احببتُ نِصف بشري

part ║22║

"لحظة لحظة، هل قُلتِ رابط!"
تشنجت امي لما نطقت به وتوسعت عيناها حتى اختفت الدماء من وجهها لتَشحُب بشرتها فورًا.

"هُناك رابط يُحتِم عليَّ البقاء جانِبه حتى لا نتأثر سلبًا"
اردتُ الشرح اكثر ولكن يبدو انه بلا فائدة، لأن امي كانت على علم بماهية الرابط سلفًا.
" ايلينا كفاكِ مُزاحًا، لا شيء من هذا القبيل أليس كذلك ؟ قولي لي انكِ تكذبين حتى اسمح لكِ بهذه الحماقة "

"هذه هي الحقيقة، هناك رابط بين روحي وروح تايهيونغ، لا نعرف سببه ولكن اذا منعتينا من البقاء معًا سيحدث شيء ليس بجيد اطلاقًا لي."
قلتُ دُفعة واحدة لتُغطي امي فَمها بكفَّيها بصدمة وايدي مُرتعشة، هُناك حتمًا ما تَعرفُه.

"امي ما الذي يحدث، ارجوكِ سامحيني على كذبي ولكنُّه اختياري. انا لا ابقى مَعه بسبب الرابِط بَل لاني اريد.. وجوده"
الاحظ تايهيونغ وهو يرمقني فقط بهدوء وشفتيه مُفرقتان قليلًا ينظُر لي بكل شغف ، رُبما بسبب كلامي عنه

"أنتِ لا تعلمين من أجل حمايتك أنتِ واخيكِ بماذا مرَرتُ"
قامت بالصريخ في وجهي حتى سالَت دموعها إلى أن بكت بشدة في آخر حديثها. هذا المَشهد يَكسر قَلبي، أن اراها هكذا بسَبب خوفها علينا.

"لقد تركنا ابيكِ بسبب هذه المخلوقات ، تركنا من أجل حقيقتي وهي كوني صائدة اشباح، اجل انا صائدة امثال هذا الشاب ، وهل تعلمين انهم يسعون خلفك ؟ كل أمثاله يسعون خلف دمائك بسبب انها ليست نقية، هناك ترياق قد تجرَّعتيه وانتِ ثلاث اعوام حتى احميكي في الماضي، ولكن المفاجأة هي أنه بعد عدة سنوات يتحول من كونه يحميكي منهم إلي جعلهم ينجذبون لكِ لأنه يجعلهم أقوياء وإكتسابهم صفات نصف الاشباح ذو السُلالة النقية، لذلك هذا الشاب يُحبك من اجل دمائِك وما فيها وليس لأجلك "

دَخل تايهيرنغ بنهاية حديثها ولَم انتبه حتى لطَرقه الباب عدة مراتٍ فَما اسمعُه يُجمد حواسي.

انا فقط لا استطيع استيعاب كل تلك الكلمات، اقف وعيني تتجمع بها الدموع، بسبب نبرتها ورعشة يديها وبسبب ما اسمعه الآن، أرغب في البُكاء ولا استطيع  فعلها، هذا الشعور يؤلمني- أن ترغب في تفريغ كل حُزنك ولكنك جامد المشاعر، تقِف على حافة الهاوية ولا تسقُط.

"سـ..سيدتي، رجاءً لا تحكُمي على الأشخاص من وجهة نظرك فقط ، وما حدث في الماضي ليس له أبدًا علاقة بما سيحدث في المستقبل ، وانا أعترف أن مُعظم أمثالنا ذو أرواح دامية،وهذا تحديدًا سبب أن قبيلتنا تُعاني من خسائر يومية لأجل مُحاربة تلك الفئة منّا ،

صَمت لثوانٍ قَبل ان يَنظُر لِي، وكأنَّه يُجّّمع حروفه مِن ملامحي، ارجوك غَيِّر ما يحدُث، غَيِّر الحقيقة لشيء استطيع تصديقُه. قُل لي انك ستَحميني-

"وايضًا انا لم انجذب لإيلينا بسبب دمائها، انا حتى لم أكن اعلم أن بدمائِها شيء مُميز رُبما لأنني القائد وَمن سُلالة نَقية ولا اهتم بدماء البشر او امر الترياق، فقط اعلمي أنني احميها من نفسي قبل أن احميها من الآخرين، هي نُقطة ضعفي الوحيدة لذلك لا تحكمي على أي شيء من وجهة نظرك أو من الماضي "