الآخير

29.9K 752 48
                                    

الفصل الخامس و عشرون "الآخيرة"
صدمتها لم تجعلها تقوم ما تقوله الطبيبة لها، حدق بها "محمد" ثم وبغضب سألها :
_كان في ناس بتعاني من نفس الحاجة ؟ ردي يا "نور"
وضعت يدها على رأسها بتعب حيثُ انتابها ألم.شديد في رأسها؛ تحدثت أخيرًا بهدوء :
_ناس كتير فعلًا وكلهم مخلفين بس هي ليه تعمل كدا وتاخد جزء من جسمنا وبعدين دي كمان مسالة شرف.
أومأت لها الطبيبة برأسها برقة ثم وبببسمة صغيرة قالت :
_مش مشكلة دلوقتي الأهم إننا نشكر ربنا على نعمته وإنه كشف ليكي كل دا في الوقت المناسب وإلا مكنتش عارفة دا طبعاً لازم تخلي بالك من نفسك وهكتبلك على شوية أدوية تاخديهم وبعدين مش هتحتاجي تيجي الإستشارة
أومأت لها برأسها وشكرتها بعد ذلك قامت من.مكانها حتى تخرج حيثُ أنها لا تريد أن تسمع كلامها أكثر من ذاك.
تحدثت "مها" بحب:
_ شكراً يا دكتور جداً فعلاً كل مرة بتخلي ثقتي فيكي تزيد عن إذنك
خرجت معهم وذهبوا جميعاً نحو السيارة تحت صمت مرعب، وأخيراً قاطعته "مها" حين قالت بهدوء:
_هتعملي إيه...؟
بتلك اللحظة لم يتركها زوجها ترد وقال بإنفعال :
_هنروح نضربها هي مش عارفة هي بنت مين ومرات مين والله لتكون انهاردة في الحبس
ردت عليه "مها" بثقة :
_ براحة هيتعمل كل حاجة إزاي بقى فمراتك تروح لها بكرا
وتخليها تعترف
_بس إزاي يا مرات عمي
هذا ما خرج من فم "نور" وبناءٍ على ذلك ردت عليها "مها" بغموض:
_هقولك بس دلوقتي نجيب أي حاجة نأكلها لأننا مأكلناش يا ولاد .
____________________________
_لا يا "شيماء"فعلاً "لين" بتتكلم صح كفاية بقى طب ليه حاسين إننا اتظلمنا وجاين نظلم حد جديد أني و جوزي عشنا مع العيلة دي في الخير أما كان بيكح كانوا بيهتموا بيه نسيت إن الموت دا نصيب وإن الواحد مش هياخد أكتر منه فعلاً جوزي فضل يحب العيلة دي بقوة وكان نفسه دايما يموت وهو خادمهم وبالفعل هما قدموا ليا كتير ولو كان موجود مكنش هيحب اللي بعمله...
كان هذا حديث "صباح" التي كانت تبكي بشدة، جعلت "شيماء" تشعر بالذهول مما يحدث فالجميع إنقلب عليها، عادت تتحدث بغضب :
_ الكل إنقلب طيب ماشي أني هتصرف وهجيب رجلتي كلهم يحبسكوا و جوزك هيكون معايا وهينقذ جوزي.
ابتسمت "لين" بسخرية وقالت باستفزاز:
_عجبني أوي يا "شيماء" إخلاصك لجوزك والله واحدة محترمة فعلاً ..
إقتربت منها حتى تصفعها ولكن أوقفها صوته الغاضب حين قال :
_لو إيدك نزلت عليها هقطعها...
استدارت نحو الصوت الذي لطالما أحبته بقوة وتمنت أن تكون ملكه ويكون ملكها، ذهبت باتجاهه بعشق وقالت :
_كنت عارفة إنك جاي يا غالي بس إنت اتاخرت يالا قول لها إنك محبتهاش ...
أمر "زيدان" شقيقه بـ:
_ "إسلام"  فك "لين" 
وبالفعل اتجه حتى ينفذ ما قاله فجاءت عينه على "بسنت"  شعر بالكره الشديد بعد أن اشتركت في تدمير كل فرد في عائلته،  نظرت له "لين"  وأمسكت يده وقالت بحنو:
_ بلاش بصتك دي هي كانت نفسيا مدمرة لكن هي بتحبك والله ردها يا "إسلام"...
أغمض" إسلام" حدقته ثم قال بهدوء:
_تعالي بس وبعدين نشوف الحوار دا يالا.
استمعوا جميعاً لما يقوله "زيدان"  :
_بصي يا "شيماء"  أنا بحمد ربنا في كل صلاة ليا إنك متجوزتنيش عشان مكنتيش هتصوني شرفي جوزك في السجن ومستعدة تخونيه معايا لو وعاوزاني أطلعه ليه بقى عشان يحس بإخلاصك له مثلاً
ابتسمت له "شيماء" وقالت بحب:
_مش مهم تطلعه أنا هطلق وإنت طلق مراتك ونتجوز
_كان فيه وخلص!
