*************************
اليوم التالي
قبل صلاة الظهر بساعة
موضي صحت من نومها قبل العنود
تنظر للفتنة الطاغية النائمة
بجوارها..وتبتسم
)ما ألوم فارس بيستخف عليها
شوفتها حتى وهي نايمة تفتح النفس(
ثم شهقت وهي يخطر ببالها شيء
) فارس يبي يشوفها.. وهذي أحسن فرصة
خلني اتصل له(
نهضت بهاتفها وخرجت للصالة
اتصلت بفارس
فارس بهدوء: هلا والله بالشيخة موضي
موضي تبتسم: وهلا والله بالشيخ فارس..
وينك؟؟
فارس بثبات: في الشغل
موضي بخبث رقيق: تقدر تجيني خلال نص
ساعة
فارس بنخوة: أفا عليش.. أقدر.. آمريني
موضي تبتسم: فازع الأخ.. مشكور ما نبي
فزعة
تعال عشان أوريك مرتك اللي نايمة عندي
البارحة
فارس تنهد وهو يهمس بثقة: ما أقدر أجي
موضي باستغراب: مهوب توك قبل يومين..
تقول أبي أشوفها أسرع وقت
فارس بثبات حازم: هذاك قبل يومين.. أشياء
كثيرة تغير خلال يومين
مشكورة وما أبي أشوفها
موضي هزت كتفيها: كيفك
فارس أغلق هاتفه وهو يسب كبريائه
المقيت.. كم هو مشتاق لها!!
كم هو مشتاق!!
يكاد يذوب اشتياقا
ولكن يستحيل أن يعبر لها عن اشتياقه بعد
كلامها الحاد معه في مكالمتهما الأخيرة
فإن كانت غاضبة منه
فهو الآن غاضب منها
***************************
**
بعد ثلاثة أيام
يوم الخميس
يوم زواج مريم
بيت محمد بن مشعل
الترتيبات على قدم ساق في كل أرجاء البيت
لطيفة تقود الترتيبات تساعدها موضي وأم
فارس
والجو مازال منعشا لطيفا وخصوصا في
الليل لذا تقرر ترتيب الحديقة الشاسعة خلف
المنزل للحدث
موضي ولطيفة تغطيان وجيههما بالأجلة من
فوق النقابات لإبعاد أشعة الشمس
ولطيفة تهمس: خلينا نخلص قبل الصلاة
تهمس موضي: هاه..صرتي تصلين ؟؟
لطيفة بهدوء: الحمدلله.. أصلي من البارحة
موضي خطر لها خاطر صادم وبصورة
مفاجئة
فهي للتو انتبهت لشيء ما
حين سألت لطيفة إن كانت تصلي الآن
فأجابتها لطيفة بالإيجاب
انتبهت أنها تصلي منذ وقت طويل دون
انقطاع
تذكرت أن آخر دورة جأتها كانت في لندن
قبل أكثر من 2 أسابيع
لا تعلم كيف لم تنتبه قبلا
انشغل تفكيرها بالكثير من الأشياء
راكان وعملها ثم بطولة راكان ثم مساعدة
لطيفة في التجهيز لمريم
توتر عميق اغتالها
أ يعقل؟؟
أ يعقل؟؟
أ يعقل؟؟
حتى أنها في الأيام الاخيرة ماعادت تشتهي
الطعام
بل ورجعت مرتين
كيف لم تربط؟؟ كيف؟؟
هي أرجعت ذلك لغياب راكان.. وتأثرها
لغيابه
لأنها لم يخطر ببالها ولا حتى لجزء من
الثانية
ولا للحظة
أنها ربما تكون
حامل
شعرت أنها عاجزة عن الوقوف
فجلست على أحد المقاعد
همست لطيفة بقلق: موضي وش فيش؟؟
موضي بنبرة حاولت أن تكون طبيعية:
مافيني شيء..خلينا ندخل داخل
موضي لا تريد أن تخبر أحدا حتى تتأكد
بل إذا تأكدت.. لن تخبر أحدا أيضا
تشعر بخجل كاسح
وترقب موجع
تخشى أن تكون حاملا
وتخشى أكثر ألا تكون
تخشى أن تكون حاملا لأنها لا تريد أن تربط
راكان بها وكأن الله عز وجل يعاقبه على
تهوره لليلة واحدة
فربما كان لراكان مخططات أخرى بعيدا
عنها
ربما كان يريد زوجة أخرى هي من تكمل
معه حياته.. وتكون هي أم أولاده
تبدو الفكرة متوحشة لها في قسوتها..
ولكنها من أجل راكان قد تفكر بكل شيء
وتخشى ألا تكون حاملا
فالبنون هم نعمة عظيمة من الله.. فكيف
وهذا الطفل هو بعض من رائحة راكان
ستنمو في أحشائها؟!!!
منذ خطرت الفكرة ببالها وهي تمسح بطنها
بيدها بسعادة غريبة موجعة
)أ يعقل أن أصبح أما
ولطفل يكون والده راكان
أي طفل رائع سيكون؟!!
تكفيه جينات راكان ليكون الطفل الأروع في
العالم
يا آلهي ..يا آلهي
بدأت يداي ترتعشان من مجرد تخيلي لفكرة
حمله بين يدي
وضمه إلى صدري
أحقا.. ابني أنا؟؟ أو ابنتي؟؟
طفلي أنا.. مزيج مني ومن راكان
رحماك ربي.. لا أحتمل كل هذه السعادة(
***************************
**
مازلنا في بيت محمد بن مشعل
قبل الظهر
غرفة مريم
العنود بقلق: أنا أبي أعرف وش اللي
موترش كذا؟؟ طول عمرش أكثر حد يمسك
أعصابه
مريم بحزن: يعني عاجبش إنه عرسي اليوم
وأخواني مافيه حد منهم موجود إلا مشعل
العنود تبتسم: فديت قلبش.. ناصر وصل
أصلا .. وراح رجّالي المبجل المغرور عشان
يجيبهم من المطار
مريم بتساؤل: وراكان؟؟
العنود بطمأنة: توه اتصل في أمي.. يقول
طيارته الساعة وحدة
يعني أنتي خلش في نفسش ولا تدورين
شيء يوترش
وهما في حواراتهما دخلت عليهما لطيفة
وموضي
لطيفة جلست بجوار مريم
بينما موضي جلست على الأريكة بعد أن
سلمت وصمتت وأفكارها تأخذها للبعيد وجلا
وقلقا وتوترا ولهفة
لطيفة تهمس: شأخبارها العروسة؟؟
مريم بهدوء: أنا زينة.. بس الظاهر أنتم اللي
هلكانين تعب..
لطيفة بمودة: تعبش راحة.. ليت كل التعب
مثل تعبش
ثم مالت على أذن مريم تهمس في أذنها:
مريم أنا وديت أغراضش كلها البارحة لبيت
سعد.. وأم فارس راحت معي
شوفي أنا بأشرح لش الترتيب حبة حبة..
بس أهم شيء
قميص نومش أنا حطيته في دولاب بروحه..
الدولاب اللي في غرفة الملابس ناحية
الحمام على طول هو وصندله والأغراض
اللي ممكن تحتاجينها أول ليلة
وبلاها نظرة الرعب اللي في وجهش ذي..
أنا منقية لش قميص فخم ومستور
ولازم تراعين يامريم يا قلبي.. حتى لو أنتي
ما تشوفين إنه سعد يشوف
حينما طال الهمس بين لطيفة ومريم.. العنود
تمددت على الكنبة وهي تضع رأسها على
فخذ موضي
موضي تداعب شعر العنود بحنو.. والعنود
تهمس لها: وش سويتي بحناش؟؟ يهبل
اليوم
موضي تبتسم: رحت البارحة وخليتها تعيد
عليه.. النصابة خذت مني ضعف سعره..
تقول الإعادة صعبة وحساسة ومتعبة
العنود تضحك: ماعليه يستاهل أبو محمد..
