• chapter 24 •

2.2K 148 47
                                    

" أغلق النافذة التي تؤذيك ، مهما كان المنظر جميلا "
______________________

" إن الأعمدة التي أمامك هي في الواقع أجزاء من أبعاد مختلفة ، وضعها على الشكل المناسب يخلق فجوة في الزمكان ، هذه الفجوة هي بوابة مدينة الملائكة "
واصلت آنا قراءة الرسالة بتركيز تام وسط السكون المحيط بها .
" يجب عليك وضع الأعمدة في شكل مثلث ، تقفين أنت عند أحد رؤوسه "
أضافت ، قبل أن تشير برأسها الى آليا ، و التي قامت بحركة من يدها بترتيب الأعمدة وفق الشكل المطلوب ، ثم وقفت في المكان الذي طلب منها في الرسالة .

" اقلبي الورقة و قومي بتلاوة التعويذة ، احرصي على نطقها بشكل صحيح "
لم تتردد آنا في فعلها و أخذت تقرأ التعويذة ببطئ ، بدأت تسرع شيئا فشيئا تزامنا مع ارتفاع صوتها ، حتى أصبح صداه يسمع على بعد مسافات.

لم تطل مدة انتظارهم ، حتى بدأت نباتات كثيرة تخرج من الأرض القاحلة ، متسلقة الأعمدة ، ثم ربطت بينهم لتشكل ما يشبه هرما نباتيا غريب الشكل ، لكن منظم بنفس الوقت ، أنذاك انطلق الجميع لتفحصه ، لكن لم يستطع أحد لمسه بسبب القوة الغريبة ، و الصاعقة المنبعثة من النباتات ، و التي أخذت تزهر بجميع الألوان ، بعدما كانت مجرد نبات أخضر متسلق .

- رفاق ، أنظروا هنا !
هتفت روز قائلة ، ليلتف الجميع حولها محاولين تبين ما تشير إليه ، و قد كانت فجوة دائرية الشكل ، مطابقة تماما لحجر البوابة ، لم تكن آنا بحاجة لاكمال قراءة الرسالة ، لأن الأمور باتت واضحة الآن .

- دانيال سلمني الحجر و الكرة الغريبة التي في الصندوق .
صرحت قائلة ، لينفذ دانيال دون نقاش ، وضعت أولا الحجر في مكانه ، و كما توقعت تماما ، الفجوة داخله مطابقة تماما للكرة من الصندوق ، فلم يكن لها الا أن وضعتها هي الأخرى في مكانها المفروض .

- أظن أن هذا سيفي بالغرض..
أضافت قائلة ، ثم ابتعدت كما فعل الموجودون هناك عندما بدأ الحجر و الكرة يختفيان داخل الجدار الأخضر المزهر ، و بعدها ، توقف الزمن ! حرفيا..
أو على الأقل أصبح الوقت يمضي بسرعة شبه معدومة ، كل شيء حولها أصبح ساكنا ، عداها هي ، ابتلعت صدمتها بسرعة ثم تقدمت مرة أخرى نحو الهرم العملاق ، وضعت يدها ببطئ مكان الحجر سابقا ، ثم حدث شيء..شيء أشبه بانفجار ذكريات !

منذ اللحظة التي ولدت بها ، رأت صورة والديها يداعبانها ، أوقاتها السعيدة مع جميع أفراد عائلتها الكبيرة ، جاسمين ، و كم كانت تشبه جوانا..
حتى اللحظة التي حدث فيها الهجوم المشؤوم ، ذهاب والدها..لقائها مع ليندة لأول مرة ، بداية حياتها الجديدة مع سام و سيندي...
الى غاية اللحظة التي اكتشفت بها كل شيء حول ماضيها .

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن