ذات الوقت ولكن بتوقيت آخر
الساعة السادسة والنصف مساء في واشنطن

كان مشعل يعود لبيته من صلاة المغرب في المسجد الملاصق
كان قد خطط في بداية النهار
أن يزور زوجة عمه بعد صلاة العصر
ليرى أحوالهم وإن كانوا يحتاجون شيئا
ولكنه بعد موقفه مع هيا
يشعر بحرج شديد
حتى الآن لا يعلم كيف فقد السيطرة على نفسه لدرجة إمساكها
تصيبه هذه الفتاة بالجنون!!

ما أن فتح باب شقته
حتى رن هاتفه المحمول..
ألتقطه نظر للاسم وابتسم من أعماقه:
هلا والله.. هلا هلا هلا من واشنطن للدوحة.. ولا تكفي

أم مشعل بحنان غامر: أصدق بعدين يأمك..

مشعل بحنان: صدقي جعل عيني ما تبكيش.. أشلونش يالغالية؟؟

أم مشعل بحنان أكبر: طيبة فديتك.. أنت اللي أشلونك؟؟
تاكل زين؟؟ ترقد زين؟؟ تدرس...

مشعل يقاطعها بمرح: والله إن كل شيء زين فديتش..
وش ذا النهار المبارك اللي سمعنا صوتش الحلو..
بالعادة ما تكلموني ذا الحزة..
الساعة مهيب 4 ونص الصبح عندكم الحين؟؟

أم مشعل برقة: بلى.. بس جدتك من يوم درت ببنت ولدها..
ماجاها رقاد تبي تكلمها

توتر مشعل: ذا الحزة؟؟

أم مشعل رجاء: تكفى يا مشعل.. من يوم صلت الفجر
وهي تحن تبي تكلمها
روح لهم وأتصل على تلفون مشاعل
لأني بأروح المطبخ.. ابيك عنده فطور رياجيل..

مشعل يبتسم: ليتني على يمين أبو مشعل بس.. والله ما أخليه يتعب روحه

أم مشعل بحنان: جعلنا مانذوق حزنك يأمك ويردك لنا سالم غانم..
يالله يأمك فديتك.. روح عند بنت عمك.. وخلها تكلم جدتك..

لم يكن مشعل يريد الذهاب لشقة هيا
فهو أصبح يكره رؤية هذه الهيا
التي تستمتع بإيلامه وبمحاولة التقليل من احترامه

ولكنه لا يستطيع رد رغبة جدته الغالية ولو كان في ذلك قطع عنقه
فكيف بأمر سخيف مثل مقابلة ثقيلة الدم المدعوة هيا؟!!

**************************

بيت محمد بن مشعل

ناصر وراكان يعودان سويا
بعد ليلتهما المارثوانية

ليلة كشف الأسرار التي استنزفت كلا منهما
استنزفت راكان بوحا
واستنزفت ناصرا تضامنا

صلوا الفجر في سوق واقف
وأفطروا في مطعم بيروت وأحضروا معهم فطورا للبيت
ووضعوه في المطبخ الداخلي
وصعدا لغرفة مريم

باب غرفة مريم يُطرق
كانت مريم تستعد للنوم بعد أن صلت الفجر

"ادخل"

يُفتح الباب وتدخل خطوات ثقيلة

مريم تبتسم : وين مسربتين الشباب البارحة؟؟
جيت أذهنكم لقيت سرايركم باردة
يعني مابعد نمتوا.. يالله اعترفوا!!

اسى الهجران Where stories live. Discover now