وعقبه طلعي اللي دفعتيه من ورا خشمه
موضي تضحك بعذوبة: لا توصين حريص
وهما في حوارتهما سمعا صوت )هرن(
سيارة.. لطيفة أطلت مع النافذة.. ثم همست
بحماس لطيف: مشاعل وناصر وصلوا..
والظاهر فارس يبي الخدامات يأخذون
الشناط
لطيفة وموضي كلتاهما أنزلتا نقابيهما على
وجيهما وألتفتا بالأجلة الواسعة ونزلتا
لاستقبال شقيقتهما وزوجها
حين تأكدت العنود من خروجهما أطلت مع
النافذة
كانوا ينزلون من السيارة
وفارس لأنه لم يسلم على مشاعل في المطار
نزل ليلف لناحيتها وليحتضنها بحنو
مشاعل وضعت يدها على خد فارس وهي
تهمس بحنان:
وش فيك ياقلبي.. ليه شكلك تعبان كذا؟؟
فارس وضع يده على يدها باحتواء حانٍ
وهمس بهدوء ودود: مافيني شيء.. ضغط
شغل بس
مشاعل بهمس عميق: متأكد إنه ضغط
الشغل بس؟؟
ابتسم فارس: خليها على الله
ثم عاد لاحتضانها وتقبيل رأسها
ناصر بمرح: مسختوها.. وأنت لا تأكل
مرتي.. وخر عنها.. تراني أغار عليها
فارس يلتفت عليه ويبتسم: غارو عليك
القوم.. قول آمين.. خواتي أحبهم على كيفي
مالك شغل
وإذا كان ناصر ادعى الغيرة من باب المرح..
فإن غيره شعر بها فعليا
لم تكن غيرة بقدر ماهي غبطة
كانت تنظر لهم من الأعلى
تنظر لمشاعل وكفها تسكن على خده.. ثم
وهي تسكن بين أحضانه
تمنت بعمق موجع أن تكون مكانها
فكم اشتاقت لأحضان هذا اللئيم الكريه
المغرور!!
لحضنه الدافئ كدفء الحياة
العابق دائما وأبدا بدهن العود الذي تشبعت
به مسامات جسده
تشعر الآن كما لو كانت تشعر بقوة ذراعيه
وصلابة صدره وتشتم رائحته وهي تحتضن
نفسها بذراعيها
حتى لا تضيع في هذا الفراغ الموحش بعيدا
عنه
انتزعها من أفكارها صوت مريم: العنود
شتسوين؟؟
العنود بتلقائية: أشوفهم مع الدريشة
مريم ابتسمت: تشوفينهم كلهم وإلا تشوفين
واحد محدد؟؟
العنود بشفافية: اشتقت له النذل
مريم تبتسم: اشتقتي له!! ونذل!! أشلون
تجي ذي؟؟
العنود تبتسم وهي تمسح دمعة فرت من
طرف عينها: هي كذا
ثم أردفت بحزن: بس والله العظيم قلبي
آجعني.. شكله تعبان
مريم بشجن: الشوق ما يسوي
العنود هزت كتفيها بألم: لا تخافين عليه..
يمكن مشتاق لروحه
***************************
***
بيت مشعل بن محمد
غرفة مشعل ولطيفة
الساعة الواحدة ظهرا
لطيفة بعد السلام على شقيقتها مشاعل
والانتهاء من تجهيزات الحفل الأولية
قررت العودة لبيتها لترتاح قليلا قبل أن تعود
لبيت عمها بعد صلاة العصر
لاستكمال الترتيبات وللتزين حيث ستأتيها
المزينة هناك
وهاهي تتمدد على سريرها بعد أن استحمت
دخل مشعل
كان يريد استبدال ملابسه والتوجه للمطار
لإحضار راكان الذي سيصل في حدود
الساعة الثانية
وجد لطيفة متمددة على جنبها وظهرها
ناحيته.. فتمدد بجوارها بخفة وهو يطبع
قبلة دافئة على كتفها ويستنشق رائحتها
العطرة بعمق
همس لها بحنان: عسى ما تعبتي؟؟
همست بهدوء وعيناها مغلقتان: شوي
اقترب منها أكثر ليلصق صدره بظهرها
ويحتضنها بحنو وقوة ويهمس في أذنها:
أحجز للعمرة عقب 3 أيام إن شاء الله؟؟
همست بذات هدوؤها: مثل ماتبي
مشعل بات يشعر بضيق حقيقي من برودها
الفعلي معه
هاهو يحتضنها ويشعر كما لو كان يحتضن
جثة هامدة
لم يعد يشعر بأي رغبة للاقتراب منها..
ولكنه لديه دائما أمل أن لمسته القادمة
ستلقى مصيرا مختلفا
أن لمسته القادمة ستحتوي لطيفة المتدفقة
الدافئة التي أضناه اشتياقه لها
نهض وابتعد عنها وهو يهمس بهدوء
موجع: أنا طالع المطار أجيب راكان
***********************
قسم راكان
الساعة الواحدة والربع
موضي تريد أن تبدأ التأنق استعداد لحضور
راكان
وهي تحاول أن تتناسى فكرة الحمل التي
باتت تسيطر عليها وتخاف منها وتسعدها
تريد أن تشتري اختبارا للحمل.. وتهاب
الخطوة
لذا قررت تأجيل هذه الخطوة قليلا
رن هاتفها
التقطته بقلق: أشلون تدق تلفون وأنت
المفروض في الطيارة؟؟
راكان بهدوء حذر: لأني مانيب في الطيارة
موضي بجزع كاسح: ليه وش فيك؟؟
راكان بثبات حنون: والله مافيني شيء.. بس
واحنا في المطار وبنطلع للطيارة واحد من
ربعي انفجرت معه الزايدة
ماقدرت اخليه وأنا الحين معه في المستشفى
موضي بألم: يعني ما كان فيه غيرك يقعد
معه؟؟
راكان برجولته المصفاة: تدرين أنا اللي
لازم أتهور وأعرض خدماتي..وأحلف على
الباقيين..
حلفت على ربعي الباقيين يسافرون وأنا
باقعد معه لين يجي أخيه
موضي بوجع عميق: جعل عمرك طويل
وفزعتك ماتوقف
ثم أردفت بتساؤل حزين: زين منت بحاضر
عرس مريم كذا؟؟
راكان بهدوء: وش أسوي؟؟ بأكلم مريم
وأتعذّر منها
وخليني الحين أكلم مشعل لا يجيني المطار
انتهى الاتصال
ولكن ألم موضي لم ينته..
لم تقل له شيئا ولم تعبر له عن اشتياقها
ووجعها
فلم يعد للكلمات معنى
ماعاد لها معنى!!
أي حظ هذا!!
كلما اقترب مجيئه حدث مايمنعه من
الحضور
متلهفة لأن يراها بروحها الجديدة
أن يعلم أنها من أجله تجاوزت كل الآلام
والذكريات البشعة
وأنه بقي في حياتها ذكرى جميلة واحدة
اسمها
راكان
***************************
**
بعد صلاة العشاء
مجلس سعد بن فيصل
سعد كان في غاية الهيبة والأناقة في بشته
الأسود
ومشعل يجلس جواره بألق مختلف تماما
وشديد الإبهار وحزام أسود )مجْند( معبأ
بالرصاص يلف عضلات صدره العريض
لينتهي بمسدس فخم عند خصره
سعد يبتسم: أنت وش عندك في لبس
المجْند.. حتى عرس ناصر وفارس ماشفتك
لبسته
مشعل بابتسامة: بتدري عقب إذا زفيناك
عند مريم
سعد بذات الابتسامة: زين حن وش
مقعدنا؟؟ يالله قومو زفوني
مشعل )بعيارة:) يالله جارك من الطفاقة
ترا ذا الحين غير عرسك قبل 22 سنة يوم
زفيناك عقب صلاة العشاء على طول
الدنيا تغيرت
اقعد واركد.. بنزفك عشر وإلا عشر ونص
سعد يبتسم: إلا أنت اللي تذكر عرسك.. كان
عقبي بسنتين
نبي نزفك.. وأنت تقول شوي.. شوي
مشعل بابتسامة: إيه قالوا لك مطفوق مثلك..
الركادة زينة
ثم أردف وهو ينظر لأولاد سعد الذين كانوا
يجلسون مع أولاده ومع سلطان بن عبدالله
في الزاوية ثم همس: عيالك وش أخبارهم؟؟
تنهد سعد: والله ما أدري يأخيك.. الأيام اللي
فاتت وهم نازل عليهم سهم ربك
ساكتين على طول
حتى فهيدان كان هادي على غير عادته.. الله
يعين أختك عليهم
مشعل بثبات: أنا كلمت مريم عنهم واجد..
عشان يكون عندها خلفية عنهم
وخصوصا عن فهيدان ومشاكله
هي بصراحة متخوفة.. بس ظني في مريم
ما يخيب.. وإن شاء الله إنها ما تخيبك
سعد بقلق يعيده لعمق مخاوفه: إن شاء الله
زاوية أخرى
فارس وناصر
ناصر يهمس لفارس بنبرة قلق: فارس
وشفيك؟؟ شكلك منتهي من التعب
مريض أنت؟؟
فارس يبتسم: مافيني شيء يا ابن الحلال
أنت ومرتك تبون تمرضوني غصب
ناصر بهدوء: يمكن لأنه حن اللي لنا زمان
ماشفناك.. نلاحظ الفرق
فارس يغير الموضوع: أما أنت ماشاء الله
عليك في ذا السفرة
أسبانيا وعقبه فرنسا.. كان كملتوا بعد
ناصر يبتسم ويهمس بمرح: وش أسوي
بأختك الدلوعة.. أسبانيا ماعجبتها.. كل
شوي هاله الدميعات علي.. وأنا واحد قلبي
رهيف مايستحمل
يوم أشوف دميعاتها أخق.. وأعطيها الخيط
والمخيط.. لو تبيني أنام واقف نمت واقف
فارس باستغراب باسم: أنت ما تستحي..
اصطلب يارجّال.. تقول مرتك امشيتك على
كيفها
ناصر )بعيارة:) خلها تمشيني على كيفها..
حلالها.. وش حارقك أنت
جعلني فدوتن لعيونها بس
فارس صمت..
لطالما حسد ناصر على انفتاحه في التعبير..
يعلم أن ناصر رغم مرونته قد يكون آخر من
تفرض زوجته عليه شيئا
وأن استجابته لرغبات مشاعل هو شيء من
طيب أخلاقه وسماحة خاطره
ولكنه مع ذلك لا يتشدق بسيطرته.. بل
يمارسها بشفافية
تنهد فارس..
)ذلك ناصر
وشخصية ناصر
لكن أنا شيء مختلف
ولا أستطيع أن ألبس ثوب غيري(
***************************
**
بيت محمد بن مشعل
ليلة استثنائية لعروس استثنائية
الترتيب كان أكثر من رائع.. أكثر من أنيق
والكل يبالغ في الاهتمام من أجل مريم
ربما هي لن ترى الترتيب.. ولكن مقامها
عالٍ عندهم جميعا
وبقدر اهتمامهم بمريم كان اهتمامهم
بالترتيب والتأنق
المدعوات كن يتوزعن في الحديقة الواسعة
خلف البيت
بينما مريم كانت تجلس في مجلس الحريم
مريم كانت ترتدي فستانا أبيض أنيقا فخما
كان من اختيار موضي وهي من أصرت
عليه وكان معها العنود ولطيفة
وكانت محقة في اصرارها
فمريم كانت آسرة بالفعل وإطلالتها مبهرة
لأبعد حد
وهاهن الفتيات يتبادلن بالتناوب البقاء معها
أو الخروج للترحيب بالمدعوات
العنود كانت فاتنة في فستان أسود ناعم
بالدانتيل الفضي
بينما أميرة اللون الأسود لطيفة تنازلت عنه
هذه المرة للعنود لتكون غاية في الإثارة بل
فتنة متحركة في فستان أخضر عشبي من
الشيفون
مشاعل كانت غاية في الأناقة في فستان
باريسي مختلف باللون الذهبي
أما موضي فكانت متألقة لأبعد حد في قصة
شعرها الجديدة لذا اختارت لها فستانا بنفس
تدرجات لون شعرها الشيكولاته والكراميل
أما أميرات حمد الجديدات فلأول مرة يرتدين
الثلاث نفس اللون والفستان..
