الفصل الأول

120K 1.1K 17
                                    

الفصل الأول
#أسيرة_الأسد
.....متمردة في عالم الأسر......

أسرع وراءه محاولًا أن يحقق هدفه، رفع سلاحه الناري واطلقه بالسماء، تحدث بغضبٍ قائلاً بصرامةٍ:

_ اقف عندك إنت عارفني ممكن أضرب عليك الرصاص اللي في السلاح يا "عوض"

لم يقف الآخر بل زادت سرعته،بتلك اللحظة ابتسم بانتصار عندما جاءت سيارته التي يقودها السائق، قفز بقوةٍ حتى وصل لسقف السيارة التي أسرعت مهرولةٍ لتلحق "عوض" قفز مرةٍ ثانيةٍ ليتحكم في امساكه من عمامته، لاحت السخرية على وجهه، قائلاً باستهزاء:

_ أنا مش عيل عشان ماقدرش أمسكك ومتنساش يا ولد "نعيمة" إني ولد الأسيوطي اللي عمره ما يخسر

نظر له بذعرٍ، لاٍ يستطيع ان يتحرك وكأنه قيد أنفاسه، شعر بأنه كدجاجةٍ لا حول لها ولا قوة، أمسكها صاحبها ليقوم بذبحها، زادت انفاسه عندما القى به أمام سيارة الشرطة ثم ذهب ليجلس بجانب العسكري الذي يقودها، وملامحه مليئةٍ بصرامةٍ اعتاد الجميع أن يجدوها منه تحديداً، تحدث من بين نواجذه بأمر:
_ أطلع يا بني على القسم!!

كانت عيناه حدتان كسيف شديد. الخطر، لا أحد يقدر على النظر إليها، ملامحه شرقية، وجهه خمري، مقلتيها بنية كالرصاص.
الذي يتعامل معه، يطلق عليه أسد الصعيد، مكار كثعلب الصحراء، لا يعرف للفشل طريق، غير كل ذلك فهو يحمل دماء عائلة الأسيوطي.
تعلم من حياته ألا يضعف، وأن القوة هي أساس كل شيء
مع كل ألم كان يتعلم منه ألا يمر به مرة ثانية، أضاف عمره له أسلحةً يحارب بها فهو منذ أن كان شاب بالعشرين وهو يتعلم حتى أصبح بالثمانية والعشرون من العمر، لا يستقبل من أحداً نصيحة فهو يبحث ويعلم كل شيء بمفرده...

أومأ " العسكري" برأسه، بعد أن هتف بكلمتان فقط:
_تحت أمرك يا "زيدان" باشا...

بدأ بتحريك محرك السيارة، منطلق بها إلى مكان العمل بكل فخر برئيسه..

..................................................................................................................................................

ظلت نائمة لا تريد أن تستيقظ، شارفت الساعة على الثالثة عصرًا وهي بمكانها، الجميع حاولوا أن يجعلوها تفيق وهي كما هي وكأنها تهرب وتشعر أن النوم هو الملاذ الوحيد لها، خفقات قلبها تارة تعلو وتارة تهبط كطيارةٍ أصبحت عاليةٍ في السماءِ وفجاةٍ عاد للأرض.
الجميع يعلموا سبب خوفها ولكن يستغربون منه ربما لأن كلما زاد تعب الإنسان في شيءٍ زاد خوفه من كون هذا التعب يفشل وكأنه في جمرة من النار، كميتٍ بعد أن جاوب على سؤاله وكانت جميع أعماله صالحة، يبقى خائف متوتر، أغمضت عيناها بقوةٍ، بتلك اللحظة سمعت صوت جدها يصرخ باسمها بعلو:

_ "نجاة" قومي يا بنت بسرعة وبلاش دلع ماسخ...!!
عارف إنك صاحية ومغامطة عينك كدا وكدا قال يعني مش عارفين حركاتك..

أسيرة الأسد Where stories live. Discover now