Chapter 1

14.4K 677 147
                                    

لو استيقظت يوما ما ..
على ذكرى تناديك ...
تصيح بك أنك بيدق شطرنج صغير
في موضع الخسارة المؤكدة،
كلما حركت بيدقا كلما مشى بأفكاره متجاهلا اياك ليلقى حدفه في نهاية المطاف! ،
انت لا تملك السيطرة ولا تملك البيادق حتى!
ماذا ستفعل ؟
تنتظر دورك أن يتقدم الوزير او غيره ويقضي عليك؟
تدافع عن الملك الفاشل الذي اوصلك لهذه النقطة لتربح اللعبة وتنجو ؟
هل سترتاح ارواح البيادق الراحلة؟
هل ستتقدم بجنديك الصغير نحو طرف الخصم لتحوله وزيرا؟
لكن لما هذا التعقيد؟!
إن كان ملكك وخصمه سيئان على وجه واحد والارض فارغة ومتاحة لكما فقط فلم ستحاول اللعب حتى؟
قم بقلب الرقعة رأسا على عقب وطالب بلعبة جديدة انت تحمل فيها ارواح بيادقك!
انت ملكها!
انت ملك ذاتك
مدافعا عنها
وعن كرامتها
وعن البيادق الضعيفة الخائفة خلفها!
إن لم يتح لك القانون ان تتحرك بعدالتك فاصنع قانونا جديدا!
إن لم تدافع عن ذاتك فلا تملك حق انتظار الآخرين ان يدافعوا عنها عوضا عنك،
وإن لم تدافع عن الآخرين فلا تنتظر من ان لا تتحطم محاولة ايقاف التيار بحجر واحد،
وهذا ما فعلته لسنوات ...
متمسكا بيدك الناعمة ...
وسيفك الحاد الذي لم يقطع عنق اي بشر ..
بمسارك الذي رسمته بوضوح ...
لأجلك ولأجل الجميع ..
كيف لروحك الضائعة أن تغير تاريخا برمته؟ ..
كيف لفضولك الطفولي أن يكشف اسرار هذا العالم بأسره؟ ...
كيف لبشر ان يكون مثلك؟ ...
كيف لك ان تأسريني بروحك فقط؟ ....
بطلة هذا العالم التي انتظرتها لسنوات!
لك الرقعة
ولك البيادق
ولك انا الذي سيمسك بيدك الصغيرة الحاملة لكل بيدق ،
اعيدي كتابة الرواية،
فحتى الاوراق والقلم والممحات احسدهم لوقوعهم بين يديك،
اعيدي كتابة
التاريخ
...

******

وقفت تلك الجميلة ذات الشعر العسلي الحريري والملابس الفاخرة متكئة على شجرة تحتسي كأسا من القهوة بهدوء وهي تشاهد اخاها بالتبني يعذب من قبل الخدم بصمت وتقبل للواقع بدون ان ينطق بنبس طلب للنجدة،
بالتأكيد لانه يعلم ان لااحد سينقذه لاسيما ان اباه في التبني هو من امر ان يعاقب اذا اخطأ مهما كان الخطأ وحتى لو بدا الامر مبالغا به جدا. ذلك الجمال الذي يراقب باستمتاع من بعيد كان مليئا بالشر والدناسة، لعلم الخدم الذين لم يستطيعوا تحمل المنظر كيف لشخص ان يولد بدون قلب ..
استدارت تلك الجميلة واتجهت نحو غرفتها لتقضي ما تبقى من يومها الجميل بدون التفات لكنها وبدون توقع تدفعها بعض الرياح المولدة سحريا لتسقطها من درج مرتفع نحو الاسفل،
بينما كانت تفكر من قد يجرأ على القيام بمحاولة القتل الواضحة هذه في وضح النهار ويعتقد انه سينجو بفعلته اخر ما كانت تراه دمائها الحمراء تتساقط وتملأ الارض واقفا امامها جسدا جميلا يرتدي فستانا احمر يراقبها وهي تفقد الوعي بصمت،
ثم..
الظلام....

هذه كانت اخر ذكرى متبقية لصاحبة هذا الجسد.

.........

سَيِّدُ الرُقْعةِ المَلَكيّة /The Master Of the Royal Board Where stories live. Discover now