إلى اسطنبول

272 9 3
                                    

وفي أورفا عند أذان المغرب استيقظت جمانة وحاولت الجلوس في مكانها لكن لم تستطع تحريك ظهرها وبسبب الألم الذي أصابها أنَّت. سمعتها آية التي كانت تقف عند النافذة، التفتت إليها مبتسمةً وقالت:

"هل تشعرين بتحسن؟ "

تغيرت ملامح جمانة وخافت، فقالت آية:

"لا تخافي عزيزتي أنا آية، صديقة مِسك، جئت مع شقيقها خالد من اسطنبول لاستقبالكم"

حركت رأسها بصمت. اخرجت آية حبة دواء وكأس ماء وشربت جمانة. 

"هذا الدواء يجب أن تنتظمي عليه لشهر. أخبريني هل تشعرين بتحسن"

"أجل، أشكرك"

"لا شكر على واجب جمانة"

كانت جمانة مترددة، و خائفة، والقلق والألم سيقتلانها. قالت :

"هل أستطيع أن أسألكِ عن شيء؟ "

جلست آية بجانبها على السرير وقالت:

"بالتأكيد، تفضلي"

"اممم.. طفلي.. هل حدث له شيء؟ "

تفاجأت آية من السؤال، لم تتوقع أن تكون هي المسؤولة عن ايصال الاجابة لجمانة.. اختفت الابتسامة عن وجهها، قالت:

"بالحقيقة، عندما وصلتي كانت حالتكِ سيئة جدا، وقد نزفتي أيضا، الجنين كان عمره عشرة أسابيع لذلك مع الأسف لم يحتمل البقاء"

اغرورقت عيناها بالدموع، ولم تستطع ألا تجلس رغم الألم. صارت تبكي وآية تحاول تهدئتها. 

"يا جمانة أرجوكِ، صحتكِ ليست بخير، يا عزيزتي اهدئي""

"كيف؟!! كيف استطعت أن أفعل هذا؟!!!"

أرادت آية أن تقترب منها لكنها وقفت وصرخت:

"ابتعدي عني! لا تقتربي !! لا أريد..! "

صوتها العالي جعل خالد الذي كان يشرب الشاي بالصالة يطرق الباب ويسأل إن كان كل شيء بخير، اقتربت آية من الباب لتجيبه فصرخت جمانة :

"لا تفتحي له! لا تفتحي الباب! "

"جمانة يا حبيبتي لن افتح، سأخبره أن يذهب فحسب، اهدئي ارجوكِ! "

اقتربت آية من الباب وقالت:

"خالد لا… "

"كاذبة! قلت لكِ لا تفتحي! لا تدعيه يأخذني! أخرجي من هنا! "

لم تستطع آية أن تقول أي حرف، الصدمة أكلت لسانها. وقعت جمانة على الأرض وهي تبكي بهستيرية، فتحت آية الباب لتنادي مروة أو مِسك، أو أي أحد تعرفه جمانة ليهدئها، لكنها لم تكد تفتح الباب إلا وظهر خالد الذي كان بقف أمامه، لم ترى جمانة منه سوى ظله لكن جسدها بدأ يرتجف وصرخت، ابتعد خالد وخلفه آية،واغلقوا الباب، لم يبقى سوى جمانة بالغرفة. صمتت وسكن صوتها، وأخذت تنظر حولها، بدأت تراهم، العساكر واحد واحد، تسمعهم يقولون (٥٧٠ إلى غرفة التحقيق) غطت أذنيها حتى لا تسمع لكن الصوت يعلو ويعلو فركضت وفتحت باب الغرفه وخرجت منها وهي تصرخ:

عاشق ومعشوق Where stories live. Discover now