17

3.4K 408 29
                                    

بالرغم من تجاهل الفتى لرسالتها الأخيرة، لم تشأ سو وون إلا أن تتحرك من جديد، فسكون جونغكوك لا يعني تخليه عن مخططاته، لذا على اسمها الاقتران بلقب الغبي إن انطالت خدعته عليها و أعادت بيادقها للقاعدة.

تحسست بأناملها شاشة الهاتف، يخالج التردد بعضا من حركاتها، لتُقنع نفسها أن لا ضرر في المجازفة و اللعب بالنار إن كان النصر حليفها آخر المطاف.

"- كوكيز،
بالرغم من رفضك الرد، سأقدم لك عرضيَ هذا..
تايهيونغ، سأساعدك لتحظى بطبق التحلية خاصتك،
و دونَ مقابل"

بسرعة أرسلت كلماتها، بينما تدعي الرب أن يغفر لها ما تعزم على الاقتراف.

جواب الفتى أتاها سريعا، رافضا عرضها المغري، لتسقط هي في دوامة الحيرة و الشك. ما دهاه و لمَ يأبى رؤية الحزن عنوانا لمحيى تايهيونغ.

نكزة من جيمين جعلتها تغادر أفكارها و تعود للواقع و درس الفلسفة الذي يُلقى على مسامعها، متجاهلة نظرات صديقها المتسائلة عن الهالة الغريبة التي باتت محاطة بها.

و بينما كانت تخطو نحو حجرة الدرس التالية، فوجئت لرؤيتها كتلة شعر سوداء مألوفة تختلط بباقي الطلبة. قطبت حاجبيها بعدم فهم لتهرول نحو جونغكوك، حاثة إياه على الاستدار ناحيتها.

- ما اللعنة جونغكوك ؟

- أي لعنة من لعناتي تقصدين ؟ أجاب بملل، يودُّ أن يراها تصدم لاحقا لا إن تُلحّ بأسئلتها إلى أن تلاقي جوابا.

- لعناتك كلها، جونغكوك. لمَ رفضت عرضي ؟ و لمَ غادرت بوسان ؟

- انسي الأمر سو وون-آه، لا رغبة لي بمساعدتك بعد الآن، كما أني رُقيت من درجة لاعب لمشاهد فقط.

- أستسمحك عذرا ؟

أخذ بأنامله يدلك ما بين حاجبيه و ناصيته، فحديث سو وون استنزف بعضا من قواه، فهو متعب بالفعل بسبب ذاته الأخرى، و جدال آخر سيجعل منه خاوي القوى.

- لقد حركت بيدقا، و لعله أقوى بيادقي... لقد خولت له الأمور بالنسبة للوغى، فاشهري حسامك لعلكِ لا تُقتلين على إثر مهنده.

- و من فارسك المغوار هذا ؟

- يونغي، مين يونغي.

نطق هو ليمضي في طريقه، تاركا إياها تحاول استيعاب ما قيل.

أَ يطعن يونغي ظهر صديقه و ينظم لمن أقسم أنه قاتل أخيه ؟ أم هذه واحدة من ألاعيب جونغهو و لا هم له إلا أن يجعل من أحدهم عدو الآخر.

- سو وون-آه، سو وون، هان سو وون ! انتفضت بخفة حين صرخ جيمين باسمها، بعد محاولاته العديدة لمقاطعة شرودها.

التفتت بعينيها تفحص حجرة الدرس التي باتت خالية، لتتساءل كيف للحصة أن تنتهي دون أن تُحس هي.

- جيمين، ما مدى ثقتك بيونغي ؟

استغرب المعنيُّ سؤالها، إلا أنه لم يبخل عليها بجواب.

- أثق به كما قد يثق المولود بوالديه.

- لكن الآباء قد يخلون ثقة أبناءهم أحيانا...

- إلى مَ ترمين ؟

تنهدت بشدة، لعل الهواء المنفوث من بين كرزيتيها يحمل همومها و يبحر بهم بعيدا. نظرت نحو صديقها، متساءلة أَ يمكنها الوثوق به ؟ أَ يُمكنه أن يحمل غمّها و يصير كتابها الموصود حيث تُسطِّر أسراها ؟

هي متعبة، و لا بأس من مشاركة الحمل مع أحدهم، أو على الأقل هي تأمل ذلك.

- جيمين، أنا تائهة. و كأني في صحراء و السماء خالية من نجومها، و لا حتى نجم الشمال الساطع موجود لينجدني و يحدد طريقي...

- سأصير لك بوصلة إذا، سو وون-آه، أشركيني خريطة صحراءك و سأصير لك مرافقا، حتى لو حُكم علينا بالتيه سوية.

ابتسمت بخفة لكلماته، لتفرج عن شفتيها هامة بالحديث،

- جونغكوك قد أخبرني أن يونغي-

و كالشياطين التي تحضر فور نداءها، أشقر الشعر حضر مقاطعا إياها، لتزم شفتيها مرسلة نظرة متأسفة لجيمين، و الذي حرك رأسه قاصدا أن تكمل حديثها لاحقا.

- انتهت الفصول منذ نصف ساعة، ما أنتما بفاعلين هنا ؟

- نتشاطر أطراف الحديث، يونغي، أَ تجهل وجود شيء كهذا ؟

كتفاه اهتزا بخفة ضاحكا على ما قالته الفتاة، لتبتسم بدورها مندفعة نحوه تحضنه. جونغكوك أحمق، و ستكون بلهاء أكثر لو صدقته.

- اشتقت لك يونغي.

ردُّه جاء متأخرا، إلا أنه ضيَّق عناقها قائلا.

- و أنا أيضا يا صغيرة.

سو وون قررت التخلص من أفكارها حول حديث جونغكوك، فكلامه لا مصداقية له. يونغي و جونغكوك مختلفا تماما، كل منهما يخطو طريقا موازيا للآخر، و سينهار العالم لو التقى مستقيمان متوازيان، و كذلك لو يونغي اتخذ جانب جونغكوك في اللعبة.
















مرحبا 💕،

الرواية على قدر ما هي قاربت على النهاية على قدر ما تزيد تتعقد، و أنا عاجبني هالشي.

شو رأيكم عم يصير ؟ حديث جونغكوك صدقتوه ؟ و لا بس جالس يتلاعب ؟

مدري شو أسأل بعد، بس إذا انتو في عندكم أي سؤال لي أو لشخصيات الرواية اسألوني، و اذا عندكم أي ملاحظة بخصوص القصة لا تتردوا أنكم تقولوها، فأنا اتقبل جميع الآراء و الانتقادات بصدر واسع 💕

و بس و الله،
أحبكم كثير 💜

مريض الذهان || شيزوفرينيا (JJK)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن