19

749 11 0
                                    

صباح اليوم التالي في الدوحة
و ليل ذات اليوم في واشنطن

كانت ليلة طويلة جدا على الكثير من القلوب
حملت السهد..
والسهر..
والكثير من الوجع..
الكثير الكثير منه...
وجع صِرْف..حاد..متوحش

الضحية الأكبر
ذات النصيب الأكبر من مرارة الوجع الذي لا حدود له
لطيفة
المطعونة في عمق قلبها وأنوثتها

مرٌّ هذا الشعور الذي يلتهمها
أن تقضي السنوات
وأنت تذوب حبا لشخص ما
تهتم بنفسك من أجله وحتى تعجبه
وتضغط على نفسك حتى يكون هو سعيدا
وتهتم بأدق تفاصيل حياته
وتعيش على أمل أن يشعر بك يوما

لتكتشف أن كل هذه السنوات ذهبت هباء
لا قيمة لجهودك عنده
ولا صدى لمشاعرك في قلبه
وأنك مجرد حثالة لا قيمة لها..

هكذا كانت تشعر لطيفة!!!

الساعة 8 صباحا في غرفة لطيفة
لم تنم مطلقا
ووجهها منتفخ من آثار البكاء

استحمت لتنشط جسدها المهدود

(حياتي لن تنتهي على أعتاب خيانتك يا مشعل
لدي أطفال ينتظرونني
هم من يهمونني في هذه الحياة
ولدي مخططات أخرى
بعيدا عن تمحور حياتي حولك)

وتنفيذا لأحد هذه المخططات
أخذت لطيفة هاتفها وأرسلت رسالة قصيرة لشخص ما

ثم ذهبت لتوقظ ابنائها لتفطرهم وتبدأ المذاكرة لهم

غصبا عنها: طاف مشعل ببالها
كيف نام البارحة؟؟
فلطالما كان مشعل ابنها الخامس!!

ولكنها نفضت ذكراه من مخيلتها
(يرقد وين مايبي..
خله يروح ينام عند المدام الجديدة
ماعاد لي شغل فيه)

ولكن كان لها (شغل) فيه
ففكرة (المدام) الجديدة أشعلت نارا حارقة في جوفها
مهما حاولت الإنكار!!

**************************

تلا لطيفة في السهد والسهر والوجع واختلاج المشاعر
فارس

قبل ذلك بساعات
بعد صلاة الفجر
بيت فارس بن سعود

فارس يعود من المسجد بعد أن صلى الفجر
لم ينم مطلقا
يشعر أنه منهك ومُستنزف
ويريد إلقاء جسده المتعب على سريره لينام

ولكن هل سيتركه تمزقه وتبعثر مشاعره
بين إهانتها المرة وصوتها الساحر ينام؟!!

لم يشعر يوما بالضياع كما يشعر الآن!!
لطالما كان جبارا واثقا لا يهتز

ماذا فعلت به إهانتها؟؟
ماذا فعل به صوتها؟!!

لم يخطر بباله يوما أن قلبه الصلب ستهزه مشاعر كهذه
مشاعر لذيذة عذبة وشفافة
تماما كصوتها اللذيذ العذب الشفاف

ولكن هل سيترك كبرياءه قلبه على هواه؟!!

*************************

اسى الهجران Where stories live. Discover now