٨

88.5K 3.7K 123
                                    

الفصل الثامن.

دلفت الى الجريدة بخطى واسعه وسريعة، بحثت بعيناها عنه وجدت أغلب زملائها لم يحضروا بعد، تقدمت من مكتبه ثم دلفت دون ان تطرق الباب، رفع رأسه يتأملها بهدوء ثم قال باستفزاز : هو انتي مبتفهميش يا خديجه...
اقتصرت تلك المسافه بينهم ثم طرقت على سطح المكتب قائله بغضب : لا انت اللي مبتفهمش يا عمار، مش انا، مُصر تدخل في حياتي، وتقول كلام للبنت الصغيرة وتأذيها بالشكل ده.
رفع احد حاجبيه قائلًا : وانا بقى أذيتها في ايه؟!.
تقلصت ملامحها بغضب قائلة : لما تقولها ان انا مش أمها، وهى بنت ابوها اللي مات بس، يبقى مش بتأذيها ولا لأ يا عمار.
عقد ذراعيه امامه قائلًا : طب ماهى دي الحقيقه قبل ما تصدميها وتشوفي كوبري غيرها علشان تعيشي بعيد عن أبوكي وقرفه .
صرخت بوجهه قائلة : بس بقى، كفايه، انت ايه مبترحمش.
وقف امامها قائلًا بعصبيه : وانتي مرحمتنيش زمان ليه، دمرتي حياتي ليه، ليه مخترتنيش، ليه سمعتي كلامه.
هتفت بشراسه لم يعهدها منها من قبل : علشان هو ابويا، ابويا اللي لا يمكن اخذله او اكسره او اجبله العار.
جلس مكانه قائلًا بهدوء: اه ياعني انتي هاتسمعي كلامه وتتجوزي العريس اللي هو جايبهولك، والبنت اللى اتعلقت بيكي هاترميها في دار ايتام..
استعجبت لهدوءه المفاجئ، وايضًا لحديثه الذي لم يعرفه. احدًا سوى هى ووالديها، أيعقل والدتها اخبرته!!.
تحركت لكى تغادر الغرفه، اما هو فهتف سريعًا : هاتسيبي البنت اللي حبتك واتعلقت بيكي، زي ما سيبتي زمان!! .
التفت له قائله بحزن : لا مش هاسيبها وهافضل معاها، المرادى هاقف قصاده.
التوى فمه بتهكم : يبقى بتحبيها فعلًا، اما انا فانتي محبتنيش ربع الحب اللي حبتهولك.
اخرجت تنهيدة من صدرها ثم قالت بحزن : مهما اتكلم عمرك ماتفهمني يا عمار.
بادلها نفس تلك النبرة الحزينه قائلًا : وانتي مهما تبرري على اللي عملتيه زمان، عمري ما هاسامحك.
..........
ها هو اليوم التالي التى تجلس بجانبه في السيارة وتتجول معه تختار أساس شقتها، رمقته بسرعه وجدته يتابع الطريق ملتزم الصمت، تمنت ان تكسر صمته ذلك لتسمع صوته اكثر واكثر ويشبعها بمزيد من الاعترافات كـ ليله أمس مثلًا..
( فلاش باااك )..
_ مالك هو انت بجد عاوز تتجوزني، انت بتحبني، او حتى معجب بيا؟!..
التفت اليها يرمقها بهدوء، ملتزم الصمت، فتقدمت هى منه قائلة : لو سمحت بطل سكوتك ده وجاوبني، علشان اجابتك دي هاتحدد رأيي في الجوازه دي.
مالك بهدوء  : انت عاوزني اقولك بحبك وكده، وده مش هايحصل لان لسه مفيش حاجه ما بينا حصلت وصلتنا لمرحله الحب..
صمت لبرهه يستجمع حديثه ويحاول ان يجعله أكثر لطف : بس اكيد لما نتجوز، هاقدر اتعامل معاكي بحرية أكتر، ندى انا صريح ومش عاوزك تزعلي مني، بس هى دى الحقيقه انا معجب بيكِ بس لسه ياعني موصلتش لمرحله الحب زي مانتي كمان موصلتيش للمرحله دي، اللي انا متأكد منه انه لما نتجوز هناخد على بعض أكتر.
ندى برقة : وبعد ما ناخد على بعض أكتر.
تقدم منها ثم جذب يديها قائلًا : هانحب بعض.
ولاول مرة تتجرأ وتنظر في عيناه مباشرة تحاول ايجاد صدق لحديثه، نبرته تحمل بين طياتها الغموض، وشعور أخر لم تستطيع تفسيرة..ابتعدت عنه بارتباك قائلة : طيب يالا ننزل الشقه كويسه.
أشار اليها على غرفه النوم هاتفًا : مش هاتيجي تشوفي اوضه النوم.
توردت وجنيتها ثم هزت رأسها برفض قائلة بخجل : لا خلاص يالا ننزل.
( باااك)
عادت من ذكريات الامس، وهى تبتسم بهدوء متمنيه تخطى تلك المرحله بسرعه وان تعتاد عليه ويعتاد هو عليها وتبدأ قصه حبهم التى طالما رسمت بمخيلتها عشقًا أبدى وفارس يخطفها لعالم وردي وزواج سعيد..
حركت راسها ناحيته قليلًا، لفت انتباها تلك الفتيات الاتى ينظرون له من سيارتهم المجاوره لهم في اشارة المرور، اما هو فكان لا يبالي ومشغولًا بجواله، وضعت يديها على الزر الخاص باغلاق الزجاج وأرسلت لهم ابتسامه سمجه عما يفعلونه بكل وقاحه..
مالك بتعجب : ايه ده في ايه بتقفلي الازاز ليه؟!.
ندى بتوتر : عادي ياعني الجو مليان تراب وانا تعبت فقولت اقفله..
نظر بطرف عيناه للفتيات قائلًا لها بمكر : ياعني مش علشان البنات دول بيبصولي ...
توترت قائلة : لأ طبعًا، معقوله انا تافهه لدرجاتي، عاوز تفتح الازاز براحتك..
فتحت الاشارة، فقاد السيارة قائلًا : لا وعلى ايه، الجو فعلًا وحش..
حركت وجهها للجهه الاخرى وهى تضع يديها على وجنيتها بسبب ارتفاع درجه حرارتهم، وهمست لنفسها : غبيه..
......

قلوب مقيدة بالعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن