25

776 9 0
                                    

بيت عبدالله بن مشعل

موضي تعود للبنات في الصالة وعينيها تبرقان بحماسة
فحمد لم ينجح بعد في خنق كل روحها المرحة

تقترب من العنود وتشدها من يدها لتوقفها:
قومي معي المطبخ خلينا نجيب عصير للبنات

العنود نهضت معها

ثم قفزت معالي: وأنا بعد بأروح معكم

موضي بغيظ منها فهي ستفسد مخططاتها:
اقعدي.. بأقول لها كلام نسوان.. وش ملقفش؟؟

معالي وهي تجلس وتقول بلهجة منكسرة مصطنعة:
الله حسيبكم كسرتوا خاطري الرقيق

مريم تضحك: لا تخافين على خاطرش.. يكسر كل الخواطر طال عمرش

وموضي والعنود توجهتا للمطبخ الخارجي

وقتها كان فارس يشتعل من الترقب
ويشعر بخطورة ماهو مقبل عليه
هو لا يخشى شيئا لأنه يعرف أنه لا يفعل شيئا محرما في الشرع
وهو لا يخاف من أي كان..فالخوف والتردد ملغيان من قاموسه منذ طفولته
ولكنه بات يخشى هذا القلب الذي أصبح يجهله
وكأنه ليس قلبه
بعد أن فقد سيطرته عليه

بعد دقيقة رأى شبحين يقتربان
دقات قلبه تتزايد
أغمض عينيه وهو يتنهد بعمق

وقتها كانت موضي وصلت باب المطبخ المقابل تماما لشباك المجلس
قالت للعنود بنبرة تمثيلية: يوه المطبخ ريحته بصل مايصير نبخرش بصل
وقفي هنا وأنا بأجيب الأغراض تساعديني نشيلهم داخل

العنود وقفت وهي تسند ظهرها للحائط بجوار باب المطبخ

لحظتها فتح فارس عينيه
ثم عاد لإغلاقهما وكأن نور الشمس الساطع غشا عينيه
ليس "كأن"
بل فعلاً
فنور شمسه (هو) غشا عينيه حقيقةً..

فارس وصل لمرحلة غريبة من العشق
أنه مهما يكون سيكون شكل آسرته
فهي أسرته.. وانتهى
لا يهمه أن تكون جميلة أو قبيحة

وعين الرضا عن كل عيب كليلة # لكن عين السخط تبدي المساويا

وربما كان في ذلك حالة معاكسة لمشعل
فمشعل لم ير جمال لطيفة
وفارس سيرى العنود جميلة على كل حال
فكيف وهي جميلة فعلا
بل هي أجمل من كل أحلامه وأعذب!!

حين فتح عينيه كانت تقف أمامه..أمامه تماما
بكامل بهائها وأناقتها
تمازج قميصها الزهري مع صفاء بشرتها
وشعرها الأسود المدرج يحيط بهالة القمر

كانت حكايته الخيالية
الشعر.. الوجه.. النحر.. الجسد
سلسلة من الحكايات المرسومة بإبداع
كل شيء مرسوم من أجله..
له هو فقط..

فارس غير متواجد على الكرة الأرضية
فارس يحلق في كوكب آخر
كوكبها هي!!

" ماذا فعلتي بي أيتها الصغيرة؟!!
ماذا فعلتي بي؟!!
لِـمَ أنتي ساحرة هكذا؟!
وفاتنة هكذا؟!
ورائعة كهذا؟!
وبريئة هكذا؟!
لماذا تدفعينني لأحبك أكثر؟!
لا أريد أن أحبك أكثر!!
أريد أن أكرهكِ أكثر
أريد أن أمزقكِ!!
أريد أن أنتزع قناع البراءة الذي تتسربلين به
حتى أرى كيف تجرأتي وطعنتني في رجولتي
لأرى أي لسان سليط قميء تخبئين
ذاك اللسان الجارح القاتل الذي يقف بيني وبينك
وسيبقى حائلا بيننا مهما تغلغتي في روحي وتمكنتي"

اسى الهجران حيث تعيش القصص. اكتشف الآن