هذا ما قاله "زيدان"  بجموح لتلك التي تقف أمامه،  أكمل حديثه حين نظر في عين "لين"  بحبٍ جم:
_ أنا حبيتك وجتلك يوم فرحك عنداً في عيلتي عشان اتجوزك بس أمك قالتلي روح هي عايزة "عوض"وكدبت عليك أما قالت لك إنها هتستناك بالعكس هي قبلت بجوزها
صرخت "شيماء" به بشدة :
_ لا إنت بتكدب والله أنا محدش جالي
_هاتي أمك وسأليها
شعرت "لين"أنه مازال يحب "شيماء" وكانت ستغادر بعد أن قالت لـ "إسلام"  :
_ طب يالا يا "إسلام"  نستنى برا مبقاش لينا مكان بين عشاق زمان..
تقدمت حتى ترحل ولكن "زيدان"  أمسك يدها ليتمم حديثه:
_ حبيتك بس عمري ما فضلتك على "نجاة"  أو "مريم"  بناتي بس حسيت بعدما "نجاة"  سافرت إن الحياة وقفت وكل دا ليه مش عارف قولت هتجوزك بس مكنتش حاسس بفرحة ويوم ما قولتي أنا هتجوز جيت بس عشان خاطر وعودي بس لقيتك اتجوزتي وبقيتي بتدافعي عنه ساعتها عرفت إني عمري ما حبتك وإني كنت بهرب من حبي لـ "نجاة"  فيكي عشان كانت طفلة قربت منك عشان مهمة عمل وأعجبت بيكي بس صدقيني معرفتش أكمل في حبي جايز مكنش قلبي اللي حبك وكان عقلي مش عارف بس اللي أعرفه إني محبتش قد "نجاة"
تكلمت "شيماء" بصدمة:
_ بس أنا حبيتك وتجوزت عشان أمي قالتلي إن "عوض"  هيساعدها في حاجات كتير ويشهد ربنا إن بساعده عشان يطلقني وأرجع عشانك
ابتسم "زيدان"  بصلابة وقال:
_إنتوا عملتوا حاجات وحشة لعيلتي "إسلام"  حكالي أمك خربت بيت "أمل" ليه كل دا لو كنتي بتحبيني كنتي عرفتي اللي بيحب بيسيب حبيبه مرتاح زي ما "نجاة"  عملت أما فكرتني بحبك اللي بيحب بيهتم بالناس اللي بيحبها الشخص اللي بيحبه إنتي كنتي أنانية ومش بس كدا دخلتي ناس بريئة معاكي وسكتي عن كل الإجرام اللي جوزك عمله إنتي وأمك هتكونوا في المكان اللي جوزك فيه...
بتلك اللحظة أنهى حديثه ونظر إلى "إسلام"  وأمره بـ:
_نادي العساكر يجوا ياخدهم واتصل بأمها من تلفونها وأعرف هي فين وقبضوا عليها.
ردت عليه "لين"  برجاء:
_ "صباح"  و"بسنت" ساعدوني وهما عملوا كدا غصب عنهم نروح بتنا وكل حاجة هتبان
أومأ "زيدان"  برأسه يوافقها حيثُ لم يحاول أن يجادلها فهو يشعر بالتعب الشديد...
_____________________________
عاد الجميع إلى المنزل ومعهم الطبيب الذي كان يمسكه "أحمد"  من يده بذعر،  تحدث بهلع إلى زوجة خاله:
_هي فين يا مرات خالي
ردت عليه "فاطمة"  بخوف: 
_ في الأوضة
دلف إلى الغرفة بينما جميع الرجال فجلسوا،  مما جعل "كاملة" تقول باستفسار:
قولت لـ "على"  و"مصطفى" يجوا مع الدكتور إيه اللي جابكوا هي "لين"  بخير..
أومأ "مصطفى" برأسها بهدوء قائلاً بتعب:
_اه يا ماما و "زيدان"  ساعة ويجي معاها هخرج أنى بقى أستنهم..
وبالفعل خرج وتركهم، بتلك اللحظة كان الطبيب قد أتم الكشف على "مريم"،  أسرع الجميع له وقال" سليم" بخوف:
_ها يا دكتور أخبارها إيه؟
_مبروك المدام حامل في أسبوع.
_بس إزاي وهي متجوزة من أسبوع
كان هذا سؤال الجد "سالم"  الذي كان في حيرة شديدة،  ابتسم الطبيب ثم قال:
_ أديك قولت من أسبوع وهي حامل من أسبوع من أول علاقة ليها مع جوزها.
تذكر "أحمد" ضربه لها، شعر بأن هذا أكبر رابط جاء ليجمعهم أكثر، شعر بفرحة كبيرة تغمره، صرخ بقوة:
_ هبقى أب من أحلى ست في الدنيا.
بعد أن حضن الجميع دلف ليبقى بجانبها،قائلاً بسعادة:
_يا أحلى أم العيال في الدنيا يا أصغر ماما إنتي.
