لقد سئمت..سئمت صوت الرايح تجوب المكان من حولي بينما أراقب أشعة شمس صغيرة تتسرب من النافذة ، سئمت طعم الجلد الميت الرقيق على شفاهي حين ألعقها بلا وعيٍ ، سئمت رائحة شعري الرطب عندما أجففه وحيدة ، سئمت هذا المكان ، هؤلاء البشر ، هذه الشوارع الذي أمر بها مرارًا وتكرارًا حتى صارت تضج بالذكريات وتحاصرني بها كلما أخطو للداخل.
سئمت طعم القهوة المحلاة عندما ينفذ الحليب ، سئمت الحب ، والرعب ، وعيناك.
بنية ضيقة قليلة الأهداب ، لامعة كنجمة على وشك أن تنطفئ ، أحدق بها بينما نرخي أجسادنا على الرصيف المتسخ حتى يتلاشى كل شيء..تندثر المباني والسيارات ولا يبقى سواي أنا..أنت ، وعيناك.
تلتهمني أثناء إبتعادي فتقبض يدك على معصمي هامسًا " لا تذهبي.."
ولكنني يا عزيزي قد سئمت..من هذا الشارع وهذه البيوت ، من صاحب الدكان الذي يتراقص دخان سيجارته في هوائنا فنستنشقه بهدوء ، من أصابع يدك الطويلة الباردة..من هذا الليل القاتم.
لقد سئمت كل شيء..وربما لم أسأم سواك.
أنت تقرأ
you can cry | تستطيع البكاء
Short Storyالجميع يستطيع البكاء ، ولكنني أبكي كلامًا..فهل تستمع؟