٣٠

104K 3.6K 142
                                    

الفصل الثلاثون...

مسحت دموعها بقوه وهي تقول بقهر  وغيظ لفعلة هذا الاحمق : ربنا يسامحك يا عمرو على اللي عملته..
ربتت ليله على يدها بحنو قائلة : معلش هو لو مبيحبكيش مكنش عمل كدة.
نظرت لها مريم بغيظ قائلة : بيحبني ايه!!، في واحد عاقل يجي لأب واحدة يصحية بليل من عز نومه ويقوله انا بحب بنتك وعمري ما اعتبرتها اختي، ده كلام يا مريم..ده أخد ضرب من بابا مخدوش في حياته، طيب يعمل حسابي يخاف عليا..
كتمت ليله ضحكاتها لتقول : هو عارف ان عمو شريف بيحبك أوي وعمره ما يأذيكي.
ضمت مريم شفتاها بضيق لتقول بنبرة حزينه : بس الكلام بيأذي وبيوجع ألف مرة يا ليله من الضرب...
اغلقت ليله عيناها في ألم وهى تتذكر حديث مالك لها فقالت بنبرة هامسة تحمل بين طياتها الحزن : صح الكلام بيوجع ألف مرة .
لم تنتبه مريم لحديثها وظلت تندب في ما عمله المجنون عمرو فقالت بغيظ من بين أسنانها : يبقى يقابلني لو بابا وافق على جوازنا..هو أصلًا جاي ليه..
أجابتها ليله بهدوء : مالك جايبه يعتذر لبابكي ويحاول يحل الموضوع..
هزت رأسها بيأس هاتفة : بابا عمره ما يوافق أبدًا على جوازنا...
.............
_ عمي احنااااا...
نهره شريف بحدة وهو ينظر لعمرو نظراات قاتلة : انتوا ايه يا مالك، بقى دة عمرو اللي وثقت فية واستأمنته على بنتي، وقال ايه انا في شغلي ومطمن ان عمرو بيعاملها زي أخته..يقوم يقرطسني ويحب فيها من ورايا..انا عمري ما كنت مغفل بالشكل ده..
تملك الغيظ منه فقال بنبرة شبه ساخرة : والله معرفش انا عملت ايه في بنتك لقيتها ناقصه ايد ولا رجل ماهى زي ما هيااا.
نظر شريف لمالك قائلًا بلهجه غاضبه : خليه ميتكلمش علشان مقمش وأكمل عليه.
أشار له مالك بأن يغادر قائلًا من بين أسنانه : قوم انزل استني في العربيه.
نهض وغادر على مضض، اما مالك نهض وجلس بجانب شريف قائلًا بنبرة هادئة رزينة : انت لو فاكر انك عاوز تبعد مريم عننا او انت تبعد عننا احنا مش هنسمحلك أبدًا على فكرة، احنا طول عمرنا بنعتبرك اخو ابويا مش صديقة، انت جزء من عيلتنا..
هدأ شريف نوعًا ما فقال : وانا هبعد لية؟!، ربنا يعلم معزتكو عندي قد ايه، مفيش أهل ليا وانتو أهلي.
عاتبه مالك بطريقة لطيفة : كويس أوي، امال مبتردش على أمي ليه!؟.
هتف شريف بنبرة صادقة معاتبة : زعلان منها علشان مفكرتش تصارحني.
حاول مالك تصحيح موقف والدته : أبدًا ماما متعرفش انه هيعمل كدة، هى بس كانت بتحسبهم اخوات بس عمرو فجأها انه بيحب مريم، هو كمان كان بيعتبرها أخت بس شويه بشوية حبها مفيش سلطان على القلب..
حرك شريف رأسه بنفي ليقول بنبرة قوية : لا يا مالك الباشا قالي انه عمرها ما اعتبرها أخت، وكلكو كنتو عارفين.
اغلق مالك عيناه غضبًا من أخية وتهوره الغبي، فحاول ان يتخطى هذة النقطه ليقول : عندك حق في كل حاجة، محدش بيلوم عليك من الاساس بس احنا مش عاوزينك تبعد عننا..
جذب شريف سجائرة وأشعل سيجارة قائلًا : وابعد عنكوا ليه!!.
شعر مالك بالراحة عندما وجوده هادئًا فـ تشجع وقال : مانت رافض جوازهم..
اؤمى شريف ليقول بنبرة قاسية لا تتحمل الجدال بها : أيوه فعلًا و لو أخر واحد هيتجوزهاا.
حاول مالك اقناعه بشتى الطرق فقال بنبرة ماكرة : عم شريف بلاش عليا انا الكلام ده، انا عارف كويس انك مش عاوز تجوز مريم لأي حد علشان بتحبها أوي، بس هى بنت ومش هتخلل جنبك، ومسيرها هتتجوز وعمرو يبقى أنسب واحد!..
ابتسم شريف مستنكرًا : يا سلام أنسب واحد من ناحية ايه!!، ده لسه بيعمل ماجستير يعني ولا شغال ولا نيلة، ولا حتى عندة شقة .
_ خلينا نسيب حكايه الشغل والشقة على جنب، لان انت عارف كويس عمرو دكتور وكمان هيسافر بعثه في كنداا، والشقة رصيدة في البنك ميراث أبويا يجبلة شقتين مش شقة واحدة ..
صمت لبرهه يستكشف ملامحه فوجدها هادئة، تشجع وأستكمل حديثه : هقولك ليه بقى أنسب واحد، لان مريم لو اتجوزت أي واحد طبيعي هيشغلها ويبعدها عنك، لكن عمرو لأ لأنه عارف كويس مريم بالنسبالك ايه، ولو حابب يتجوزو ويقعدوا معاك هنا تمام...
قطعه صوت عمرو الواقف بزواية في جانب باب الشقة : انت بتقرر عني لية، انا هخدها معايا كندا..
تفاجئ مالك والتفت بجسدة يرمقة بغضب : انت ممشتش.
التفت شريف له وأشار حتى يأتي، تعجب مالك وعمرو معًا..جلس عمرو مجددًا أمامه ولا يخلو وجهه من علامات التعجب والاستنكار وخاصه عندما استمع حديث شريف : كلامك صح انا مش هلاقي أنسب حد من عمرو لمريم، ابن ناس ومحترم بيحبها..
ضغط على أسنانه في كلمته الاخيرة، استكمل حديثة : انا موافق على خطوبتهم، يتخطبوا عمرو يسافر ياخد البعثه ينزل يتجوزهااا.
هتف عمرو معترضًا : ايه!!، هو انا مسافر شهر ولا اتنين، انا مسافر على أقل سنتين وممكن تتمدد لتلات سنين..
ابتسم شريف بسماجة قائلًا : هو كدة عجبك أهلًا وسهلًا مش عاجبك الباب يفوت مية جمل وبنتي في حضني .
_ طيب انا ممكن اقعد معاك هنا، مش هتجوزها في شقه تانيه..
هز شريف رأسه برفض قاطع : أبدًا، عجبك كده تمام معجبكش قولتلك الباب يفوت
قطعه عمرو بغيظ : ميه جمل فهمت وعرفت..موافق بس اكتب كتابي .
_ لأ.
سعل مالك بخفه وحاول أن يعطي اشارة لعمرو حتى يصمت، فقال هو بهدوء : المفروض يكتب كتابه لان لو مسك ايدها وصلها...تبقى حلاله.
رفع شريف أحد حاجبية وقال بنبرة تحمل الحدة والصرامة : ومين قالك أصلًا ان انا هسمحله يوصلها او يقعد معاها او حتى يمسك ايدها...لو خطبها هتقعد هى هنا وانا في النص وهو الناحية التانية.
_ اتفرج..
أشار عمرو لمالك باستهجان، فنظر له مالك نظرة أخرسته ، ثم حول بصره لشريف : اللي انت شايفه في مصلحتهم المهم يتخطبواا..ابقى رد على ماما بقى،علشان زعلانه انك زعلان منها..
نهض شريف يودعه قائلًا : لا والله ماجي طول عمرها أختي..
تنهد بقوة ليقول معترفًا : مكنتش عاوز أرد علشان عارف انها هتقنعني زيك كده، بس بعتتك في الاخر..
احتضنه مالك وربتت على ظهره : عم شريف احنا ميهونش علينا زعلك أصلًا ومعلش عمرو خانه التعبير مش أكتر، المهم رد علينا بقى علشان فرح يارا في نهايه الاسبوع وعاوزينك معانا .
_ طبعًا، سلميلي على ولدتك وانا هاكلمها..
_  الله يسلمك، ناديلي ليلة لو سمحت.
اتجه شريف صوب غرفه ابنته، اما مالك فغادر الشقة وجد عمرو يقف بجانب السيارة يضرب قدمه أرضًا بغيظ،وما ان رأه مالك حتى انفجر : ده اللي ربنا قدرك عليه، اللي انت شايفه، ده هيعذبني يا مالك انا عارفه وربنا .
لكزه مالك في كتفه ليقول بغيظ مماثل : ما انا كنت قاعد متنيل وبقعنه طبيت انت زي القضى المستعجل،وبعدين احنا فين وكنا فين يا غبي، كويس أوي اننا اقنعناه بالخطوبه..امك بقى عليها الباقي تقنعه بكتب الكتاب .
هتف عمرو بحنق : ماشي، لما نروح نقولها..
...........
جلست أمامهم تفرك يدها من فرط توترها، تستقبل نظراتهم لها، استطاعت تفسير نظرات جدتها لها خليط من المشاعر الحنونه والقاسية والدافئة والمشتاقة، اشفقت عليها بعدما شعرت بقوة حرب المشاعر بداخلهاا..اما خالها فـ تحاشت النظر له بسبب نظرات الكره والحقد لها وكأنه يكرها لمجرد انها أبنه أبيها، تساءلت في نفسها ما هذا الحب الافلاطوني حتى يجعل من رجل مثله يحمل هذا الكم من المشاعر القاسة الجافه..حتى وان كانت تلك المشاعر التى يحملها هى لابنه أخته..دبت جدتها عصاها أرضًا فـ جعلتها تنتفض، ابتسم أحمد باستنكار ووجه حديثه لوالدته : شايفه ماجي بتعمل ايه من ورانا .
أشار على ندى ورمقها بكره..قالت والدته بخفوت : مش وقته يا أحمد.
نهض أحمد يجذب والدته قائلًا : مش وقته ليه، يالا انا مش مستحمل اقعد هنا لحظة..
تجمعت الدموع في مقلتيها بسرعة وتسارعت انفاسها..رق قلب جدتها على مظهرها الطفولي وهى تنظر لاحمد بحزن..انتبه على صوت فتح الباب..دلفت ماجي وقعت عيناها على والدتها وأخيها كتمت شهقتها بصعوبة وهمست بصدمة : ماما.. أحمد.
نهضت ندى تركض للاعلى بعدما شعرت بألام حادة في بطنها وصدرها وضعت يدها على فمها تحاول منع حلقها من ان يتفرغ ما بداخل بطنها بصعوبة..
راقبتها ماجي بعيون خائفه وهى تركض للاعلى، فـ اقتربت من أحمد توجه حديثها له بغضب : انت زعلتها، قولتلها ايه..
التوى فمه ساخرًا فقال لوالدته : شايفه بنتك فرحانه أوي بمجيتنا وبتستقبلنا أحسن استقبال..
حدثته والدته وحاولت تهدئته : اهدى يا أحمد لغايه ما نفهم منهااا.
اقتربت ماجي منها تحتضنها بقوة قائلة بنبرة مشتاقة : وحشتيني يا ماما، وحشتيني أوي.
بدلتها والدتها العناق بحرارة قائلة : وانتي كمان يابنتي، الف مبروك ليارا، كلمتنا وعزمتنا...
صمتت لبرهه وأسطردت حديثها بعتاب : مع انها مجتش منك.
ابتعدت ماجي عنها قائلة بحرج : والله كنت هعمل كده، بس انشغلت شوية معلش اعذروني..
ربتت والدتها على يديها قائلة : ولا يهمك أحمد لما يارا كلمته أصر ينزل علشان يكون جنبها انتي عارفه غلاوة ولادك عنده قد ايه .
ابتسمت ماجي له وعانقته : فرحتني أوي انك جيت..
بادلها عناقها بفتور قائلًا : متشكر...

قلوب مقيدة بالعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن