البارت التاسع عشر

260 8 2
                                    

رمى حمزة الهاتف من يده و هو يلقي السباب بدون توقف ، دار حول نفسه بقلة حيلة و هو يضع يداه فوق رأسه ...
ثم أنطلق خارجا من غرفته نحو غرفة جده الذي وحده نائما لكنه ظل يردد إسمه و هو يجوب الغرفة بتوتر كبير ...
نهض فواز من نومه و هو ينظر لحفيده قائلا : ما بك حمزة بني ؟
جلس أمامه : جنات تزوجت يا جدي ، تزوجت بذلك ال ****
- ماذا ؟
حمزة : مثلما أقول لك جدي ، جنات خانتني تركتني يوم الخطوبة و هربت و لما تكتفي بهذا بل تزوجت بذلك الطبيب
سكت قليلا ثم قال : لست متاكدا الان أنها تركتني بسبب مرضها ! لابد أنها كانت على علاقة
لم يكمل حمزة جملته حتى صفعه فواز بعنف و قال : حمزة ألزم حدودك !
- هل انا من ألزم حدودي يا جدي ! كنت أقول أنها تربت بيننا في احضانك و امام اعينني الفتاة التي لا ترى رجلا غيري ماذا فعلت ؟ هربت من ليلة خطوبتها لترتمي باحضان رجل اخر ، حقا أنا لا أصدق !
فواز : أقفل فمك ، لن أسمح ان تتحدث عن حفيدي بهذه الطريقة ، بؤبؤة عيني و امانة بني من هذه اللحظة جنات ليست في حساباتك ستنسها تنسى خطوبتكما اللعينة التي أندم على إبداء موافقتي عليها ، ستنسى كل لحظة عاشتها جنات هنا ، شكلها و حتى إسمها
- هل انت تقف في طرف ذلك الرجل يا جدي ؟ قال حمزة بدون وعي
- انا اقف بجانب حفيدتي فقط ... الان أخرج من غرفتي
ظل حمزة ينظر له بقهر ليصرخ به جده : هيا أذهب من امامي

ليخرج حمزة من الغرفة بغضب و هو يكاد لا يرى امامه ، ليجد في طريقه ليزا التي ركضت له ما ان راته بتلك الحالة
ليزا و هي ترفع رأسه : ما بك حمزة ؟ حبيبي اخبرني !
رفع حمزة رأسه له و نظر لها بشرود ، امسكت ليزا بوجهه و قالت : حمزة ، ماذا حدث لك ؟
لم يتركها تكمل جملتها قبل أن يهجم على شفتاها بقبلة جامحة بدالته إياها فورا
ليبتعد حمزة فجأة و يجرها ورائه لغرفته مسرعا و يغلق الباب بقوة ...

دخلت جنات للغرفة بتوتر ، ليتبعها ادهم التي دخل الحمام فورا ...
أطلقت جنات نفسا حارا و هي تجلس على السرير و قالت : يا الله ، ماذا سأفعل !
ما هي إلا لحظات حتى خرج أدهم مرتديا إحدى بيجاماته الخفيفة مستعدا للنوم
توترت جنات أكثر , و نهضت من السرير سريعا فور أن تحرك أدهم بالغرفة لكنه إتجه نحو الخزانة و اخرج بطانية و وسادة و إستلقى على الأريكة المقابلة لها
رفعت جنات رأسها له ببطء لتصطدم عيناها بعيناه التي تتفحص توترها
لينهض جالسا على الاريكة قائلا : جنات ، انا أعرف جيدا انك لست بحالة تسمح لك بالتعامل كزوج بطريقة عادية
تجمعت الدموع في عيناها و قالت : مرضي
قاطعها : جنات ، أنا اقصد الحالة النفسية التي تعيشينها هل تظنيني رجلا يغتنم الفرص و يركض للسرير مع إمرأة ما زالت لا تتقبله لن أقل لا تحبه
رفعت عيناها له بخجل و قالت : ادهم انت إنسان نبيل
إبتسم لها قائلا : و أنت مثل الورقة البيضاء ، لن أخط فيها حروفي قبل أن تصبح بين طيات كتابي
أنزلت عيناه بخجل ثم إتكات على الوسادة و قالت له : ليلة سعيدة
- بك !
إبتسمت و هي تدفن وجهها بالوسادة حتى لا يراها أدهم الذي ظل ينظر لها طوال تلك الليلة السعيدة ...

رواية و ما كنت الا  شفاء لروحيWhere stories live. Discover now