الفصل الثاني وعشرون

25.4K 522 25
                                    

الفصل الثاني والعشرون...

_إنتي أمانة معايا ومش مسموح أبداً إنك تخافي وأنا موجود عشان كدا مسكت إيدك...
تنهدت "لين" بشدة محاولة ألا تضعف أمامه، فنظرت له بثقة ومن ثم تركت يده وقالت ببسمة يملؤها السخرية:
_ عارف يمكن أكون خايفة فعلاً من الطيارة بس أنا واثقة جداً من نفسي ومتناساش إن عرقي ودمي ماشين إزاي ممكن في دقيقة ضعفي يبقى قوة فبلاش تتكرم وتمسكي إيدي عشان كمان يا حضرت "زيدان" باشا أنا لو إنت آخر شخص قدامي وأنا محتاجة مساعدته أنا مش هطلبها ومستعدة أحمي نفسي حالا...! فماتقعدش تقول أمانة أنا لو هبقى بنسبة لجوزي أمانة وكإنه زي الغريب ومش هيحميني عشان أنا كل حاجة بالنسبة له يبقى أنا مش عاوزة منه أي حاجة ولا محتاجة..

انهت حديثها وكأنها كانت تحمل صخرة كبيرة على قلبها بعد كلامه،  نظرت بالاتجاه الآخر حتى لا تحدق به قط، ولكنه تحدث وأجبرها أن تنظر له حين رد عليها قائلاً بسخرية:
_ نفسي أسقف والله على كلامك بس للآسف الشديد إحنا في طيارة ويعتبر مكان عام ،  لا بجد أبهرتيني طب تصدقي دا إنتي أول مرة تعترفي بإني جوزك هو التجاهل بيخلي الأشخاص تتعدل..

لم ترد عليه أبداً فعاد حتي يتمم حديثه:
_ كنتي بتقول إيه بقى لو أنا آخر شخص مش هتعوزي المساعدة منه طيب هرد عليكي بقى لو أنا قدامي كتير وعاوزين يساعدوكي أنا هضربهم كلهم وهقف أساعدك ومش هسمح لغيري أنه يقدملك المساعدة وأه إنتي أمانة بس أمانة في أيد "زيدان" القاسي وعشان يحافظ عليكي "لزيدان" الحنين بمعنى إن القلب سيبك أمانة عند العقل لإن لو قولنا إن القلب زعلان فهو مهما زعل بيفضل حنين على "نجاة"  ولو قولنا إن العقل زعلان فهو ومن جبروته هيفضل زعلان ومن "لين"  فاهمني وأنا "زيدان" اللي دايما بيمشي وراء عقله بس المرة دي قلبه بيدخل وكأنك مجرحتهوش يا "نجاة"  حتى اسمك قلبي لسه بيعشق يقوله برغم من إني حلفت إني مش هقوله تاني..

التفتت له وفتحت فاهها بصدمة كبيرة،  هل حقاً أخرج من فمه تلك الكلمات المؤثرة،  لبرهة أحبت اسمها من فمه، ولكنها عادت إلى واقعها حينها انكمش حاجبيها بصدمة
بدأت تتكلمت بنبرة متسائلة عن تغيره ألقت سؤالها بـ:
_دا بجد والله مش هزار هو إنت "زيدان"  طب إيه حصلك انهاردة وتجاهلك ليا سببه إيه أنا بقيت محتارة والله.!

ابتسم لها ومن ثم أجابها بـ:
_ أما نروح هقولك إنتي إزاي جرحتيني!
أومأت برأسها توافقه على حديثه،  أغمضت عيناها حتى تستريح ولكنها فتحتهما فجاة وقالت بطفولة:
_ أنا جعانة وقبل ما نركب إنت كلت وأنا حاسة إن بطني بتكركب زي ما تقول إن فيها فار يعني سابقت العصافير والله.

حاول أن يعود إلى صرامته إلى أن يصل بلده ولكن عانف نفسه لإنه لم يكن حنونً معها حين كانت جائعة لم يصر عليها حتى تفطر،  رفع رأسه بهدوء حتى يبحث عن مضيفة الطيران وبالفعل وجدها،  تكلم بنبرة هادئة وأمرها بـ:
_ لو سمحتي عاوز وجبة فطار تحتوي على بطاطس وجبنة بيضة ورومي وعيش وعصير كوكتيل فرش

أسيرة الأسد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن