20. The End

4.6K 477 161
                                    

- توقفي !

صرخة جعلتها ترمي ما بيدها بخفة، خداها احمرّا لبكاءها أو لخجلها من فعلتها. عينيها باهتزاز وقعتا على وجه الواقف أمامها، تقابلها مقلتاه الجاحظتان لهول ما يراه.

- سو وون-آه....

كانت نبرته هادئة دافئة لم تعتدها، بينما هو رأى الفتاة أمامه ضعيفة كعصفور كسرت جناحاه فبات لا يقوى الحراك. أبت قدماه أن تتحركا، خوفا من أن تهم الفتاة بإتمام ما استُوقفت عنه.

هو يعلم شعورها، يعي إحساس المرء بالضعف و التعب، مُدرك أشد الإدراك للحظة تودُّ الروح فيها أن تهرب للضفة الأخرى، لحيث الفردوس و دار الأموات.

- جونغكوك، ساعدني...

كان ذلك كل ما احتاج سمعه ليجتذب الفتاة نحوه، متناسيا كل الفوضى و الضوضاء، منعزلا عن الباقين في سلام و صمت خاص، سماحا لها لتطلق العنان لدموعها. بخفة دفع بالأداة الحادّة عن مرأى الباكية في حضنه، لعلها تنسى ما عزمت أن تفعل و لا تتذكر.

- أ لن تسأل عمّا دهاني ؟ همست بعد أن اختفت شهقاتها، و دمعات صامتة كانت كل ما اجتاح المكان.

- لن أفعل، لن أفعل ما دمت معتادا على أفكار سوداوية مشابهة. لقد قتلت أخي بيدي، و دمرت أناس آخرين، شياطيني لا تصادقني دائما، سو وون، هي ترغب بدفعي للجحيم بشدة، تودُّ أن تراني أهلك بين جمرات العذاب و الذنب الملتهبة.

- إذاً تعترف ؟

- أعترف و لم أكُن لأنكر قطّ، أنا سعيد أنني تخلصت من وكر المشاكل الآن.

ابتعدت عن حضن الفتى، و الذي كان دافئا غير ما توقعته. الحياة حتما تستهزئُ منها، فمن سلب منها روحها، أنقذها من قتل جسدها الفارغ.

- لمَ أوقفتني ؟ لمَ أتيتَ ؟ و أي وكر مشاكل كان ذاك ؟

- أمي، لقد قتلتها، و السافل الأشقر ربح رهانه بالفعل. نحن الآن متساويان، لقد ثأرت له لموت أخي، و هو دمّرني لقتلي صديقه.

لم تصدق الفتاة ما تلقته، ليتنهد أسود الشعر و يشرح كل شيء، كل ما حدث، غير غافل عن أي تفصيل و لو كان تافها.

- أغرب عن ناظري. لم يفهم الفتى قصدها، أ هذا ما تخبره بعد أن كشف لها عن كل ما يخمد نيران فضولها ؟

وقف شارد الذهن محدقا في تفاصيل محياها، لتردد كلماتها نفسها، و تضيف أخرى موضحة موقفها.

- فلتسقط عليك و على الأشقر لعنات السماوات و الأرض بأكلمها ! أتَقصد بحديثك هذا أنني وقعت ضحية لرهانكم التافه هذا ؟ أفَقدت عائلتي و عقلي لأني سقطت في دوامة لعبة سخيفة بينكما ؟ ما ذنبي أنا جونغكوك ؟ ما ذنبي لأُقحم في فوضاكم هذه ؟ قالت تعود شهقاتها للظهور، إلا أن حضن الفتى لم يكن ملجأها الآن، إذ صارت تراه مزينا بالدماء.

مريض الذهان || شيزوفرينيا (JJK)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن