قبل النهاية بقليل

317 8 1
                                    

في بيت مِسك، بطلتنا التي غابت، بالحقيقة كانت لوحدها.. بعد وفاة والد جمانة بعدة ايام سافر جود في رحلة عمل، عرض عليها أن تذهب معه لكنها رفضت.. قالت له أن هذه ستكون مدة ليفكر ويرتب أموره، وليقضي كُلًّا منهما وقتًا لوحده. كان أمر صعب على الاثنين لكنها أوصلته بالسيارة إلى المطار وانتظرت معه بصمت حتى حان موعد طيارته. ثم ركبت سيارتها عائدة للعمل.

سفرة جود ستكون طويلة وقد يحتاج أكثر من شهر، ألح عليها بأن ترافقه لكن الرفض كان جوابها. وطوال الطريق بالجو وجود يفكر، إلى متى ستبقى مِسك هكذا؟ هل هو حقا يستحق كل هذا الجزاء على ما فعل؟ هو اعتذر مليون مرة وأمه كذلك لكن مِسك لم تقبل.. لم يكن يتوقع منها كل ردة الفعل هذه. أخذ يتذكر آخر مرة اقترب منها، كان قد مضى أشهر على ذلك، هي بدأت تبعده منذ ذلك اليوم الذي كانت ستخبره به عن حملها. بدأت تترد على باله جميع اللحظات والمشاكل وكل شيء.. لكنه حاول أن يتوقف عن التفكير فأغمض عينيه وغفى.

………

بعد مضي شهرين على وفاة والد جمانة وثلاثة أسابع على سفر جود كانت الفتيات الاربعة؛ مِسك وجمانة ومروة وآية مجتمعات معا في مقهى الشركة ريثما ينتهي خالد وعامر من العمل حتى يعودوا معا إلى البيت.

قالت مروة:

"كيف حال دراستكِ آية؟"

"بخير، تبقى لي فصلين فقط"

"بالتوفيق عزيزتي. ماذا عنكِ مِسك؟ كيف العمل؟"

".."

"مِسك هل تسمعينني؟"

قالت جمانة:

"هي هكذا منذ سفره، اتركيها بهمها"

"كيف اتركها؟؟ مِسك انظري إلي!"

التفتت مِسك إليها وقالت:

"أشعر أنني دمرته مروة.. آية ماذا علي أن أفعل؟!"

بدأت مِسك بالبكاء. قالت آية:

"لماذا تركتيه يسافر لوحده؟ ألح عليكِ بالذهاب معه كثيرا!"

"لأنني غبية! ومن حظي السعيد كلما اتصل بي اكون بالدرس فلا استطيعان اجيب وعند ما اتصل به لا يرد ويرسل رسالة قبل النوم يعتذر بها لأنه شغول!"

قالت مروة:

"إنه يعطيكِ مساحة التفكير التي طلبتيها"

قالت جمانة:

"هل تريدين نصيحة العمر؟"

"ارجوكِ"

"خذي اجازة واحجزي الى اورفا اليوم وفاجئيه بالفندق "

قالت مروة:

"فعلا.. جمانة معها حق. جود ذهب بعمل ولا نعلم متى يمكن ان يعود"

كادت مِسك أن تجيب لكن جاء موظف الاستقبال وقال:

"سيدة مِسك.. اعتذر على مقاطعتكم، لكن هناك شاب وفتاة وطفل صغير يسالون عن السيد جود، اخبرتهم عدة مرات أنه مسافر لكنهم اصروا على مقابلة أي أحد يخصه"

عاشق ومعشوق Where stories live. Discover now