الظلم و الإنتقام

Start from the beginning
                                    

راحت تراقبها و هي تعمل بجد على الثوب الذي وكل لها كانت تلك طلبيتها الأولى الحقيقية و سعادتها كانت لا توصف، حتى ان الزبونة طلبت مقابلتها لتشرح طلبها و كم كانت سعادتها عظيمة!. لم يخفى عن أحد و حتى عن جويل عيناها اللتان كانتا تنطقان سعادة، و ان أخفت ذلك بغرورها! و كأن كبرياؤها تذكر وجودها و وجود سعادتها!. لم يكن ذلك ليسعد جويل و لا حتى ١ بالمئة بالرغم من أنها كانت تعلم أنها أخطأت في حقها و ان علاقتها بالسيد وايت كانت عكس تماماً ما دار في عقلها!  و لكن لا زالت لم ترد أن تظهر في نظر صديقاتها بمنظر الكاذبة أو المتسرعة! لا تدري متى إكتسبت هذه الأنانية و هذا الحقد!؟ كيف يمكن لمخلوقة بريئة جداً و نقية ان تفعل هذا انه ضد مل مبادئها و ضد حتى ما ربتها عليه جدتها و لكن مع ذلك و هذه المرة بالحديد كانت تريد كل شئ لنفسها و كان ذلك على حساب باندورا و التي قررت جويل بينها و بين نفسها أنها استحقت ذلك اساساً انها شريرة و وقحة و مغرورة اساساً فهي لا تظلمها! كان هذا التفكير يريح ضميرها قليلاً، و يجعلها تشعر أنها أقرب للسيد وايت من اي وقت، مضى كانت مرتاحة لأنها تنتقم لنفسها و له، فقد أغضبها و حرق قلبها ما أصابته من خسارة ! و لكن ما لا تفهمه سبب وقوف السيدة ساني في صف باندورارهذه المرة، فقد نادتها بعدما نادت السيدة بارتر.
فقد وصلت للمكتب و طرقت الباب بتوتر كانت خائبة الظن بنفسها فهذه أول مرة في حياتها تتعرض للتوبيخ من السيدة ساني
"تفضلي" جاء صوت السيدة ساني بارداً
دخلت بهدوء و هي تتلفت حولها في محاولة لتجاهل المظر في عين السيدة ساني
"تحدثت مع السيدة بارتر" قال بهدوء
"يا سيدتي أنا..." ردت بدفاع و لكن اوقفتها السيدة ساني بعنف و قالت:" لم أعهد منكِ هذه التصرفات يا جويل قد أصدق انها تصدر من جوليا او ايميليا او حتى السيدة رايلي و لكن ليس منكِ أنتِ لقد خاب ظني"
"و لكن اسمعي مني يا سيدتي" قالت بسرعة و قد شعرت أنها ظلمت
"اسمع ماذا!؟ لقد سمعت ما يكفيني من السيدة بارتر كما انني حضرت نصف الشجار" قالت بإنزعاج و أضافت:" و أنا لست مجنونة و لا غبية يا جويل و لن أحكم بقلبي كالبقية أكره الكذب و الخداع و الظلم"
نظرت لها جويل بصدمة و قد نزلت دموعها و راحت تنتحب كالأطفال
"دموعكِ لن تغير ما فعلتيه" قالت السيدة ساني و أكملت:" لا أقول ان باندورا بريئة ابداً و انت تعرفين كما يعرف الجميع وجهة نظري بهذه الفتاة المتعجرفة اساساً، و ان كانت ظرت الكثيرين لم تكوني أنتِ أحدهم فلماذا تتصرفين هكذا!؟"
"و لكنها تعرف أنني أحب السيد وايت مع ذلك راحت تلقي بشابكها" قالت جويل من بين دموعها التي هطلت كالشلال الذي لا نهاية له
"و هو هل يحبكِ!؟" قالت السيدة ساني و هي ترمق جويل
صمتت جويل لفترة اثر الصدمة، و دار في عقلها ما يحزنها مؤخراً، كل تلك المشاعر الجميلة و البريئة التي كبتتها و ضغطت عليها!
"أنتِ حتى لم تتأكدي ان كان بينهم شئ" قالت السيدة ساني
"و لكنها هي قالت ..."
"ألم تسأليها سابقاً بشكل غير مباشر و ردت أخته ويلا عليكِ انهم يكرهون بعضهم البعض" قالت السيدة ساني
"كيف عرفتي!؟" ردت بصدمة
"السيدة دارتر" ردت بسرعة
"و لكنني سألتها هذه المرة و قالت أنها....."
"أسلوبكِ كان فجاً معها، اساساً ليس من حقكِ ان تسأليها ما الذي تفعله مع الرجل فهذه وقاحة، فهو ليس زوجكِ اساسا، بالتأكيد كان بينهم موضوع خاص بينهم"
عادت جويل لبكاؤها و راحت تقول من بين دموعها:" دعاها على كوب شاي و أنا لم يفعل معي هذا يوماً، أنا آسفة لن أتصرف بمثل هذه التصرفات الطائشة مجدداً"
نظرت لها السيدة ساني براحة و قالت و هي تربت على رأسها و ابتسامة ارتسمت على وجهها:" جيد أنكِ تدركين خطؤكِ و انا لا أعاتبكِ لأعاقبكِ و لكنني أفعل هذا لأنني أعرف أنكِ أكبر و أسمى من هذه التصرفات "
كانت قد اعترفت بخطؤها و قد استعدت للإعتذار من باندورا و لكن عندما عادت باندورا للمشغل شعرت بالغضب مجدداً و شعرت أنها مظلومة،

