-1-

9.7K 245 18
                                    

جالسة على حافة تلك الشرفة، تمسك فنجان قهوتها المرة الخالية من السكر بيدها اليسرى، وسجارتها المشتعلة بيدها اليمنى .. ترتشف قهوتها تارة، وتارة أخرى تستنشق سجارتها تلك لتنفث الدخان المنبعث من رئتيها في الهواء بطريقة متقطعة ..

كم هي لعيــنة هاتــه الحيـاة .. تبـــا ! ..

بضع دقات على بابها لتجيب ..

- تفضـــل ..

يفتح الباب ويدخل ليجدها جالسة كعادتها على حافة شرفتها تدخن أو تحتسي شرابا .. تكاد أن تؤدي بنفسها للهلاك بسبب هاته العادات اللعينة ..

- ألـــن تكـــفي عن هــاته العـــادة السخيفــة ! ..

- لا .. تجيبه ببرود وهي تنفث الدخان من فمها لتردف .. - مــاذا تريــد ؟ ..

- لقـــد أحضرتـــه ..

- مم .. هــذا رائــع ! .. قالت لتستدير وتضع فنجانها ثم تقفز من الجدار .. لتضيف .. - أيـــن هو الآن ؟ ..

- في المخـــزن ..

اتجهت إلى المخزن بينما يتبعها ليفاي من الوراء .. دخلت وهي لا تزال ممسكة سجارتها بين شفتيها .. اقتربت منه لتمسكها بطرف أصابعها وتضغط بها على يده ليصرخ بأعلى صوته متألما ..

- هشــش .. لا داعـــي لصــراخ سيــد روبيـــن .. قالت لتنزل مقابلة له .. حاول رؤيتها لكن ظلمة المكان منعته من ذلك فلم يتبين له سوى نظرتها الحادة تلك .. - هنـــا لا أحـــد يســتطيـــع سمـــاعك .. ولا أحـــد يســـتطيـــع إنقــــاذك ..

- مــن أنـــتِ .. ومــاذا تـــرديـــن منـــي ! ..

- مــم .. لا تــقلــق ســيد روبيــــن .. فقــط دعنـــي أرتــدي قفـــزاتـــي .. وســأريـــك مـــن أكـــون .. قالت وهي ترتدي قفزاتها ثم أخذت هاتفها وأشعلت ضوءه لتقربه من وجهها ..

- إذن .. مــارأيــك ! ..

-ااا .. أنــا .. أنـــا آســف .. أنــا حقــا آســف .. أرجــوك ســامحيــني ..

مدت يدها لأحد رجالها ليعطيها السكين ..

- لا .. أرجـــوك لا .. أنــا آســف ..

- فــي الواقـــع يـــا سيـــد روبيــــن .. هذه الحيــاة أحيــانا .. تجبـــرنـــا على القيــــام بأشيــاء كـــانت في أحـــد الأيـــام كوابيـــس بالنسبـــة لنا .. تقول وهي تمرر السكين أمام وجهه بابتسامتها الساخرة تلك لتطعنه به ..

-أنـــا حقـــا آسفـــة ! .. تقول وهي تنظر إليه بوجه حزين لتستدير إلى رجالها ..

- خــذوه من هنـــا ! ..

**

يتبع 🖤

أســود Where stories live. Discover now