للعمق مرة أخرى اليوم..فيبكي.
فاقد الشيء لا يعطيه..هراء.

كان نحيفًا أسود الشعر كما العينين ، وحيدًا ، ضالًا في متاهات دواخله..كان فاقدًا لكل شيء.

و لا يعطي الشيء سوى فاقده.

you can cry | تستطيع البكاءحيث تعيش القصص. اكتشف الآن