دخلت باندورا و نادتها السيدة ساني و بالطبع جويل وقفت تستمع، كانت تريد ان تتأكد بأن لا علاقة لها بالسيد وايت
"موضوع اليوم" قالت السيدة ساني بحزم
"ليس ذنبي إنه ذنب تلك الغبية جويل و الأبله المدعو والتر وايت، ادخلتني في خرافاتها الغرامية و أنا لا شأن لي" قالت بسرعة و بدفاع
"لست هنا لأتهمكِ كل ما أطلبه منكِ ان تنظفي لسانكِ القذر و تنتقي ألفاظكِ و حينما تتكلمين مع العاملات كوني أكثر لباقة" ردت السيدة ساني و أضافت:" لا تقلقي أعرف ما يحاك و ما يدار في هذا المكان، و أنا أكره الكذب و الخداع و الظلم و لذلك لن أظلمكِ"
تنفست باندورا براحة و لكنها وجدت السيدة ساني تسألها بحزم:" أين كنتي لقد تأخرتِ عن موعد عودتكِ عشر دقائق"
"كان هناك موضوع شخصي علي ان انهيه مع اللورد بارينقهام" قالت بسرعة
راحت السيدة ساني ترمقها بإنزعاج
"ان كنتِ بحاجة لأي شكل من أشكال المساعدة فأنا أستطيع مساعدتكِ" قالت السيدة ساني
نظرت لها باندورا بإستغراب و لكنها ردت بلباقة:" شكراً يا سيدتي"
"عودي لعملك" ردت السيدة ساني بعدم المبالاة

تتذكر جيداً كيف خرجت باندورا من تلك الغرفة و رمتها بنظرة نارية حاقدة! مع ذلك تجاهلتها بكل بساطة كأنها مجرد حشرة وضيعة و قد تأكدت من أنها ستشعر بذلك، لم تكن مرتاحة لما ستقدم عليه باندورا و لذلك بقيت مترقبة، كانت ترى الأعين التي ترمق كل التوتر الذي سقط على المكان كالنيزك و بعثر أنفس الجميع! كانت الجميع يحقد على باندورا في تلك اللحظة! و الأخيرة لم تكم أفضل حالاً فهي كانت تحقد عليهم جميعاً. كانت مشاعر باندورا في تلك اللحظة اساساً مزيج ما بين الراحة و الترقب و الغضب، كانت مرتاحة للجوءها للورد فقد ظنت أنه "ليس سيئاً كما تخيلت" و مترقبة لما سيقدم عليه فهو وعدها أنه سيساعدها و لكنه لم يخبرها ما الذي سيفعله ففي تلك اللحظة لم تكن مهتمة لا بالغراب و لا بالحمقى في المشغل، و غاضبة من توبيخ السيدة ساني لها بالتأكيد. مع ذلك بقيت مركزة في عملها فهذه اساساً فرصة، و لسبب ما كانت تشعر بالمتعة و هي تعمل.

———————————

مرحباً يا أصدقاء.

فصل جديد اتمنى ان يكون عند حسن ظنكم، قد يكون ملخبطاً بسبب ان هناك الكثير من التنقل بين الماضي و الحاضر، و لكن اتمنى ان يعجبكم.

الفصل طويل و لكن قد تشعرون انه قصير بسبب ان الأحداث التي فيه ربما تكون أقل من سابقه.

و دمتم سالمين،

باندورا في الريفWhere stories live. Discover now