وضع الوسادة مرة أخرى على وجهه بعصبية ليقول : مش هارد عليكي يا يارا، هاتحرقي دمي، مش هارد عليكي.
استمر رنين الهاتف ولم ينقطع، فزفر هو بحنق وقرر الايجاب قائلاً بحدة : في ايه عاوزه ايه؟!.
اندفعت يارا بوجهه بسيل من التوبيخ : انت واحد همجي، بلطجي ايه اللي انت عملته في خطيبي ده.
انتفض من على فراشه ليقول بغضب : خطيب مين يام خطيب ، انتي هاتتلمي ولا اقتلهولك واخلصك منه.
صرخت قائلة بعصبية : تقتل !!!، انت مجنون، ايه اللي بتقوله ده.
جلس مرة اخرى يشدد على خصلات شعره المبعثرة قائلاً : مجنون بيكِ وبحبك، اتزفت على عيني وحبيتك اعمل ايه.
ضغطت على كل حرف يخرج من فمها قائلة : طلعني من دماغك يا فارس، لاني بعد ما مالك يخلص شغله ، انا هاتجوز سراج، سلام.
أغلقت الهاتف بوجهه فانتفض مجدداً يدور بانحاء الغرفة بعصبية موبخاً نفسه : غبي، قولتلك متردش، متردش، اديك رديت زي الاهبل وهي عصبتك.
وقف فجأة وتذكر مالك، فقرر الاتصال به قائلاً: اما اشوف حضرته هايفضل لازق لست ندى لغاية امتى ...
............
بشقة مالك...

راقب ندى وهي تجلس على الأريكة تقرأ الراوية باهتمام بالغ، وعيناها تنبعث منها القلوب الحمراء، التوى فمه بسخرية محدثاً نفسه بتعجب : هي دي فكرتها عن الجواز..
اقترب منها واختصر المسافة بينهم فالتصق بها، شعرت به فتجاهلته حتى لا تنفجر بالضحك عليه وعلى تذمره الظاهر بقوة على ملامح وجهه ، لم تعِ بأي شئ فقط هو يشغل تفكيرها ويستحوذ عليه بقوة ، شعرت أنفاسه الساخنة تلفح جانب وجهها ليقول : ايه ده البطل يقبل  البطلة في الشركة عيب اوي كده، ملهمش بيت زيينا يعملوا فيه زيينا بردوا.
حاولت ان تبتعد عنه بعدما خجلت منه قائلة بتحذير : مالك، ايلين عيب تقول لمامتها ايه!!.
هتف بغيظ وهو يحاول ان يقترب أكثر منها : يارب تقولها علشان متسبهاش تاني .
نجحت في الابتعاد عنه قائلة : مينفعش عيب..
زفر بحنق ووجه حديثه للصغيرة قائلاً : مش عاوزه تنامي يا ايلين.
رفعت وجهها بصعوبة من على الهاتف قائلة ببراءة : لا.
زم شفتيه بضيق مقلداً لها : لأ.
رن هاتفه فوجده فارس ابتسم بتهكم : اه يا ايلين يا فارس، حد من الاتنين.
أجاب بحنق : نعم يا فارس بيه.
فارس بضيق : اختك نرفزتني، انزل بقى نلعب دور بلاستيشن.
نهض مالك ليقول : طيب.
اغلق الهاتف وانحنى نحو من أرهقت قلبه قائلاً : انا نازل لفارس، وزعي البت دي بسرعة قبل ما اقتلها..
طبع قبلة أعلى جبينها وغادر الشقة ، اما هي فانزلقت اكثر بالأريكة تضع الكتاب على وجهها وتبتسم كالبلهاء... ودقات قلبها تثور اكثر واكثر
...........
هبطت من السيارة رفعت بصرها تتأمل الحي ، حى راقي وبناية أدوراها محدودة ، لفت نظرها تلك الإضاءة التي تهبط على واجهة البناية ، بلعت ريقها بصعوبة وهي تخطي خلفه اولى خطواته في معركة تجهل بها خصمها ، دلفت وراءه فوجدت نفسها في حديقة المنزل وتصدح اصوات الموسيقى عالياً، لوهلة شعرت بانتفاضة قلبها بخوف ، ولكن شجعت نفسها بالتحلي بالثبات والهدوء ... اقترب منهم سيدة ورجل في عقدهما الخامس، ابتسمت السيدة قائلة :
نورت يا عمار، نورت يا عريس بنتي .
لمح بطرف عيناه خديجة تقف بثبات ، فأرسل ابتسامة ودودة قائلاً : بنورك، فين علياء.
التفت بوجهها سريعاً ترمقه بصدمة، فرأت تلك الابتسامة الساخرة ترتسم على ثغره، كورت يديها بقوة وكأنها تحارب نفسها من الانفجار بوجهه، ماذا علياء زميلتها تلك التي اتهمتها بالسرقة من قبل، الان يخطبها، تأكدت من حديث ندى وبدأ بودار الامر تتضح لها، عمار ينتقم منها فقط،ابتسمت بداخلها فاقتربت منه بعدما ابتعد والدي علياء ، همست : هي علياء متعرفش اننا متجوزين ؟ معقول محدش في الجريدة قالها ؟
فاجئها برده عندما قال ببرود : لا تعرف، وعادي، ما قولتلك انا قايلها محلك من الاعراب ايه في حياتي.
ابتسمت بخبث وهى تحاول ان تخفي بودار الغيظ بداخلها : اممم بس من الواضح ان باباها ومامتها ميعرفوش..
وقبل ان يتحدث كانت علياء تضع يديها بيده قائلة بغنج : حبيبي نورت يالا نبدأ الحفلة .
تجاهلت الترحيب بخديجة عن قصد ، فتقدم معها عمار يتوسط الحفل ويتلقى ترحيب اقاربها واصدقائها وتلك الغبية تلتصق بصدره مرة و تتعلق بعنقه مرة ، تزيد من غنجها فـ يتقبله عمار منها بصدر رحب ، ضغطت على اسنانها بغيظ وهي تقف وحيدة في الحفل، راقبت بعيناها نظرات وقحة لها من بعض الرجال، فكرت بافكار غريبة عنها ، أفكار لم تحتل ذهنها من قبل، شردت بذهنها وهي ترقص بتمايل ورشاقة في منتصف الحفل فيصفق لها الرجال وتخطف انظارهم، اتسعت عيناها عندما تخيلت يده تصفع وجهها بقوة ، وبخت نفسها باشمئزاز من تلك الافكار ، نفضتها بعيداً عن ذهنها، وعادت تراقبهم وهم يرقصون رقصة رومانسية ، تنهدت بحزن، لم يلتفت اليها ولو لـ مرة واحدة ، اقتربت منها امرأة تضع امامها مشروب بارد قائلة : اتفضلي .
همست خديجة بحزن : شكراً
فقالت المرأة بفضول يحتل ملامحها : انتي تبقي مين؟!، تقربي ايه للعريس ؟
رفعت خديجة وجهها تراقب رقصهم وحركات علياء المستفزة وكأنها تقصد ارسال رسائل مبطنة لها ، قطبت جبينها عندما لاحت في ذهنها فكرة اعترفت انها شيطانية ولكن لم ترحمها علياء من قبل فـ لما هي ترحمها وتبتعد وتتنازل عن من أحبته سنين طويلة ، هي من احق به، تذكرت حديث ندى انها لابد ان يكون لديها الشجاعة لتحصل على عمار ثانياً ، التفت للمرأة وهي تقول بنبرة ماكرة : انا مراته.
كانت الاخرى تتجرع الماء، فعندما استمعت لحديث خديجة انتبتها حالة من السعال الشديد ، اتسعت عيناها بصدمة قائلة : نعم، مرات مين؟!.
اشارت على عمار قائلة بحزن مصطنع : ده يبقى جوزي .
بلعت السيدة ريقها بصعوبة وهتفت بتوجس : وانتي عارفة بقى انه بيخطب.
هزت رأسها بحزن قائلة : آه ، عارفة .
رفعت السيدة احدى حاجبيها قائلة باستهجان : عارفة !!، وانتي عادي كده.
هزت خديجة كتفيها بحزن وهي تنظر لعلياء : أعمل ايه ضربني وهددني علشان أحضر معاه، قولتله حرام عليك قلبي هايتكسر يقولي أبداً لازم تيجي، اقوله طب بلاش علياء دي زميلتي بالجريدة اختار اي انسانة تانية ضربني تخيلي يا طنط ، وقلي زي ما ضحكت عليكي هضحك عليها وعلى غيرها .....
تصنعت الحزن والانكسار اكثر وعادت تُكمل حديثها :
تخيلي يا طنط ده كان عاوز يجيب بنتنا معانا بس انا رفضت البنت تتعقد.
سعلت بحدة أكثر لتقول بصدمة : بنتكو.. لا هو مخلف منك ؟
هزت رأسها بحزن ووجهت بصرها نحو عمار تبتسم له : اه عندنا ايلين انما ايه بنوتة زي القمر بصي شوفي حلوة ازاي.
اشارات للهاتف ووجهته على صورة لهم معا عمار وايلين وخديجة كانت التقطتها سابقا ايلين.
ضيقت السيدة عيناها وهي ترى صورة لعمار يحمل ايلين ويضحكان وخديجة تنظر اليهما شاردة فقالت بتعجب : اه ما شاء الله .. طب هو بيعمل كدا ليه ؟ وليكي نفس تضحكي في وشه ؟ ازاي قادرة تضحكيله ؟
اقتربت منها خديجة وتحدثت بخفوت : أصله نبه عليا لو مبينتش اني فرحانة ومبسوطة بيه وعشان العروسة متزعلش هيضربني لما نروح و مش هايصرف على بنتنا ...
شهقت السيدة بصدمة أكبر قائلة : لا اوعي تقولي ان علياء عارفة .
هزت خديجة رأسها بتأكيد : اه عارفة طبعا ومواقفة ، ربنا يهديها بقى هاقول ايه، مفيش في ايدي حاجة .
شهقت السيدة بصدمة أكبر لما سمعته، ابتعدت عنها واتجهت لمرأة اخرى وتفوهت بحديث ما ايقنت خديجة انه يخصها عندما لاحظت نظرات السيدات والفتيات لها بتعجب بعد عشر دقائق فقط، عشر دقائق وكانت والدة علياء تتحدث بعصبية معها وملامح عمار تحتد أكثر فـ أكثر، حول بصره نحو خديجة فوجدها ترمقه بسعادة وأرسلت له قبلة في الهواء، لمحت يده تتكور بغضب فـ همست لنفسها قائلة حان وقت الهروب ...انحنت بجذعها العلوي وخلعت حذائها ذو الكعب العالي حتى لا يعيقها اثناء الركض، لم تعلم حتى الان كيف وصلت لباب البناية الخارجي التفت بسرعة بوجهها يميناً ويساراً تبحث عن سيارة أجرة ، وقلبها يدق بقوة ويزداد عندما استمعت لصياح عمار بأسمها من الواضح اقترابه منها، لمحت سيارة أجرة تقترب من بعيد فركضت نحوها توقفه بذعر، فامتثل لها ووقف فاستقلت السيارة تهتف بذعر : يالا بسرعة من هنا بسرعة..
هتف السائق بتوتر : طيب حاضر..
انطلق السائق بسرعة في طريقه فالتفت هي برأسها للخلف وجدت عمار يخرج من البناية يبحث عنها، هبطت بجذعها للاسفل تختبئ منه..
...........
بشقة فارس...

قلوب مقيدة بالعشقWhere stories live. Discover now