17

724 10 0
                                    

الحوار مستمر بين ناصر وراكان

ناصر باستغراب مملوء بالأسى: زين يومك إنك كنت تحبها ذا الحب كله..
ليه تخليها.. ليه تخليها؟؟..

راكان بأسى مرٍّ منتزع من أعمق أعماقه:

لأني وقتها كنت متزوج..

ناصر قفز كأنه لُدغ: متزوج؟؟

راكان بحزن عميق: كنت..

ناصر والكلمات تخرج متناثرة من بين شفتيه.. وأحاسيسه ضائعة
ومشاعره مرتبكة (راكان يتزوج في السر!!!)

ناصر بنبرة متقطعة مليئة بالدهشة: أنت يا راكان تتزوج في السر؟!!
ومن سنين بعد؟!!
تدري أنا أتخيل أني ممكن أسويها.. حتى ممكن أتخيل مشعل يسويها
بس أنت لا.. مستحيل.. مستحيل

حزين راكان أن تهتز صورته أمام شقيقه الأصغر..

"لا تعجل يا ناصر على راكان حتى تسمع الحكاية لأخرها"

************************

غرفة مريم
الساعة 12,45 بعد منتصف الليل

صلت مريم تهجدها.. وتستعد للنوم..
منهكة جدا.. اليوم كان منهكاً وطويلاً بالنسبة لها
واستنزفها بكاء العنود.. فهي لا تحتمل أدنى شيء يضايق هذه الصغيرة

تمددت مريم وهي تضع سماعات المسجل على رأسها وتستمتع لآيات من القرآن

بعد دقائق فُتح الباب
لم تسمع فتح الباب بسبب السماعات.. ولكنها اشتمت الرائحة العذبة

أقفلت المسجل وأزالت السماعات وهي تقول بحنان: تعالي العنود..

العنود دخلت وأغلقت الباب خلفها وهي تقول بتردد: أقدر أنام عندش مريم..؟؟

مريم بحنان وهي تزيح لها مكاناً على جانبها على سريرها المزدوج
الذي جعلته مزدوجا من أجل العنود..
التي كانت كثيرا ما تتسلل ليلاً لتندس معها في سريرها

وتربت على المكان الخالي جوارها.. لتزحف إليه العنود بخفة..

مريم تبتسم: وش الأدب اللي عندش اليوم.. تستاذنين وتنسدحين بشويش
بالعادة ما أشوفش إلا مروعتني وانت ناطة جنبي..

العنود وهي تتمدد بجوار مريم وتمسك بيدها وتقول بضعف:
تظنين فارس زعلان عليّ..؟؟

مريم ضحكت: فديت اللي مهوب قادرين ينامون
يحاتون زعل حبيب القلب..

العنود بتوتر: مريم والله مالي مزاج أمزح..

مريم بحنان وهي تمسح شعر العنود: أكيد مهوب زعلان عليش..
حد يقدر يزعل على أحلى بنت في الدوحة..
وأكشخ بنت في الدوحة.. وأشيخ بنت في الدوحة..

العنود تقاطعها وهي تبتسم بشفافية مغلفة بالحزن:
خلاص.. خلاص.. يالنصابة.. صدقتش الحين!!!

اسى الهجران Where stories live. Discover now