جَمالي

413 67 31
                                    

الحمدلله دائمًا و أبدًا.

بسـم اللـه الرحمـن الرحيـم
''''''''''''''''''''

والدتهُ التي افترشتْ الأرضيةِ تنتحبُ بِضعفٍ بينما والده يُخرجُ كلماتٍ غَير مفهمومةٍ من بين شَفتيهِ -أغلبها كان سبًّا- مُنهالًا علـيها ضَربًا.

كانَ ذلك المشهدَ الذي اعتادَ رُؤيته كثيرًا منذ فهمه و استيعابه لهذه الحياة الظالمة، في بادِئ الأمـرِ اعتاد الوقوفِ خلفِ باب غرفتهِ يُشاهدُ ما تتعرضُ له والدته من وَحشيةٍ بِعينين مُمتلِئتين بالدموعِ لتأتي لَهُ في النهايةِ و تُخبره بأنّها بِخيرٍ، و أنَّ ما حدثَ كان مُجرد مَسرحيةٍ يفعلانها لا أكثـر، و ستنتهي عَمَّا قريبٍ.

ظلَّ ينتظرُ كل يومٍ و كل ثَانية إنتهائهـا، و لكن أكانَ القريب في نظر والدتهِ هو ثلاثة عشر سَنةٍ؟!، كذبها عليهِ بدا يتضحُ مع مرورِ الأيامِ ... عَلِمَ هذا داخل قرارةِ نفسها، و لكنّه أبى التصديقَ آملًا أنْ يأتي يومِ تنتهي فيه تلك المسرحية المُرعبة و تُسدَل ستائر النهايةِ، و لكن و عند اشتراكه فيها في يومٍ مَا مِن حياتهِ عَلِمَ ساعتها بأنَّ تصديقه لوالدته حينها كانَ هو المسرحية الوحيدة و التي اتخذَ فيها دور البطولة كَشخصٍ مُغفلٍ رفضَ تصديق ما تراه عيناه و يحلله عقله بالمنطقِ.

صَرخاتُ والدته التي كادت تختفي لكثرتها جعلتهُ يَهرعُ إليهـا بعينيه الدامعة، ليستجمعَ كل قوته دافعًا والده بعيدًا عنهـا، لَمْ ينتظر رد فعلٍ أي منهما ليرتمي على أمهِ حاميًا إياها كَدرعٍ واقٍ مِن ضرباتِ ذاك الظالم، لا طالما اعتادت هي فعل ذَلك في الماضي حيثُ كان صَغيرًا، و لكنّه لَمْ يَعُد كذلك، كان لابد أنْ يأتِ يومًا لتتبدلَ فيها الأدوار بينه و بين والدته، و لكن في النهايةِ كانت النتائج كما هي لكليهما ... كدمات و جروح لا تُعدَ جسديًا و نفسيًا.

أغمضَ عينيه بشدّةٍ عند شعورهِ بِشيءٍ صَلبٍ ضربَ ظهره الضَعيفِ تلاه عِدة ضربات مُتتالية كادت تفقده وعيه، و لكن صوت بكاء والدته و ترجيها لَهُ بأنْ يبتعدَ هو ما جعله ثَابتًا، شعورُ حمايته لـهـا هُو ما يُبقيه علـى قيدِ الحياةِ، وُجِدَ لحمايتها و سيرحلُ عند رحيلهـا .. هذا مُلخص حياتهِ.

ضربةٌ قَويةٌ جعلته يُطلق آهةً مُتألمة لتتساقطَ عبراته على وجه مَنْ شَارفتْ على الموتِ لِرُؤية ولدها الوحيد يفقدُ روحه ببطء مُؤلمٍ، بدأتْ بترجي ذاك الوحش طالبةً مِنه التوقف مُقابل أي شيءٍ يريده.

عندها فقط توقفَ ...

" چين حبيبي ... هل أنتَ بخيرٍ يا ولدي؟ " .

مَا وراء الجَمالِ || كِيم سُوكچينWhere stories live. Discover now