* لقائنا الاول *

1K 127 858
                                    

ذكريات الماضي ستعلق بعقل شخص ما
ربما شخص لم تفكر بسؤاله
اخيرا سيحاول فهمها
********

قبل قرابة اربعة عشرة سنة

بين اروقة المشفى جلس صاحب ثمان سنوات ذو العيون البنية التي تناسقة بطريقة فنية مع شعره لتزيده بشرته السمراء الفاتحة شكله انسجاما

جلس ~لؤي~ الذي اختلطت مشاعره بين سعادة، تفائل، خوف، والحزن في وقت واحد رغم محاولة بعض من اقاربه طمئنته دون جدوى، مر بعض الوقت ليقف مكانه بعدما لمح رجل في اواخر الثلاثينات بلباس عسكري يتقدم جهة لؤي بلهفة بعد ان تمكن من اخد يوم راحة ليقف بجانب زوجته التي وصله اتصال مستعجل بان اليوم المنتظر لولادتها قد حل ، فاخد يخلط الكلام بذعر : هل خرجت .. اين هي؟ .. ماذا حدث؟

فاسرع عنده لؤي متسائلا : ابي .. امي ستكون بخير صحيح ؟

نسى تماما صغر ابنه فحاول ان يهدأ بعد ان فهم انها لم تخرج بعد ، داعب شعره قليلا ليرد : نعم لا تقلق هذا امر طبيعي .. سننتظر اكثر

ببساطة اتى والده بذلك سينته صمته الذي دام وقت طويلا ليخرج ما بصدره : ابي لمتى سننتظر نحن هنا من وقت طويل .. هل ستكون بخير حقا؟

و بهذا عادة بعض الملامح الجادة لوجه والده ليفهم ان عليه ان يصمت لؤي فما فيه يكفيه، مضى الوقت ببطئ شديد لتخرج احد الممرضات و يسرع الاب عندها متسائلا عما يحدث فردت : انتهينا الام و الصغير بخير تماما .. لا داعي للقلق

انفجرة سعادة لؤي بعد هذا الخبر ليهز بدراع والده : ابي .. امي بخير اخي ايضا بخييير .. اريد رؤيتهما اين همااا هياا ابي اييين

حاول الاب جعله يصمت مجددا ليشكر الممرضة و ياخد بعض التفاصيل فردت : انتظرا فقط .. بعض الفحوص لنتأكد من سلامتها و يمكنكم رؤيتها

فعاد صخب لؤي مجددا فحماسه لن ينتهي حتى يرى الطفل الجديد :ابيييي لن احتملللل هياااا هيااااا لمتى سننتظرررر

رغم طلب والده ان يهدأ لكن لا شيئ سيوقفه بهذه الحال فلجأ لاسلوبه المعتاد بضرب راسه ليعلو صوت انزعاج :اهدأ انت تزيد توتري .. مززعج

بدل ان يتالم اخد يضحك فقد كشف قلق والده : حتى انت تريد رؤيتهما .. اعترف

مضى وقت اخر بين ازعاج لؤي، غضب والده، ضحك بعض اقاربه و اخيرا حان الوقت ليتجها عند الوالدة و ما ان فتح باب الغرفة صرخ لؤي مناديا عليها فتقدم ليضمها برفق فبطبيعة الحال الجميع اوصاه بذلك: امــــــــــــــــييي

اخرجت ضحكة خفيفة لترفع عيونها الزرقاء الدابلة مطمئنتا زوجها و هي مستلقيت على الفراش فقالت بارهاق و صوت هادئ : انا بخير لا تقلقا .. لؤي كفى صراخا هذا مستشفى

جلس والده قرب والدته ليطمئن اكثر مع اسئلة الاقارب عن حالها لكن ازعاج لؤي لم ينتهي : هياااا اين هووووو امييي ايين
الاب:يجب ان يقومو بفحوص اولية له ثم سيحظرونه فتوقف
الام: لاتقلق هو موجود سياتي بعد قليل
لؤي: نعم شكرا امي
الام بضحكة : كفى حماقة الان

لستَ وحيدًا 1_ {منتهية}Where stories live. Discover now