-13-

2K 90 58
                                    

" أشعر بالبرد في قلبي، واتنهد دون قصد فينكشف أمري، ويعلم من حولي أن هناك شيء ما يحترق، ربما قلبي وكلما حاولت إخفاء أثر الدخان المتصاعد منه، كلما زادت التصرفات التي لا حكم لي عليها، كأن أتنهد في منتصف الحديث، أو أن تفر دمعة هاربة من عيني فأبرر ذلك بأن شيء ما ارتطم بعيني، وفي الحقيقة أن كل الإرتطام كان بقلبي"

أوقفت سياراتها وبقيت تنظر إليها غير مصدقة عينيها .. شاب يخرج من السيارة ولورين تعانقه، يلمس خدها بحب ثم يقبلان شفاه بعضهما البعض .. تركب سيارته وينطلقا ..

- مم .. تبدين منزعجة ليليانا ؟..

- لا ..

- أدري أنه من الصعب أن تدخلي بعلاقة مثلية مزيفة و..

تقطع حديثه فجأة لتسأله بهدوء .. - هل من جديد بشأن القضية ؟..

- اه .. يقول بتوتر ليردف .. - لقد أرسلت رجالنا للبحث عنه .. ولم يتبين شيء لحد الآن ..

- حسنا ..

لم يفهم ليام سبب برودها ذلك الغير معتاد لكنه اكتفى بالصمت وأكمل طريقه إلى مركز الشرطة ..

**

راحت تقود سيارتها بسرعة وبدون وجهة محددة وكأنها تحاول بذلك الفرار من عقلها الذي بقي يعرض لها تلك الصورة المزعجة، أو بالأحرى كابوس حياتها اللعين !.. لماذا هو هكذا هذا الحب؟، كشيطان متنكر بهيئة ملاك يزورك، فينثر عليك في البداية عطر حنانه وراحته النفسية .. وفجأة !!.. يسقط قناعه أمامك ليظهر على حقيقته .. ثم ماذا ؟.. ثم يلقيك في أحد أعراض الجحيم لتحترق كل يوم بلا نهاية، ستتمنى كل يوم أن تموت وتنتهي من هذا العذاب اليومي المؤلم، أو ربما ستحاول انهاء حياتك بيدك !، لكنني أقسم لك بأنه لن يسمح لك بذلك، لن يسمح لك بأن تموت مباشرة، بل سيتركك على قيد الحياة تموت كل يوم ألف مرة بدون خروج روحك فيتلذذ هو بذلك..

لا أدري ما ذنبنا فعلا .. لكن !..

ركنت سيارتها في أحد المناطق الخالية والبعيدة عن الأنظار، وضعت رأسها على المقود لتجهش بالبكاء، كطفل صغير بكت بشهقة وهي تصرخ بأعلى أصواتها .. فتحت باب سيارتها ونزلت لتبدأ بالصراخ ..

- لييييييه !! .. تركل باب سيارتها بقوة وهي تصرخ لتبدأ بالصراخ.. - بربك لييييه !! .. ليه عملتي فيني هيك ؟.. ليه ؟.. تلكم زجاج سيارتها بيدها فينكسر وتبدأ دماءها بالسيلان ..

**

- تفضلي .. يمد لها الصورة ..

تمسك بها لتبدأ بتأملها، لم تستطع التعرف على ليان هي الأخرى، لترفع له رأسها وتنزل شفتيها بمعنى لا أدري، ثم تمد له الصورة لتلمح بعد ذلك عقد القمر الذي كانت ترتديه ريماس ..

- انتظر لحظة .. تقطب حاجبيها وتقرب الصورة لها ..

- ماذا هناك ليليانا ؟..

أســود Where stories live. Discover now