البارت الثامن

396 21 6
                                    

كم ساعة مرت و هو على هذه الحالة ...

يجلس على كرسي مقابل البحر و غارق في افكاره ...

غارقا فيها ...

جنات 

اليست هي نفسها تلك الفتاة التي ما ان سافرت و اشتد عودك حتى تكبرت عليها ...

لم تعد تراها كزوجة لك ...

اليست نفسها التي تركتها تحلم بيوم رجوعك و اليوم الذي تزف فيها لك ...

لماذا تحزن الان يا حمزة

لقد قتلتها ...

انت بالاصل قتلت فتاتك قهرا ...

همس بهدوء كانه يجيب نفسه  " لكنني احببتها "

انفجر بالبكاء ما ان همس بتلك الكلمة ...

حتى ان صوته بدا يعلو اكثر و شهقاته تزداد ...

ثم صرخ " لا "

- لن اسمح بذلك , لا يزال الكثير لنعيشه يا غزال

قبل 25 سنة

دخلت فتاة بعمر الخامسة تتمسك بيد والده الحاج جاسم من جهة و من جهة اخرى تحمل دميتها القماشية

اتجه جاسم بها الى الصالون اين تلتف جميع افراد العائلة و اجلس جنات بينهم

" من هذه اللحظة ابن اخي المرحوم جنات ستصبح فردا من عائلتنا يا خديجة هي ابنتك كحمزة بالضبط و كالجوهرتين القادمتين في الطريق "

اكمل جملته و هو يقبل بطنها المنتفخة

اقترب حمزة من ابنة عمه و قال لها " ستعيشين معنا منذ اليوم اذا "

" نعم لقد قفدت عائلتي و لم تبقى لي الا هذه الدمية "

" لكن هذه مجرد لعبة ليست فرد من عائلتك "

" لا انها ابنتي "

ضحك حمزة " انت صغيرة جدا , لقد قالت لي والدتي انه الاطفال دائما لديهما اب و ام و انت كيف اتيت بدميتك اذا "

" اذا انت ستكون والد طفلتي اتعلم اسمها جوهرة "

" ساكون اذا يا ذات اعين الغزال "

فتح عيناه و الذكرى لا تزال تنخر في راسه و كل مشهد في حياته يتضارب في عقله

هو لن يتركها لن تضيع من بين يداه

لا ابدا

رواية و ما كنت الا  شفاء لروحيWhere stories live. Discover now