البارت العاشر

382 13 10
                                    

رمت جسدها على السرير ، لتنطلق بعدها شهقاتها العالية
لحقتها الحاجة خديجة بعد معرفتها بالموضوع و اقتربت منها تربت على كتفها
- جنات ، عزيزتي لماذا تبكين الان ؟ ألم تريديين أن يتم هذا الامر ؟
نهضت من مكانها و اخذت تمسح دموعها مسرعة : لكن ليس بهذه الطريقة ، أنا لا اقبل أن اكون زوجة ثانية
- عزيزتي
- أرجوك خالتي لا اريد ان تضغطي علي
لتخرج خديجة من الغرفة
...
" لن اكون سهلة يا حمزة "

جلس على الكرسي مقابلهما بعد أن اجلس طفلته الصغيرة
- ماذا تريد أن تأكل الأميرة ؟
قالت عبير مسرعة : بما أننا بالاسكندرية نريد أكل السمك
امتعض أدهم من تدخلها ثم لبى رغبتها
و ما أن اعطى الطلب للنادل و ذهب لاحضاره حتى مدت يدها و تمسك بيده
ثم نظرت لعيناه قائلة : ألم تشتاق لجلساتنا هذه يا حبيبي ؟
ابعد ادهم يده مسرعا و قال : عبير ، تذكري دائما أني طليقك و هذه الأفعال لا تصح !
امسكت به مرة اخرى قائلة : بيدنا ان نعيد كل شيء لحالته الطبيعية صدقني أدهم لقد تغيرت كثيرا
و من ثم التفتت لجنة قائلة : أليس كذلك عزيزتي ؟
لتاومأ ابنته
نهضت ادهم من كرسيه بغضب و اقترب من اذنها قائلا : كفي عن استغلال الصغيرة ، و إلا ادهم المتفهم لن يدم كثيرا معک
ابتلعت عبير ريقها خائفة منه ثم أومأت له

...
في صباح اليوم التالي
جلست على الأرجوحة المعلقة بشجرة في الحديقة الخلفية للفيلا
شردت بعيدا تفكر في الاحداث الاخيرة التي حدثث في حياتها ...
لم تكن تتوقع ابدا أن حمزة سيطلب يدها للزواج بعد أقل من شهر من زواجه بليزا
" يا الله أعن قلبي ليختار القرار الصواب "
اغمضت عيناها تحاول الاسترخاء من ذكرى تلك اللحظات العصيبة
لكنها فتحت عيناها بفزع و هي تشعر بانفاس تلفح وجهها و عطر رجولي قوي يداعب انفها
- حمزة
نهضت من الارجوحة مسرعة و ابتعدت عنه قائلة : ما الذي تفعله يا حمزة ، هل اصبت بالجنون
اقترب منها حمزة مرة اخرى : انت من ستصيبيني بالجنون يا فتاة
لمعت الدموع في عيناه لكنه تمالك نفسه قائلا : ألم ارى تلك النظرات بعيناک عندما أخبرت العائلة بزواجي من ليزا ؟ أتظني انني لا أعلم بمقدار حبگ لي يا فتاة
ارتعدت اوصالها على إثر كلماته و قرب منها و لم تستطيع الرد عليه
ليكمل : تزوجيني يا فتاة
- لا ، أنا لن اكون زوجة ثانية يا حمزة
استطرد : أنت تحبيني و أنا كذلك
قالت بصدمة : انت ماذا ؟
- أحبك ، ألا تعلمين بذلك يا جنات أنت الفتاة التي ما ان فتحت عيناي حتى رايتها ، تلك الفتاة التي قدمت لي كل شيء بين يداي
نزلت الدموع من عيناها قائلة : هل اكتشفت هذا الحب الأن يا حمزة ؟ كم كان ذلك متأخرا ، و مؤلم لي ، نعم انا أعترف أحبك لكن كرامتي لا تسمح لي بهذا انا لن اقبل أن اتقاسمك مع أخرى سواء كل شيء او لا شيء يا حمزة
امسك يداها قائلا : حتى لو قلت لك ان زواجي من ليزا كان لأسباب خاصة
ابعدت يداها قائلة: اترك يدي حمزة ، عيب لا يصح هذا
- لا تتقمص دور الشيخ الأن ، و اهتمي بموضوعنا الاساسي
- هل لأنني لدي من الحياء ما يجعلني لا استطيع امساك يدك اصبح معقدة ! حقا كم تغيرت يا حمزة
لتبتعد عنه عائدة البيت

ليقول حمزة بهمس " لم يعد لدي حل اخر يا جنات "

...
دلفت غرفتها مسرعة ، لتشعر بالصداع الحاد و الدوار في آن واحد
فجلست على اقرب كرسي بغرفتها ...
تمالكت نفسها ثم اخرجت علبة الدواء من الدرج و تتناول قرص منه ...
لتاخذها مخيلتها بدون سابق انذار لذلك الطبيب الذي عالجها بتلك الليلة ...
ابتسمت بضعف و هي تتذكر المتحدثين الوحيدتين التي تمت بينهما لكنها تركت اثرا كبيرا على روحها ...
خاصة و هي تتذكر تلك النظرات التي رمقها بهذا ذلك الطبيب " أدهم "
لتقول بهمس : و هل يتذكرني يا ترى ؟
لتسخر من جملتهل قائلة : بالله طبيب كل يوم يرى 100 حالة ، هل يتذكرك انت لماذا يا غبية ؟

...
دخل حمزة لغرفة جده في أخر طابق من الفيلا فوجده يقرا بمصحفه ...
و ما أن انتبه له حتى قال : صدق الله العظيم
- تقبل الله يا جدي
- منا و منكم بني جميع الاعمال الصالحة
التزم حمزة الصمت ليقترب منه الجد قائلا : لا تؤخذني بني ، ابنة عمك عنيدة للغاية ، رغم حبها لك إلا انها تملك كبرياء
ليبتسم قائلا : تذكرني بجدتك رحمها الله ، اه كم اتعبتني حتى حصلت عليها
ابتسم حمزة له على ذكرى جدته
ثم عبس متذكرا وضع جنات ليقول معترفا: جدي ، جنات لطالما كانت حبيبة قلبي أنا اعترف لكن عندما سافرت
قاطعه الجد : رأيت عالما اخرا ، اصبحت تلك الفتاة التي تشكلها كالصلصال بين يداك لا تفي بالغرض رغم انك انت من كونت تلك الفتاة
اوما حمزة موافقا ثم قال : لكنها كانت دائما بقلبي نعم أخطأت ، تعرفت على فتيات كثيرة حتى أني
عض على شفتاه ثم قال : عاشرت الكثير
جحظت عينا الجد بهلع ثم قال : ماذا تقول يا حمزة ؟ اهكذا ربيتك أنا و ابوك ، اش لا تضيف كلمة حفيدي لن تكون لك أبدا ليتك لم تخبرني
حمزة : جدي دعني أكمل ارجوك !
ابتعد عنه الجد لكنه اكمل مسترسلا : لقد اغويت ، انا كسائر الرجال لا يمكنني السيطرة
اغمض عيناه بندم ثم قال : حتى تورط مع ليزا ، أنها حامل
- ماذا ، هل هذا هو سبب زواجكما ؟
- نعم ، أنا أحب امراة واحدة في هذه الدنيا و هي " جنات "
ليكمل : و لا اريد ان نفقدها يا جدي
- نفقدها ؟
اطلق زفيرا حرا ثم قال : جدي ، جنات مريضة ، مصابة بسرطان الدم

شهقت ليزا التي كانت تتسمع خارجا بفزع ثم وضعت يدها على فمها على لا ينتبه حمزة على وجودها ، تمالكت نفسها و اكملت استراق السمع

...
- ماذا تقول يا بني ؟ حفيدتي أنا زهرة البيت ، امانة ابني مريضة بذلك المرض الخبيث ؟ كيف عرفت هيا اخبرني ماذا تنتظر ؟
اقترب منه حمزة و ارتمى عند قدماها قائلا : لا ازال لا اصدق للأن يا جدي ! تلك التحاليل التي قامت بها ليلة اغمائها تبين ذلك ، أنا لا اصدق انه ممكن أن نفقدها يا جدي
تساقطت الدموع من كلاهما بدون هوادة ثم احتضنا بعضهما كانهما يعطيان القوة كل واحدا منهما للاخر
ابتعد عنه حمزة قائلا : لهذا طلبت يدها يا جدي أريد ان اسافر بها لكندا حتى تتلقى افضل علاج و تعود لنا و نعيش معا بعدها ، لن اتخلى عنها أبدا
اغمض الجد عيناه بعجو ثم قال لحفيده : " سيكون لك ذلك يا بني ، جنات ستكون زوجتك "

ارائكم يا قمرات

رواية و ما كنت الا  شفاء لروحيWhere stories live. Discover now