__________________________
_واقفة كدا ليه..!؟
كان هذا صوت "مصطفى" الحاد الذي جعلها تستدير بلهفة ودموعها تنزلق بعنف، قائلة بذعر:
_ "لين"فين يا"مصطفى"
وقف في مكانه ما أن لمح تلك الدموع التي تجعل عيناها حمراء،شعر بسكين حاد تقتله ببطء،إقترب منها وقال بهدوء:
_ جاية دلوقتي يا "أمل"  يالا بقى إمسحي دموعك
ردت عليها ببكاء شديد:
_ لا أنا مش قادرة استنى وأضيعك مني للمرة التانية
رفع حاجبه بصلابة وقال بتصنع:
_ قصدك إيه مش فاهم..!
مسحت دموعها بأناملها ومن ثم تكلمت:
_إنت فاهم قصدي كويس أنا مش هبعد كفاية بقى أني عاوزة سند في حياتي أنى بحبك يا "مصطفى".
شعر بأن الفرحة تغمره بشدة،  ابتسم في وجهها وقال:
_ يبقى تعالي نقول ليهم يا أحلى بنت تعبتني في حياتي
دلفا معاً للمنزل ليخبره الجميع فتفاجئ كل منهم بخبر حمل "مريم" ومن هنا بدأت الفرحة تغمر بيتهم الكبير...
تحدث "سليم" بهدوء بعد سماعه بزيجة ابنته من ابن أخيه :
_ابن عمك يرجع مع مراته ونبقى نحلها بعدين.
_أبن عمه رجع أهو ومراته معاه جوزهم بقى
أسرع الجميع نحو "لين" ليطمىئنوا عليها؛ تحدث "محب" بأمر:
_أنا عارفة إنك مش بتحبي "زيدان" وأنا هطلقك منه
رد عليها "زيدان" بسخرية :
_وانا هسيبك تعملها مثلاً يعني .
ثم نظر إلى زوجته وغير لهجته وقال بأمر :
_إطلعي يا بت فو...
لم يكمل حديثه حيثُ قاطع أحباله الصوتية، دخول صديقه المقرب والذي أخذه بالأحضان وقال برجاء :
_ بص بقى يا صحبي أنا عاوز اتجوز وعيني من زمان على "نجاه" قربتك وقدام أبوها بقولك إنت المسؤول عشان تقربني منها
لم يستطيع التحمل أكثر من ذلك حيثُ ضربه بقوة حين قال :
_إنت أهبل دي مراتي يا متخلف
حدق بها بعشق وقال :
_دي كل حياتي دي دنيتي وحبيبتي...
أحمر وجهها من الكسوف لترد عليه بهمس :
_بحبك
ابتسم الجميع لهم ولكن صرخات "فاطمة" الغاضبة لبسنت جعلت البسمة تتلاشة :
_إنتي بتعملي إيه هنا...
تقدمت "لين"وشرحت لها ما حدث معها ومع "صباح" وطلبت أن تسامحها وبالفعل عاد الوضع كما كان ولكن الجميع أصبح الحب يدفء قلبهم...
_____________________________
بعد مرور سنة واحد لكل هذه الأمور، تم الحكم على "شيماء" بالسجن لمدة سنتان ولكنها أصيبت بالجنون، وحكمت المحكمة على والدتها بخمس سنوات وعلى "عوض"بالسجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس وعشرون عاماً، وبالنسبة للطبيبة التي أقسمت على الحفاظ بكل شيء يخص مرضها ولكنها خانت هذا اليمين تم وقفها عن العمل وسجنها حيثُ أن أعضاء البشر وأروحها ليسوا دمية لطفلة ممكن أن نكسرها ونقتلها....وبالنسبة لطارق فتم سجنه لمدة عشرة سنوات حيث تلك الديون وقضية الزنة
أما بالنسبة إلى "مريم"وحياتها الزوجية مع "أحمد"فكانت مثالية بعد قدوم أميرهم "أدهم"
وكانت "نور" سعيدة بسفرها مع زوجها إلى باريس بلد العشق
و"أمل" كانت سعيدة بشعورها بالأمومة حيثُ أصبحت في شهرها السادس...
وأخيراً إلى هذا الأسد ومتمردته التي كانت أسيرته هي العنيدة الوحيدة بحياته رزقهم الله اليوم بابنتهم "لين" والتي كانت سبباً في جعل أبيها يقول :
_ طول عمري عارف إنك بتحبي الأسم دا ووعد نفسي إني هقوله بس زايد عليه أم "لين" مينفعش "لين" لوحدها
قهقه الجميع على حديثه وهكذا كانت تلك المتمردة في عالمه هو فقط عالم الآسر الذي يلقب بالأسد وحاول أن يمارس سلطته عليها فأصبحت أسيرة الأسد...

تمت بحمدالله...
دمتم لي ♥
كنت سعيدة بتعليقاتكم وبرحلتنا مع الرواية وانتظروا رواياتي الجدد
ومنهم.....آسرني مجرم 🌷
بقلمي أميرة أنور..

أسيرة الأسد Where stories live. Discover now