• chapter 26 •

2.1K 145 39
                                    

يُحْكَى أَنَّ الْقَمَرَ يَوْمًا أَحْمَرَّ خَجَلا ، عِنْدَمَا شَبَّهُوه بِدَالِيا . . أُحِبُّك صَدِيقَتِي الْحُلْوَة .

_______________________________

استيقظت أخيرا بعد مدة نوم لم أستطع تحديدها ، بسبب مشكلة الوقت تلك ، و ما زالت آثار الحلم ، أو لا أعلم ما هو تحديدا ، منعكسة علي ..

تمنيت للحظة أن ذلك الشخص لم يزرني ، فكل ما قام به هو تعقيد الأمور أكثر ، لازلت لا أستوعب الأمر ، هو نورثن ، و الشخص الذي أحاربه نورثن ، و في ذكريات طفولتي ، كان واضحا أن والدي يظن الذي يزورني في أحلامي و يلعب معي ، هو نورثن السيء ، لكني أشعر معه بسكينة و راحة لا أستطيع وصفها حتى !

خرجت من دوامة أفكاري على صوت طرق الباب ، ثم صوت روز تستأذنني للدخول ، فسمحت لها ، و ما ان رأتني حتى قالت بشيء من القلق :
- لا تبدين بخير اطلاقا ! على كل لقد وجدت بعض الملابس النضيفة هنا ، قد لا تروق لك لكنها فقط المتواجدة.
ابتسمت بلطف ناحيتها ، سعيدة حقا أنها أتت الى هنا معي ، هي مراعية جدا و مهتمة ، كما لديها ابتسامة معدية ، ثم قلت :

- لا داعي للقلق ، مجرد اجهاد لا أكثر ، سأنزل قريبا، لنناقش ماذا سنفعل اليوم .
أومئت بابتسامة صغيرة ثم وضعت الملابس المطوية فوق الأريكة المقابلة للسرير ، و خرجت .
أخذت الملابس التي كانت مكونة من فستان أبيض بسيط بلا أكمام ، يصل الى فوق الركبة تقريبا ، اضافة الى رداء طويل سماوي اللون بقبعته ، و أخيرا حذاء ذو عنق طويل أسود اللون ، ذكرتني هذه الملابس نوعا ما بأفلام الحروب التاريخية التي كانت سيندي تشاهدها كثيرا .

تسائلت اذا كنت أستطيع الاستحمام هنا ، و لم تطل حيرتي كثيرا ، فقد لمحت باب الحمام الملحق بالغرفة ، و قد كان مجهزا ، لأميرة أو شيء ما ، و كل شيء منعش هناك ، فتمتمت قائلة :
- على الأقل يمكننا الاستحمام ..

أخذت حماما سريعا ،فلا وقت لتضييعه هنا ، ثم ارتديت الملابس ، التي و رغم كرهي للفساتين ، الا أنها كانت عملية و راقت لي ، ثم أخذت الحقيبة القماشية من اليوم السابق ، هذا ان كان هناك يوم سابق أصلا ، و نزلت الى الطابق السفلي أين نعقد اجتماعاتنا ، فبادرت بالحديث بعد أن لمحت جوردن و روز قد انتهيا حالا من تناول الطعام :
- مرحبا ..

- أهلا آنا ، يمكنك تناول شيء ما قبل أن نبدأ ..
أجاب جوردن بابتسامة صغيرة ، فأومأت و دخلت المطبخ ، تناولت شيئا ما لا أعرفه ، لكنه كان لذيذا ، ثم عدت ناحيتهما قبل أن أردف و أنا أفرد الخريطة على الطاولة :
- هذه هي الخريطة ، في البداية ، يجب أن تعرفوا أن مدينة الملائكة محاطة بسور كبير ، و له بوابة ، و خلف هذا السور ، هناك غابة لامتناهية تمتد من جميع الجهات ، بحيث مهما ارتفعت لن تجد لها نهاية.

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن