١٧

90.2K 3.7K 116
                                    

الفصل السابع عشر.

ابتسمت بخجل عندما تذكرت ليلة أمس، أصبحت زوجته قولاً وفعلاً، اكتشفت به جانب أخر، جانب رقيق للغاية غير الذي أظهره ببداية علاقتهم، ضحكت بخفة عندما تذكرت لقبها له " سيادة الغامض "، أصبح الان واضحاً وضوح الشمس بحبه وعشقه لها، تركت الملعقة ورفعت اصابعها تتحسس مكان قبلاته على صفحات وجهها وجيدها بالامس متذكرة كلماته الحنونة وهمساته الرقيقة لها، انتبهت على يده تحيط خصرها بتملك، التفتت بنصف جسدها ترمقه بحب، وما ان وقعت عيناها على هيئته وشعره المبعثر على جبينه، اتسعت ابتسامتها قائلة : انت صحيت من على السرير على هنا..
هز رأسه وأغلق عيونه بنعاس ودفن رأسه بجيدها قائلاً : قلقت لما حسيت انك قومتي، فقولت اشوفك.
التفتت له تعانق رقبته برقة : مش كفاية نوم بقى وتصحى تفطر وتقعد معايا..
عبث برأسه خصلات شعرها قائلاً بـ مكر: هو انا هاصحى علشان اقعد معاكي بس..
ابتسمت بسعادة ، ماذا تتمنى أكثر من هذا زوج حنون أدامه الله لها وزواج بدأت بدايته بسعادة وحب، الان ستضحك لكي الحياة يا ندى، هكذا حدثت نفسها، اما هو فحول بصره بصعوبة عنها ناظراً لطاولة الطعام : ايه الفطار الملوكي ده..
هتفت بفخر قائلة بمزاح : طبعا مش ليك، يبقى لازم يكون ملوكي..
هتف بوقاحة بدأت تتعودها منه : بس انا كنت عاوز افطر حاجة تاني...
هتفت ببلاهة : ايه ..
أرسل اليها ابتسامة ماكرة وهو يقترب برأسه منها ينوي لثم شفتاها، ولكن يدها مانعته تهمس خجل : مالك.
ابعد يدها ينوي تنفيذ رغبته قائلاً : مالك ايه بس..
وما ان لمس شفتاها حتى ارتفع رنين هاتفهه، نزلت هي بجسدها من بين يديه قائلة : تليفونك بيرن.
نظر لها بحنق فـ كتمت ضحكتها، أجاب بقوة وصوت رجولي حاد : الو..
مرت دقيقتان يستمع لحديث المتصل وحاجباه ينعقدان بقوة فقال بعجالة وهو يتجه لغرفته لتبديل ثيابه : اوعي حد يجي جنبه انا جاي حالاً.
دلفت خلفه لتقول بقلق : في ايه يا مالك.
جذب سلاحه ومتعلقاته وهو يغلق ازرار قميصه بعجالة : فارس مقبوض عليه الصبح..
شهقت بخفوت لتقول بقلق : ان شاء الله خير..
تخطاها بسرعة وهو يتجه صوب باب الشقة ، ذهبت خلفه وقبل خروجه كان يقف ويلتفت بسرعة يطبع قبلة على ثغرها قائلاً بخفوت : مش هتأخر، خلى بالك من نفسك.
........
بشقة خديجة ..

وضعت يدها فوق المقبض وقبل ان تدخل سمعت ضحكات ايلين تملئ المكان، ابتسمت بخفة لسعادتها بوجود عمار، فالصغيرة لم تكف عن الصراخ باسمه في مرح شديد ، تمنت بداخلها لو انها تمتلك لو جزء بسيط من تلك السعادة، فـ حياتها عبارة عن مشقة فقط، لم تذكر يوما ان ابتسامتها ارتسمت على شفتيها الا في وجده، تنهدت بوجع بسبب تلك الذكريات التي بدئت تتجسد امامها من جديد.
دلفت الغرفة وجدتها تتعلق برقبته وهو يدور بها..
وقفت على اعتاب الغرفة قائلة بعتاب : شايفكِ مش عيانة يعني ايلين .. وخلتيني اتصل على عمار يجي بسرعة.
وضعت ايلين يدها على رأسها بتمثيل قائلة : اي انا تعبت تاني ولا ايه..
قهقه بصوت مرتفع على براءتها وحديثها العفوي، فـ لمعت أعين خديجة بسعاده، حسناً هدوءه يتمثل في صغيرتها، معاها فقط يعود عمار القديم، عمار الذي اشتاق قلبها المسكين له ... انتبهت على يد الصغيرة تجذبها لداخل وهي تقول : يالا نلعب احنا التلاتة يا مامي..
هتف عمار بجمود : لا انا مش فاضي.
قاطعته ايلين بحدة لتقول بتحذير : عمار متكدبش، انت قولتلي انا اليوم كله هاقعد معاكي..
أشارت له حيث يجلس، فامتثل لامرها بكل صدر رحب، رفعت خديجة حاجبيها متعجبة مما يحدث، جذبتها الصغيرة لكي تجلس امامه، جلست خديجة ولم ترفع عيناها عنه، تتأمل ملامحه الهادئة ، نعم ملامحه التي اشتاقت لرؤيتها من جديد غير تلك التي دوماً يرسمها ببراعة في حضرتها..
ايلين : هالعب معاكو لعبة بلعبها مع أصحابي في المدرسة ، احنا نقعد نبص في عين بعضينا من غير ما حد يقفل عيونه واللي هايقفل هايبقى الخسران..
التفت بسرعة لصغيرتها تقول بتوتر : لا يعني بلاش اللعبة دي ...
قاطعها عمار ليقول : انا موافق يا ايلين..
جذبته بيديها الصغيرة تعدل من وضعية جلوسه حتى جعلته يجلس امام خديجة مباشرةً قائلة : انت ومامي هاتبصوا في عيون بعضكوا وانا هاسئل أسئلة واللي يجاوب من غير ما يقفل عيونه هو الكسبان..يالا واحد اتنين تلاتة ..بدأنا..
راقبتهم ايلين بتركيز وعقلها مشغول في احضار أسئلة لهم فـ بدت كانها عالمة صغيرة تحضر أسئلة كونية ، ولم تبالي لحرب العيون التي بدأت بشراسة والمنتصر كان عمار بنظراته القوية الحادة التي تصيبها في مقتل فتجعلها تنهار داخلياً مرسلة له نظرات الحب والوجع والقهر، التوى فمه بسخرية عندما لمح تلك القطرات تغزو مقلتيها بدون رحمة ، اما هي فضغطت على شفتاها بقوة وكانها تحارب شيئاً ما بداخلها..شيئاً هو يجهله او يقنع نفسه بذلك..
انتبهت لسؤال الصغيرة لها : مامي واحد زائد واحد كام؟!.
همست خديجة بصوت مبحوح : اتنين..
تلك البحة اثارت لديه شعور مختلف، شعور قاتل هبط لساحة مشاعره التو مقرراً الفوز على مشاعر عدائية كثيرة ، شعور يريد ان يحتل ساحة صدره بقوة ويفرض سيطرته على قلبه وعقله، شعور دفنه هو قديماً حتى ينفذ انتقامه منها وبمجرد ظهوره مجدداً سـ ينتهي انتقامه وكره لها بالتأكيد ، انتبه لهزات الصغيرة له قائلة : عمار بقولك انت بتحبني..
هتف دون ان يبعد عيناه عنها ليقول : اكيدد.
فوجهت ايلين اسئلتها لخديجة والتي كانت غير منصتة وخاصة في حالة الفوضى التي بداخلها : مامي بتحبي عمار.
لانت ملامحه الجامدة ولانت قسوة قلبه عندما سمعها تهمس وهي تغلق عيناها خوفاً من ان ترى تلك النظرة الجامدة بعيونه وبنفس تلك النبرة وذلك الاحساس قالت : آه بحبه..
صاحت الصغيرة في حماس : هييييه مامي خسرت، عمار كسب، قفلتي عينيك .
دائماً الخسارة من حقها، التقط انفها رائحة كريهة ، فانتفضت بفزع : صينية البطاطس اتحرقت...
انتفض عمار خلفها قائلاً بقلق : خديجة اهدي ، حاسبي..
لم تبالي بل اتجهت بقوة نحو المطبخ خوفاً من حدوث كوارث انحنت بجسدها وقبل ان تمد يديها كان عمار يجذبها وابعدها قائلاً : خديجة بقولك اوعي ..
هتفت بتوتر : الصينية اتحرقت في البوتاجز لازم اشيلها..
أشار على نفسه ليقول : هاشيلها أنا..
وبالفعل مسك بيده قطعة قماش واخرجها بحذر ثم وضعها برفق جانباً قائلاً بغيظ : لما انتي مبتعرفيش تطبخي، بتقفي في المطبخ ليه..
القى بحديثه بوجهها صارخاً ثم التفت ليغادر المطبخ فاتجهت خلفه تقول : لا على فكرة انا شاطرة اوي في المطبخ واكلي تحفه..
استدار فجأة لها فاصدمت به وضعت يديها بتلقائية على صدره، تلعثمت قائلة : انا انا...
تفاجئت عندما وجدته يتحدث بهدوء : تاكلي بيتزا ولا برجر..
وقبل ان تهتف ببلاهة ، كانت ايلين تقفز بحماس : بيتزا..
...........
في قسم الشرطة..

قلوب مقيدة بالعشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن