• chapter 15 •

2.3K 167 24
                                    

~ و كان عليك أن تغادر مع إتقباضة صدرك الأولى..
لكنك لم تفعل...~
_____________________
Anastasia POV :
لم أشعر بنفسي إلا و أنا أهرع من مكاني متجهة نحو السطح، صحيح أني أكره بريتني، لكني لم أجرأ أبدا على تمني الموت لها أو لأي شخص آخر..شعرت بالآخرين يلحقون بي، أسرعت أكثر آملة أن لا تقوم بفعلتها الغبية تلك..
لا أستطيع حتى التفكير في سبب يدفعها لذلك ، أعني، لديها كل شيء! و لم تبدو أبدا من النوع الذي قد يقدم على الانتحار ، هذا يتطلب شجاعة كبيرة ، و هي أجبن من أن تقوم به..
وصلت أخيرا الى الدرج الذي يؤدي إلى السطح و أنا أسمع العصف الهادر للرياح في الخارج، صعدت بسرعة و ما إن وصلت حتى رأيتها، واقفة على الحافة بثبات، لوهلة شككت في كونها بريتني حقا، سمعت ذات يوم بالصدفة أنها تهاب المرتفعات ، و بشدة..
-هاي أنتي !
صرخت بسبب قوة الرياح، لعلها تستطيع سماعي،.فالتفتت ببطأ و رأيت الآن الحالة المزرية التي كانت تلم بها، لطالما كان جمالها أهم أولوياتها..
-ماذا تريدين ! ألا تكفي أن حياتي دمرت بسببك ! أجئت لتشمتي في !! أخبريني !
صرخت بقوة و دموعها تنهمر، عن ماذا تتحدث هته المخبولة،
-هل جننتي ! عن أي تدمير تتحدثين !
تسائلت و ما زلت على نفس الوتيرة من الصراخ، بينما إبتسمت هي بسخرية و تقدمت أكثر نحو الحافة
- لا تدعي الجهل..كل شيء يحدث بسببك، سأرتاح بعد هته القفزة منك، من كل هذا العالم المقزز...
قالت، لكن بهدوء هذه المرة، ثم قفزت..
حرارة كبيرة إعترت جسدي بعدها، أحسست بالنار تجري مكان دمي ، لم أشعر بنفسي إلا و أنا أقفز بعدها،كان كل شيء يحدث كأنه بالتصوير البطيء..
إلتقطتها بين يدي على بعد بضع أمتار من السقوط..
شعرت قبل إقترابي من الأرض بجسمي يصبح أخف من الريشة، فنزلت على الأرض ببطأ شديد، كأني كنت أرتدي مظلة خفية..
ثم سقطت في دوامة من ظلام بعد أن وضعت بريتني على الأرض..

-لم تستيقظ بعد ؟
-لا أدري، أظن أنها إستهلكت طاقة كبيرة..
بدأت بعض الأصوات المختلطة تتضح لي شيء فشيء، ميزت صوت روز الناعم بينها..
ثم شرعت في فتح عيناي ليقابلني ضوء شديد أعدت إغماضهما على إثره، أشعر بوهن و ضعف شديدين، يشبهان ما كنت أتعرض له الأيام الفارطة، لكن بأضعاف مضاعفة..
-أنظروا إنها تستيقظ !
تكلم أحدهم ما إن إعتدت على الضوء و فتحت عيناي جيدا ، و قد كانت الغرفة التي أنا بها غير مألوفة بتاتا، أول ما وقعت عيناي عليه كان السقف الأحمر الدموي ، مع رسوم و شخبطات غريبة، لكن لا أنكر أنها أضفت طابعا مميزا، كان هناك العديد من الأشخاص في الغرفة واقفين حول السرير، و لم يسمح لي الدوار الذي أصابني فجأة بتفقد من هم، لأنني أغمضت عيناي مجددا محاولة التخفيف منه
-زيااا ! هل أنت بخير ؟ كيف تشعرين الآن !!
صوت روزي القلق داهم مسامعي، لأجبر نفسي على فتح عيناي بينما بدأ الدوار يخف قليلا ، استطعت الآن رؤية من كان بغرفتي، كريس و مجموعته ، دانيال ، روز، جوردن ، آليا،و..و بريتني..واقفة بركن الغرفة، لم أستطع تبين ملامحها لكني تفاجئت حقا بوجودها ، بدأت ذاكرتي تعود الى ما حدث قبل أن أفقد وعيي، و تذكرت تلك الحرارة العارمة التي إعترتني أنذاك ، و أيضا كيف أمسكت بريتني لكننا لم نقع..
أعدت أنظاري أخيرا إلى روز بينما أجلس بإعتدال على السرير مقاومة كل ذرة وهن..
-نعم..بخير، أين أنا ؟
تسائلت بينما ألقي نظرة أخرى على الغرفة، أثاث جميل طغى عليه اللون الأسود و الرمادي، و بعض اللوحات الكبيرة التي إستطعت تمييز أغلبها، فهي لفنانين مشهورين جدا ، و أقل واحدة تساوي ملايين الدولارات ، يبدو أن صاحب المنزل فاحش الثراء..
-أوه، نحن الآن في بيت كريس، جلبناك لهنا بعد أن فقدتي وعيك عند إنقاذها..
أجابتني روز، ثم أشارت في آخر كلامها على بريتني التي لم تتحرك من مكانها للآن
أنا حقا كرهت إظهار ضعفي أمام كل هذا العدد من الأشخاص ، فأومئت بخفة و تحاملت على نفسي لأنهض و أحاول الذهاب الى الحمام المرفق بالغرفة الكبيرة، بعد أن لمحت عددا من الملابس المطوية موضوعة على الأريكة، فخمنت أنها لي..
لم ينبس أحد ببنت شفة ، و هذا أمر حيرني، حتى آلفن الذي ما كان ليضيع فرصة كي يتشمت فيني

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن