مُشتَاقُ... (النهاية)

415 12 6
                                    

خرج محمد، ثم عامر ومروة، ثم آية، ثم أحمد، ثم مِسك و جود، ثم ذهبت رنا للنوم في غرفتها مع شقيقها الصغير وسيم، وجواد ذهب لغرفته ليبدأ بالإطلاع على العمل. بقي خالد وجمانة، في برندة المنزل كانت جمانة تجلس على الأرجوحة وخالد مستلقٍ على ساقيها.

"جمانة؟"

"ماذا حبيبي؟"

"هل يمكننا المضي قدمًا بعد كل ما حدث؟"

"..."

"ما حدث جعلني أشعر وكأننا مسحوبين بتنويم مغناطيسي، وهناك صوت بداخلي يؤرقني كلما أردت أن أنفرد مع الحزن، شيء يقول لي ألا أنغمس بهذا الحزن.. جمانة، ماذا علينا أن نفعل؟"

ابتسمت وهي تمسح بيديها على شعره وتقول:

"نحن لا يمكننا الإمساك بشظايا المستقبل خالد، فقط تخلى عن الحزن وارميه من حياتك، لا أحد منا يستطيع التنبؤ بما قد يصيبنا بسبب هذا الحزن"

"لكن التخلص منه أمر ليس بهذه السهولة وأنتِ تعرفين"

"امم، أجل أعرف. لكن أذرع العالم الجديد احتضنتني عند إيجادِكَ لي، أنا تخلصت من كل شيء عن طريق وجودك بجانبي وقت حاجتي لك، لذلك سأكون هنا من أجلك حتى تتخلص مما يؤرقك"

ضحك فأكملت:

"أنت كنت كمن يقول لي أنتِ جزء مني، تمكنت من أن تكون في كل مكان من أجلي، صنعت لي عالم جديد فيه كل شيء، وفتحت لي أبواب الحياة وقلت ادخلي، وأنا سأفعل لك المِثل"

اتسعت ابتسامته وجلس واحتضنها بقوة وهو يقول:

"لست جيد بالحديث لأُصيغ لكِ شعرًا الآن. لكن هل تعرفين ما قاله نزار قباني؟"

"قال الكثير؛ أيُّهم؟"

"يا رب قلبي لم يعد كافيًا؛ لأن من أحبها تعادل الدنيا، فضع بصدري واحدًا غيرَه، يكون في مساحة الدنيا"

………………..

على متن الطائرة المحلقة من مطار اسطنبول والمتجهة إلى مدينة اورفا، كان مِسك وجود جالسان، مِسك لم تخرج من صدمتها بعد من وفاة والدتها وعائلتها، صحيحٌ أنها لم تلتقي بهم سوى ساعات قليلة، لكن تلك الساعات كان لها أثر كبير جدا على مِسك.

قال جود مقاطعًا صمتها:

"حبيبتي"

التفتت إليه ليُكمل..

"ماذا بكِ؟ ما الذي يشغل بالكِ؟"

"لا أعرف، فقط شاردة"

ابتسم وأكمل:

"اشتقت إليكِ كثيرًا"

"لكن أنا شبه ملتصقة بك منذ عودتك من أورفا جود، ما سبب هذا الشوق الغريب؟"

اقترب منها مبتسمًا وأردف:

"مشتاق لكل تفاصيلكِ مِسك، مشتاق لمعرفة تفاصيل يومكِ كلها، مشتاق لِأن تخبريني بما يجعلكِ سعيدة، مشتاق لمراسلتكِ لي على الهاتف عندما أكون بالعمل.. مشتاق لوجهكِ كثيرًا مع أنه لا يفارقني، أريد أن أجمع كل الصور التي تخصُّكِ وأن أضعها على وسادتي عزيزتي. مشتاق لجلساتنا معًا؛ حيث كنتِ تخبريني عن نفسكِ وكنتُ أطالبكِ بشرح أدق التفاصيل لأنني كنتُ ولا أزال فضولي بشأنكِ مِسك.."

عاشق ومعشوق Donde viven las historias. Descúbrelo ahora