• chapter 16 •

2.1K 156 9
                                    

~ أن تحيا هو أندر الأشياء بالوجود..
فمعظم الناس موجودون فحسب..~
___________________
" ليس مجددا !"..
تمتمت ما إن استيقظت من غفوتي..
فها أنا الآن، في مكان أجهله كعادة أحلامي الواقعية الغريبة، الأمر الأغرب، هو أن تعرف أنك في أحد أحلامك،غرفة صغيرة ، لكن يغمرها دفئ جميل..
وقفت من الكرسي الهزاز الذي كنت نائمة عليه قبل قليل، ثم أخذت أتفحص ما حولي بحذر ، لا شيء يبعث الى الشك..غرفة أطفال مع سرير صغير و مكتب لطيف في الزاوية..تنبهت لبعض الأوراق الموضوعة فوقه فإتجهت نحوه، كانت عبارة عن رسومات طفولية ملونة، لكن واحدة بالتحديد جذبتني و أثارت فضولي..
لقد كانت عبارة عن رسمة لحقل كبير من الأزهار المتعددة الألوان، و في منتصفه ،تقف عائلة صغيرة من أب و أم و إبنتهما في المنتصف، و قد إستطعت، و رغم الشخبطات العديدة التي تنم عن عمر راسمها الصغير، تمييز ذلك الشخص الملون بالذهبي ، الذي يقف بعيدا مراقبا للعائلة السعيدة، إنتبهت أن هناك كلمات كتبت تحته، فقربت الورقة لأستطيع قراءتها..و أخيرا بعد عناء محاولة فهم هذه الشخابيط الصغيرة، عرفت ما كان مكتوبا...
نورثن يحب آناستازيا
ماما تقول نورثن سيء
نورثن شخص جيد
آناستازيا تحب نورثن
طوال الشهر الماضي المليء بالأحداث الصادمة التي لا يتقبلها العقل، كانت هذه الكلمات هي أكثر ما صدمني ! ، هل هذه صدفة ؟ فكرت..
لكن من المستحيل أن تكون كذلك، أعني بعد قرائتي للكلمات رحت أتأمل باقي الصور جيدا..و إنتبهت للعديد من التفاصيل التي غفلت عنها من قبل، كالعينان الصفراوتان اللامعتان ، و الشعر كالح السواد، حتى الشامة على شكل قلب التي أملكها في باطن يدي، و قد قطعت الشك باليقين، عند عثوري على دفتر وردي صغير في درج المكتب الذي كان شبه مفتوح، و الذي كتب على غلافه بالخط العريض، مذكرات آناستازيا كريغ
كل هذه الأشياء هي لي ! لكن هذا مستحيل ! هذا ليس منزلي و أنا لم أكتب قط في كتاب مذكرات من قبل !
و الأسوء من ذلك ! هو الكلمات التي كتبت تحت الشخص الغريب..
نورثن يحب آناستازيا، آناستازيا تحب نورثن ! كيف و اللعنة لألد أعدائي أن أحبه، و يحبني ! هذا ضرب من الجنون..
لابد أن أحد أتباعه يعبث بعقلي، أو بأحلامي الآن، هذا هو التفسير الوحيد للمهزلة التي تحدث هنا..
أخرجت المذكرات الصغيرة لأتفحصها قليلا، أو أقرأ المزيد من الأكاذيب المدونة هنا، لكن صوت عزف جميل على الكمان قطع علي ذلك، لم أشعر بنفسي إلا و أنا أتبعه باحثة عن مصدره

فتحت باب الغرفة الخشبي ببطئ ليطلق صريرا صغيرا بالكاد يسمع، ثم نزلت الدرج الخشبي كذلك، يبدو أني في كوخ أو شيء كهذا، فكرت..
بدأ صوت العزف يزداد وضوحا لأدرك أني وصلت إلى وجهتي، و هناك رأيتها..
إمرأة شابة بشعر أسود طويل جالسة فوق كرسي مريح أمام المدفأة ذات النيران المتقدة، كان جانب وجهها فقط واضح لي فلم أتعرف عليها، و أمامها رجل لم أتعرف عليه كذلك، كان يمتلك شعرا بنيا محمرا، و عينان حادتان عسليتان، لم تفتني نظرة الحب و الهيام التي كان يناظرها بها..بينما هي كانت منسجمة في عزفها بدرجة كبيرة..
و على السجادة الموضوعة على الأرض، بينهما ، إستقر جسد فتاة صغيرة ، لم أستطع تبين ملامحها ، لكن ميزها شعرها الأسود الطويل المتناثر حولها..
لم تطل مدة شكي بأن تلك الفتاة هي أنا، و الشخصان هم والداي ، لأن المرأة سرعان ما إستدارت ليواجهني وجهها كاملا، أنا لن أخطئ أبدا في تمييز تلك العينان الرماديتان..و قطعت بذلك الشك باليقين..
هذه عائلتي، حتما..لكن إذا كان الأمر كما إفترضت في الغرفة، كيف يمكن لنورثن أن يعلم شكل والدتي لهذه الدرجة ! أنا متأكدة أن جيمس لم يكن أبدا ليقدم صورها لأحد..، أنا شخصيا لم أعرف شكلها إلا مؤخرا !و قد بدأت أشك أكثر أن هته الذكرى حقيقية..أنا حقا في دوامة !

• مَدِينَةُ المَلائِكَة •حيث تعيش القصص. اكتشف الآن