اللقاء الثالث

126 3 0
                                    

                                                       

بعد مرور ثلاثة أشهر على آخر لقاء لي بمِسك التقيتها في رواق شركة جود وخالد، تفاجأت لرؤيتها هنا، ما الذي جاء بها إلى هنا؟! 

لحقت بها لأسلم عليها فتفاجأت بأنها كانت تسأل أحد الموظفين عن موقع مكتب جود، وذهبت إلى مكتبه، وجلست معه، ولحقتها ودخلت خلفها وسلمت عليها وجلست، ثم سألتها عن سبب قدومها فقالت:
"هل تذكرون أنني سألتكَ سيد جود عن بيع الأسهم؟ أنا قررت، سوف أبيعهم.. لذلك أنا بحاجة لمحامي جيد، جئت للإستشارة"
قال جود:
"اعذريني ولا تفهميني بشكل خاطئ سيدة مِسك، المرة السابقة واليوم أيضًا، أنا أتساءل عن سبب سؤالي أنا بدلًا من سؤال أحد أفراد شركتكم أو العائلة، هذا غريب بالنسبة إلي"
ابتسمت مِسك وقالت له:
"أعرف، تستطيع القول أنني مبتعدة قليلًا عن العائلة هذه الفترة.."
"أخبريني كيف أستطيع أن أساعدك؟"
"أريد أن أبيع الحصص بأسرع وقت ممكن لشقيقي، الحصص الخاصة بي أنا فقط دون حصص زوجي.. لكنني لا أريد أن ألتقي به ولا أن يعرف أنني باسطنبول، أريد أن تسير الأمور وكأنني للآن بالخارج"
تنهد جود وقال:
"ماذا لو لم يقتنع؟"
"لهذا جئت إليكم، يجب أن تقنعوه.."
"أن تتحدثي أنتِ معه سيكون أفضل أليس كذلك؟"
"لا.. لن يكون"
كنت أستمع لحوارهما وأفكر بالسبب الذي يدفعها للبيع، فسألتها وصفنت بي للحظات قبل أن تتحدث، وأخيرًا قالت:
"السبب الذي يدفعني للبيع دون أن أواجه شقيقي هو أنني لا أريد منه أن يسألني هذا السؤال…"

أنزلت رأسي محرجة فشعرت بي وقالت:
"سيد جود، لو أخبرتكم هل سوف تستطيع أن تقنعه؟"
"أنتِ لستي مضطرة لأخبارنا بشيء، سوف أفعل ما بوسعي، بالنهاية أنتِ صديقة مِسك"

قالت مِسك:
"لقد وجدته بعد أن أضعته مرتين، وجدت جود"

لم أستطع أن أمنع نفسي من السؤال عن المكان فأجابت:
"الأصح أنني لم أجده هو، وقد تكون المعلومات التي وصلتني خاطئة، لكنني بحاجة لأمل أتشبث به، وآخر خبر جاء بعد الإنقطاع أنه بسجن في حُمص، المال لإخراج جود من هناك، لا شيء آخر"
كانت جفونها ترتجف، وأنا أيضا، عرفت أخيرًا السبب الذي أبعدها عن الأكسجين الذي تتنفسه. خرج جود من المكتب متفاجئًا وتركنا لوحدنا. أحضرت لها كأس ماء وقلت:
"هل حان موعد إتمام القصة مِسك؟"
"جاء أخيرًا"
"إذن هيا، أسمعكِ"
اخذت نفس وقالت:
"بعد أن أخبرني بأن والدي طلب منه أن يتزوجني طلبت منه أن يأخذني للمستشفى، وهناك كان أبي نائم، أيقظته من النوم وعانقته بشدة، كانت أول مرة في حياتي أُبادر بالعناق، أخذت أبكي كما لم أبكي من قبل واعتذرت وبررت ماقلت وكل ما قاله والدي لي كان لا بأس.. ثم جاء سعد، وأخبره جود أنه أخبرني، فسألني سعد إن كنت موافقة فابتسمت وأخبرته أنني موافقة إن كان موافق. اتجهت إليه واعتذرت منه، فأمسك يدي وقبَّلها وقال أن ما يأتيه من يدي هو لمسةٌ من الجنة.. تساءلت كثيرًا يومها، طوال كل تلك السنوات لماذا لم يتعاملا معي بحنية؟ لماذا الآن عندما كان أبي على وشك الموت بدآ يتعاملان بشكل وديّ؟؟"
"وهل تزوجتما فورًا؟"
"أجل، ذاك كان لقاؤنا السابع، كنت سعيدة جدا ولم يعرف أحد بسعادتي، أنا أحب جود كثيرًا، لكنني بنفس الوقت كنت خائفة من أن أخرج وأعود فأجد والدي قد مات.. لذلك عندما كتبنا الكتاب وسجلنا الزواج بالمحكمة وجاء موعد طائرتنا لشهر العسل كنت أرتجف خوفًا، ليس لأجل خوفي من بقائي مع جود لأول مرة، بل لأنني خائفة من أن يكون هذا آخر لقاء لي مع والدي"
"هل كان جود يحبكِ كما أحببتِه؟"
ابتسمت مِسك وظهرت السعادة عليها وهذا شيء لم أراه بها منذ التقيتها أول مرة. 

عاشق ومعشوق Where stories live. Discover now