البارت التاسع عشر

Start from the beginning
                                    

نزل فواز على الدرج ليجد العائلة متجمعة على مائدة الافطار ، ألقى التحية ثم تراس المائدة و لم يضع أي شيء في فمه
ليقول جاسم : أبي ما بك ؟ ألن تتناول فطورك !
رفع عيناه باحثا عن حمزة لكنه لم يجده ليقول : أين حمزة ؟
رفعت ليزا رأسه و قالت بخجل : لا يزال نائما جدي ، لقد نام بوقت متاخر
ليهمس فواز : كما كان متوقع ، غبي
جاسم : عفوا ابي !
نظر فواز لحفيدته ياسمين و قال : ياسمين حضري نفسك ، بعد الفطور سنتجه للعاصمة لنقوم بتسجيل بالجامعة التي تريدينها
جاسم : ابي نحن تحدثنا بهذا الموضوع ، ياسمين لن تذهب بمفردها ، ما أدراني أنا ما الذي ستواجهه في تلك المدينة الكبيرة بمفردها اي اشخاص و اي مواقف صحيح اثق بإبنتي لكن
قاطعه صوت حمزة الذي كان ينزل من الدرج : اوافقك تماما ابي ، ما ادارنا من الذي يحدث معها أو ما الذي ستواجهه حتى أننا لم نعد نثق ببناتنا
نظر فواز له بغضب و قال صارخا : أسكت ، لا تنطق حرفا أخرا ...
حمزة : و لماذا جدي ؟ هاه هل الحقيقة توجع لهذا الدرجة ، جنات
فواز و هو يقف امامه : توقف حمزة ، توقف
قال حمزة بينما دمعة تفر من عينه : لا جدي ، جنات تركتني ، تركتني و هربت مع ذلك الرجل و تزوجت به دون إرادتنا
ما أن أكمل جملته حتى تعالت شهقاتهم مستغربين و قال جاسم : كيف ؟ كيف علمت يا حمزة !
حمزة : ليس هذا المهم ، المهم أنه من هذه اللحظة لا وجود لجنات في حياتنا أبدا
وقفت والدته و تمسكت به تهدئه : بني ، اهدا تذكر جنات مريضة و بحاجتنا
قال حمزة و هو يصعد لغرفته من جديد : هي بحاجة لزوجها الأن ، ليس لنا
ظهرت إبتسامة صغيرة على وجه ليزا قبل أن تركض لاحقة بحمزة
جاسم : ابي ، هل لك أن تشرح لي أنت الوضع ؟
فواز و هو يتمالك نفسه : لاحقا بني لاحقا ، ياسمين هيا جهزي نفسك
جاسم : ابي بشان هذا الموضوع
قاطعه : جاسم ، ياسمين لن تبقى بمفردها سابقى معها في بيتنا القديم هناك
جاسم : ماذا ؟ هل ستترك بيتك !
جلس فواز متعبا ثم قال : هيا ياسمين هيا ابنتي
و قال متمتما : لن أترك حفيدتي وحيدة أبدا

جلست ليزا بجواره و أنزلت يداه التي يضعها على رأسه و امسكتهما بحنان قائلة : حبيبي ، اهدا قليلا
لم يرد حمزة عليها و أخذ يهز رجله بعصبية و وجهه يكاد ينفجر من الغضب لتكمل : حمزة ، لا تنزعج بسبب تلك ال **** و تفسد يوم رجوعنا سويا بذكراها
ابتعد عنها قائلا : اخرج من هنا ليزا ، لا أريد رؤيتك امامي و لا أريد أن أسمعك مرة أخرى تهنين جنات سيكون عقابك عسير
نظرت له ليزا بغضب ثم خرجت من الغرفة

- أخيرا
قالها نغم و هي ترتمي على الأريكة بعد مشوار طويل مع جنات بين المراكز التجارية لإقتناء ملابس جديدة لها
قالت جنات بهدوء : اتاسف لكما ، انت نغم و خالتي صفية اتعبتكما معي
نهضت نغم من مكانها و جلست بجوارها و أخذتها في حضنها قائلة : ما الذي تقولينه جنات ، لا اصبحت من عائلتنا هل يليق ان تتأسف لنا في هذه الحالة لقد أصبحت بمثابة اخت لي
إبتسمت لها جنات و بدلتها الحضن بينما ظلت صفية تنظر لهما و هي تحاول تصنع الجدية لكنها فشلت أخيرا و إبتسمت أمام ذلك المشهد
نغم : لكن زوجة اخي لديك ذوق رائع ، ليكن في علمك لن أتخلى عنك في أي تسوق من اليوم فصاعدا
إبتسمت لها جنات و ظلت ملتزمة الصمت لتقول نغم : ااااه جنات كم انت مملة ، أمي هيا أخبريني كم كلمة قالت اليوم ؟ صباح الخير و بخير و جيد و ماذا أيضا ...
صفية و هي تضحك : توقف نغم ، ستخجل الان كما أنها لم تتعود علينا بعد اليس كذلك جنات ؟
لتومأ لها جنات بصمت
لتلتفت لها نغم و هي تحمل إحدى الأكياس : المهم أن تعتادي على اخي
اخرجت نغم إحدى فساتين النوم و قالت : و تتغنجي له و انت ترتدين هذه إنظري ذوقي رائع أليس كذلك ؟
و قالت لها و هي تغمز لها : سيعجب اخي بالتأكيد
احمر وجه جنات من كلامها لتنهرها صفية : نغم ، ما قلة الأدب هذه !
ليدخل ادهم في تلك اللحظات فتشهق جنات بخجل و تاخذ القميص من يد نغم مسرعة و تضعه بالكيس من جديد ، لكنه لم يغب عن نظر ادهم الذي حمحم و هو يجلس بجوار امه
ادهم : هل مر تسوقكما بشكل جيد ؟
صفية : نعم بني ، مر بشكل جيد
ادهم و ينظر لجنات : هل اقتنيت حاجياتك جنات ؟
جنات : نعم
إبتسم ادهم بمكر ثم قال : اريني ما الذي أشتريته جنات ، كأنني رأيت شيئا احمر
تبادلت صفية و نغم الضحكات بخفوت و نظرتا لجنات التي كاد أن ينفجر وجهها من الإحمرار ثم نهضت مسرعة من مكانها متجهة للغرفة ...
لتلحقها نغم و هي تحمل الأكياس ...
نغم : جنات
- نغم !!
- جنات ، لقد حدث شيء البارحة بصراحة لم أكن ساخبرك بالوضع لكن
- ما الذي حدث نغم ؟ حقا اخفتني !
- جنات ، لقد أتصلت بحمزة
توترت جنات و قالت مسرعة : حمزة ، لماذا ما الذي قاله ؟ هل غضب مني ما الذي قاله رجاءا أخبريني ؟
- لقد ، لقد اخبرته انك تزوجتي ادهم
فقدت جنات توازنها و إرتمت على السرير بقلة حيلة لتجلس نغم بجوارها و هي تقول : صدقيني لقد إتصلت به للإطمئنان على حالته ، انت تعلمين لقد ضربته ! و كان من الواجب معرفة حالته أليس كذلك ؟
لم تستطيع جنات تفسير حديث نغم بعد أن معرفته أن حمزة علم بالامر تجمعت الدموع في عيناها و لم تستطيع الرد عليها
نظرت لها نغم بحزن ثم اتجهت خارج الغرفة لتصطدم بأدهم الذي كان يقف عند الباب
و ما أن خرجت نغم حتى دخل أدهم عندها لترفع له رأسها فيلاحظ تلك الدموع التي خطت طريقا على خده ...
ليشعر بالغضب يجتاحه بشدة ليقول : ألهذه الدرجة ؟
نهضت جنات من مكانها و قالت له : هل تظن ان 30 سنة ستنتهي بين ليلة و ضحاها يا أدهم ، حمزة كان الرجل الوحيد في حياتي بين فقداني لعائلتي في سن صغير و تواجدي في بيت عمي كالغريبة بينهم لم اجد إلا حمزة بجواري ، نعم أنت زوجي الأن لكن
رفع ادهم أصبعه امامها مهددا لتلتزم الصمت فيقول : حمزة لم يعد موجود بحياتك في تلك اللحظة التي وقعت أمام إمضائي في تلك اللحظة التي اقترن إسمك بلقبي ، ذلك الشخص لن يمر في خيالك حتى طوال هذه الفترة
مسحت الدموع من عيناه مسرعة و قالت له : أي فترة ؟
- حتى تستطعين أن تصبحي جنات التي تريدينها في تلك اللحظة لن يبقى أي رابط يجمعنا
إنتفضت جنات عند قوله تلك الجملة و ما أن حاولت الرد حتى دخل الحمام ...

رأيكم يهمني !

رواية و ما كنت الا  شفاء لروحيWhere stories live. Discover now