ومعالي تقرر أن تتكرم وتلبس مثل
شقيقتيها.. لأنهن ذهبن لشراء الفساتين مع
حمد.. وهو من أعجبه هذا الفستان
لذا قررن ثلاثتهن أن يلبسن على ذوقه..
تعبيرا عن سعادتهن بالمرة الأولى التي
يرافقهن للتسوق
وبالفعل كان ذوقه رفيعا ومناسبا وهو يختار
فستانا ألوانه خليط من الأبيض والأزرق
البحري الذي ناسب حيوية الفتيات وسنهن
موضي تهمس للفتيات الثلاث: ماشاء الله
أول مرة أشوفكم ثلاثتكم مطقمين
معالي بشبه توتر وهي تحاول رسم
ابتسامة: عشان حمد اللي اختاره قررنا
نطقم
موضي ابتسمت بعفوية وهي تقرص خد
معالي: حلو ذوقه.. وعليكم بالعافية
معالي بابتسامة: جد؟؟
موضي تبتسم: أبو الجد وأمه.. طالعين
روعة.. شيء شيء.. شكلكم بيجيكم
معاريس الليلة
معالي وضعت يدها على قلبها: آه ياقلبي..
من بئك لباب السما
خلاص يمكن تجي وحدة تبي وحدة من
خواتي البُرص ذولا.. وتقول أبي البنت اللي
لابسة أبيض وأزرق.. يقومون يلزقوني فيها
لاني مستحيل انصرف إلا بذا الطريقة..
مشاعل والعنود
مشاعل تهمس للعنود: تراني جبت لش
شغلات واجد عشان الجامعة.. جزم وشنط..
بس مابعد لحقت أفك الشناط
العنود تبتسم: لاحقين.. فكيهم براحتش..
المهم حقي محفوظ
ثم أردفت بحزن وهي تنظر لمريم: والله
الليلة ما أدري أشلون بأنام.. كل ليلة كنت
أنام مع مريم.. والله باشتاق لها
مشاعل بابتسامة: خلاص ولا يهمش أنا
بجي أنام عندش
العنود بابتسامة: تتكلمين جد؟؟
مشاعل برقة: أكيد.. بس خليني أستأذن
ناصر أول
العنود تبتسم: يا بنت الحلال كفاية
عرضش.. تبين ناصر يحقد علي
بأروح أنام عند موضي..
لطيفة تجلس بجوار مريم وتهمس لها بمودة
صافية: ماشاء الله عليش طالعة روعة
مريم بحنان مغلف بالتوتر: وين جود
ومريوم؟؟ ماسلمت عليهم
لطيفة بحنان: يلعبون برا.. تبينهم جبتهم
مريم بخفوت: ولا عليش أمر
لطيفة تقف لتنادي بناتها وتهمس بمرح: الله
لا يحرمهم منش وأنتي متذكرتهم وأنتي في
الوضع
وعلى العموم يالله صار عندش ولدين
جاهزين.. لا تنسين بناتي زوجيهم فهيدان
وفصول..
وخصوصا سميتش اللي سميتها عليش
مريوم زوجيها فيصل.. يمدحه مشعل على
طول
لطيفة أحضرت ابنتيها لتسلما على عمتهما
ثم عادتا للعب بينما كان هاتف لطيفة يرن
كان مشعل يهمس لها بهدوء حازم:
لطيفة وسعوا درب وتجهزوا
بنزف سعد الحين
#أنفاس_قطر#

اسى الهجران Where stories live. Discover now