الفصل الثامن

31.4K 617 18
                                    

الفصل الثامن..


تسللت أشعة الشمس بنورها الساطع إلى النوافذ حتى أنها تغلبت على الستائر المغلقة التي تحمي الغرفة من الضوء القوي الذي يدخل معها،  تلاعب النور بوجهما،  حيثُ أن "زيدان" كان نائم وبجانبه "لين"  التي غفلت باحضانه، استيقظ من نومه فهو يشعر بالصباح الذي يأتي ليخبره أن هناك عمل ينتظره،  انكمش حاجبيه بسبب ذلك الصداع الذي يأتي ما أن أستقيظ،  ولكنه اليوم لم يفكر به برغم من أن هذا الألم يجعله يغضب ولا ينظر لأحد حتى لا يثور عليه،  نظر لطفلته التي بجانبه،  ابتسم بشدة عندما انكمشت عينها واقتربت من بعضها،   شعر وأنها ستتعارك مع الضوء، تحدث بهدوء:
_ عارفة إنك هتصدعيني بس أنا بحب أشوفك مضايقة شكلك بيكون حلو...
تنهد بقوةٍ ثم قال اسمها بعلو:
_"نجاة"!!!!
لم تستيقظ قط بل زادت بنومتها عندما تقلبت متحسسة الوسادة حتى تضعها على وجهها...
زادت ابتسامته بتلك اللحظة،  بدأ يحرك الوسادة من أعلى وجهها،  بهذا الوقت سمع صرخاتها والتي فعلتها وهي مغمضة الأعين..:
_ بس بقى يا ماااامااا خلي جدو يسبني نايمة
كتم صوت قهقهته ثم قال بصوتٍ أكثر خشونة:
_ "نجاة" اصحي وبلاش أحلام أنا جوزك مش أمك
مازالت غافلة ولكن بكلتا يديها  ظلت تضربه وتقول:
_ "محب" اطلع برا
بتلك اللحظة ايقن بأنها تضربه حيث أن عينها كانت ترمش،  أخذ قراره حتى يرد لها تلك الضربات ولكن بطريقته الخاصة،  قام من مكانه ثم حمالها ک الهرة الصغيرة بين يده متجهًا بها نحو المرحاض،  تحدث بغضبٍ مصطنع:
_قليلة الحية مفيش حرمة بتضرب جوزها وبعدين أما أقول أصحي تصحي

صرخت بقوةٍ، جحظت به بصدمة،  رجلت بأقدامها حتى ينزلها،  قائلةٍ له بعصبية:
_رايح بيا فين أنا فوقت خلاص يا مجنون.

.....................................................

لم تشعر بأنها كأي عروس حتى النومة لم تحظى بها،  كانت تسعر بالإعياء الشديد حيثُ أن ضرباته لها مازالت تؤلمها بشدة،  شعرت بأنها تريد التقيه فقالت بتعب:

_وقف العربية بسرعة

نظر لها بحنق،  لم يرحل غضبه حتى الآن،  رد عليها بهدوء:
_اوقف الزفتة ليه؟؟؟
لم تستطيع أن تجيبه،  نظرت إلى النافذة بحالة من الهلع،  ثم فتحتها وبدأت بالتقيه،  أوقف مكبح سيارته ليقول بخوف:
_ "مرريم"  مالك...!!!!!!؟
وضعه يده على كتفها ولكنها ازحتها بعنف،  انتهى الحق الذي منحته له،  انتهى الحب،  أصبحت تبغض لمسته لها،  الكراهية التي يحملها قلبها لصوته،  حتى الخوف والهلع عليها لم يكن من حقه..
نظر لها بقوةٍ ثم قال بضيق:
_مالك بقولك ردي عليا وكلميني؟؟!!!!
ردت عليه بانفعال:
_مالي هقولك حاضر مع إن مبقاش لك حق تسألني السؤال دا.. أنا تعبانة من اتهامك ليا وضربك وكمان و من السفرية اللي جت غفلة كدا ومعرفش ليه وركبتني بالعافية وإنت عارفة إني بتعب من العربيات ولازم أكون مستأشيرة دكتور

صمتت قليلاً تتذكر ما قاله له ليلة أمس ثم أكملت حديثها بسخرية:
_ مش إنت قولت إننا قدام الناس حبايب وقدام بعض بنكره بعض يبقى بلاش تمثيل وخوف مصطنع...

أشار بسبابته على نفسه وقال بحنق:
_ مصطنع الخوف فعلا أنا أصلا خايف عشان لسه عذابك مجاش
لاح على ثغرها ابتسامة صغيرة، تحدثت بعد أن نظرت له بنظرات ألمته وجعلت قلبه يشعر بنخزة قوية به:
_ إنت نزلت جامد أوي من نظري صدقني مابقاش يفرق العذاب اللي في قلبي متعب عن أي عذاب وخليك فاكر إن أيامك اللي جاية هتكون ليك عذاب مش ليا...

.....................................................................

لم يستطيع التحمل،  خالف كل العادات حيثُ قال لزوجته التي كانت تستعد للذهاب لبيت ابنتها:
_طلعي لبس هروح معاكوا "مريم"  فيها حاجة
ضربت بيدها على صدرها بخوف:
_يالهوي يالهوي ماينفعش يا أخويا الرجال مابيروحش الصباحية للبنته وبعدين ما إنت مروحتش لعيالك البنات وإنت خابرهم بيغيروا مش زي "مريم"
رد عليها بضيق:
_وعشان "مريم" غيرهم أنا هروح "لمريم"
نظرت له بحنق ونفاذ صبر ثم قالت:
طب هتبقى قدام البنتة المتزوجين عيالك الرجالة هتكون عامل ازاي لا لا يا حاج لا والف لا..
رفع يده حتى ينهي الكلام في ذلك الموضوع:
_ الموضوع بالنسبة ليا خلص اجهزي
صمتت فهي تشعر بنفس الشعور الذي يحمله ولكنها تحاول أن تبقى قوية من أجل زوجها...
أخرجت من دولابهما جلباب يليق به.. ووضعته على المضطجع ثم جلبت ملابسها وبدأت في ارتدائها...

....................................................................
فتح صنبور الماء بعد أن وضعها بالبانيو ثم وضعه به، صرخت بقوةٍ وقالت:
_غبي والله وهزارك رخم...

نظر له بغضبٍ مصطنع وقال:
_مسمعتش قولي تاني شكلك نسيتي الزنزانة
ابتسمت بضجر وقالت بتوتر:
_ يا "زيدان" مش قصدي حاجة بس مينفعش تاخدني بالشكل دا..
جلس على طرف البانيو،  رفع حاجيبه وقال بخبث:
_كنتي بتمثلي وإنتي بتضربيني صح
أومأت برأسها بخوف:
_الصراحة اااه ممكن اطلع بقى
_لا....!!!!!!
قالها ببرود،  بدأ يزيد من الماء،  ظلت هي ترجل بشدة وتقول برجاء:
_ طلعني يا "زيدان"
رفع يده وهو يقول:
_بشرط.
نظرت له بصدمة ثم قالت بصراخ:
_مش بحب الشروط
اردف باستفزاز:
_ خلاص خليكي بقى!!!!!!
ابتلعت ما في حلقها ثم قالت على مضاض:
_قول....!!
_عاوزك تضحكي بقوة زي زمان

......................................................................

مازالت مستيقظة،  طريقة تلعثم والدتها شغلتها عن أمور "زيدان"  أخذت قرار مهم لمصيرهما معا،  بذلك الوقت نزلت والدتها التي لوت فمها عندما وجدتها تجلس هكذا،
تحدثت بحنق:
_ مالك يا ختي قلبة بوزك ليه...!!!!
رفعت رأسها لترد عليها بحد:
_ نعم يا أمي عاوزة مني إيه..؟!
تكلمت باستياء:
_عاوزة إيه انا مش عاوزة حاجة بس انفعيني بحاجة
كانت "شيماء" تعلم ما ترمي عليه والدتها لذلك بدأت تتحدث عن قرارها قائلةٍ بتساؤل:
_هو إنتي كان فيكي إيه امبارح؟؟؟
ابتلعت والدتها ما في حلقها بصعوبة ثم وضعت يدها على عنقها وقالت لتلعثم:
_.. ک... ک.. ااا... اا. نـ... ک. ا. ن فيا إيه!!!
نظرت لها "شيماء"  بتعجب يمزجه الشك ثم قالت:
_ أنا بسألك مش عشان تسأليني..!!!!  بس هقولك أول مرة متكلمنيش بطريقة التحكمات وتتريقي عليا...
حاولت أن تستعيد نبرة الثقة التي تجعلها لا تشك بها حيثُ   قالت بحد:
_ عاوزاني أقولك إيه يعني يا بتي ما أنا عارفة إنك كنتي راحة عشان تشوفي "زيدان"  وهو بيتجوز

لاح على ثغر "شيماء" علامات السخرية لتقول:
_ اممم دا على الأساس إنك لو عارفة مش هتقولي بلاش حركاتك أنا حفظاكي....!!!!
_طيب بقى عشان نكون واضحين أنا هفتح قهوة وهيكون في كام غزية وكنت عاوزاكي تكوني واحدة من الغوازي دول.
.....................................................................

وصل بها إلى مكان شبه مهجور فقط به استراحة صغيرة يمتلكها،  أوقف محرك السيارة ليقول باقتضاب:
_انزلي...!!!
نظرت إلى المكان من حولها لا تنكر بأنها ارتعدت ولكن عادت تقوي نفسها فهي الأن بدون أمان، نزلت من السيارة ودلفت معه إلى الداخل فؤجدت مالا تتوقع،  حيثُ أن الاستراحة تتكون من غرفتان وطرقة صغيرة، ومرحاض ومطبخ،  ولكن كل شيء يريد تصليح،  شبكات العنكبوت في كل مكان، شعرت بالخوف،  أدركت أنه يفعل هكذا حتى يجعلها تضعف...
انتبهت لصوت عندما قال:
_ نظفي الاستراحة واعملي أكل....!
لم ترد عليه قط،  بتلك اللحظة اقترب منها وهو يقول بعنف:
_ سامعة أنى بقول إيه؟
مازالت على صمتها،  تنهد "أحمد"  واقترب منها أكثر:
_ مش مهم نقعد على عفانة وااه أنا قررت إني في السنة اللي هنقعدها مع بعض هاخد تمن إني هسكت ومش هتكلم على عملتك أنا هشبع منك زيك زي العاهر وهسيبلك تمن كل اللي هيحصل تستفادي بيه في السنة دي وعشان تعرفي تقارني بيني وبين حبيب القلب...

كان يتعمد أن يقول هذا الكلام حتى يجرحها،  انتظر رد فعلها ولكنه صدم مما فعلت....!!!!

....................................................................
كان "محب" يجلس بغرفته والغضب يملأ قلبه،  بتلك اللحظة دلف جده وقال باستئذان:
_ينفع أدخل...!!!
قام "محب" على الفور من جلسته كنوعٍ من أنواع الاحترام،  وضع وجهه بالأرض ثم قال:
_ طبعاً يا جدي اتفضل...!!!!!
جلس الجد على الأريكة ثم. وضع يده بجانبه وقال بأمر:
_ تعالى اقعد
تأفف بانفعال وبعد ذلك فعل كما أمره،  تحدث الجدي بعقل:
_ أنا عملت كدا عشان مصلحتها وعلى فكرة جامعتها هتكون في المكان اللي هي اختارته...

رفع رأسه في سرعة قائلاً له:
_ بجد...
ابتسم الجد قائلاً له:
_ بجد بس بشرط تعمل حاجة مهمة...
......................................................................
وصل الجميع لمنزل "مريم"  صوت الزغاريد انتشر في كل مكان،  نزل "سليم"  بسرعة نحو الداخل،  جعل شقيقته تقول:
_ يعني حسستني إن "أحمد"  موتها...
رد عليها بلهفة:
_ معلش يا خيتي أعذوريني...!!!!!
لم يستطيع أن يكمل حديثه صعد على الفور يبحث عنها ولكنه عندما دلف غرفتها لم يجدها،  فقط وجد ورقة مكتوب فيها:
_احنا بخير يا جماعة وكل حاجة تمام بس الجواز حلو وحبينا نروح شعر عسل وبخصوص الموضوع اللي جيتوا عشانه هو... بخير جدا سلام

أطمئن قلبه من تلك الرسالة،  ابتسم لهم ثم قال:
_ يالا نروح الجماعة في شهر عسل..

ابتسموا الجميع عليه،  بتلك اللحظة قالت "فاطمة":
_ يا بختك يا" مريم" اخدي قلب أبوكي وإنتي ماشية.

.................................................................
كانت "مها"  و "كاملة" بالمطبخ يجهزان الطعام للعرسان
بتلك اللحظة قالت "كاملة"  :
_متخافيش والله يا أم "محب" "زيدان"  بيخاف على "نجاة" 
أغمضت "مها"  عينها وقالت:
_عارفة..!!!!
ثم أكملت بنبرة تساؤل:
_ مروحتيش ليه بس "لمريم" 
ابتسمت لها "كاملة"  وقالت بحنو:
_ أني و "فاطنة"  قسمنا شغلنا على العروسين يالا بقا عشان نشوف هنعمل للحبايب إيه..

أومأت "مها"  برأسها،  تذكرت شيءٍ فنادت بقوة على الخادمة:
_ "هانم"  بت يا "هانم
جاءت" هانم " على الفور وقالت:
_ نعم يا ستي
_روحي شوفي البيت بتاعنا جاهز عشان نمشي ولا لاء
هزت "هانم" برأسها في طاعة ثم ذهبت،  بهذا الوقت تحدثت "كاملة" بعتاب:
_ خليكوا معانا يا خيتي...
ردت عليها بحب:
_ سامحيني يا حبيبتي بس إحنا مجوزين بنتين في العيلة ومبقاش ينفع...

ابتسمت لها لأنها محقة،  فالأصول ترغمها على اتباعها،   شرعت كل منهن في إكمال ما تفعله..

...............................................................

قهقهت بالفعل على حديثه وبقوة ثم قالت:
_ إنت اتجوزتني ليه
غمز لها وقال بهدوء:
_ مش هقولك. دلوقتي يالا قومي اللبسي عشان متأخديش برد...
قامت بالفعل من المياه وخرجت حتى ترتدي ملابسها،  تحدثت بصراخ بعد أن ابتعدت عنه:
_ إنت اتجوزتني عند وأنا مش هستسلم تمام عشان كمان عنيدة
أخرجت من الخزانة عباية ثم ارتدتها ولفت حجابها ولكن أخرجت منه خصلة كبيرة من شعرها  رأها بهذا الوقت "زيدان"  فقال:
_ اعدلي طرحتك لو عاوزة تنزلي
استدارت تنظر له قائلةٍ بدلال:
_ بحبها كدا وبعدين العروسة بتحط مكياج كمان

أشار لها بتحذير:
_ نقطة مكياج مش عاوز شعرك كله يبقى تحت الطرحة تمام...
...................................................................

يتبع
ياترى إيه هيحصل؟؟؟

#كوكب_ميرو
#نجمة_الروايات

أسيرة الأسد Where stories live. Discover now