بعد كملت جلنار العشاء دخلت غرفتها و سكرت عليها الباب و لقت مكالمة فائته من قيس
ردت رنت عليه و رد عليها من ثالث رنه

قيس " وين كنتي ؟ "
جلنار " الناس تقول مساء الخير , خيرات , كيف حالك , طول اليوم مشفتكش "
قيس " مساء الخير , خيرات , كيف حالك طول اليوم مشفتكش ! "
ضحكت جلنار وهي تقول " لا هذي الاخيره كنت نحكي عن نفسي طول اليوم مشفتكش "
قيس " طبعاً عروس "
جلنار " يعني ع اساس انك خو العروس يعني مثلاً ؟
ضحك قيس وهو يقول " لا انا العريس "
جلنار " همممم , شن درت اليوم ؟ "
قيس " انجهز في حاجاتي اكيد , بس مفش شي مميز "
جلنار " قيسو في حاجه خاطري انديرها ؟ "
قيس " شنو هي ؟ "
جلنار " او بالأصح .. مكانين خاطري نمشيلهن "
قيس " شنو المكانين ؟ "

ثاني يوم خذا قيس بالسياره وشالها للمكان اللي خاطرها اتزوره
و هو علي وجه التحديد كان دار الأيتام ..

وقفت جلنار قدام الباب وهي متردده
حط قيس يده ليمين في يدها ليسار و مسكها وضط عليها زين و بحت فيها وابتسم ابتسامه حنونه وهو يقول " خلينا انخشوا "
جلنار " تمام "

دخلوا هما لثنين لدار الأيتام و استقبلتهم وحده من الموظفين المسؤلين عن سجلات الأطفال
جلنار " لو سمحتي في طفله حابه انشوفها "
- تفضلي من هنا

خشت جلنار معاها لحجره فيها اطفال يلعبوا و وقفت جلنار ع الباب وهي تراقب فيهم و شافتها من بعيد وهي تلعب
- سميناها بلسم
جلنار " بلسم ؟ اسم حلو "

كانت جلنار اتبرع بمصروف كامل لبلسم من يوم ما انحطت في دار الأيتام بس اول مره اديرلها زياره بعد بدت تكبر
قيس " ماشاء الله بدت تزحف و تستخدم رجليها "
جلنار " اتمنى لو نقدر انتبناها "

بحت قيس في جلنار بستغراب و عطاها نظره صامته و بعد كملت جلنار من زيارة بلسم عدت للمقبره
وقفت قدام قبر خديجة

ابتسمت جلنار ابتسامه حزينه وهي تقول " سامحيني ياخديجه , حاولت انعاقب المجرم اللي كان السبب في موتك و حرمك من بنتك و حرم بنتك منك و يتمها قبل حتى ما تشوف الحياة , الشي الوحيد اللي قدرت انديره ان قدرت انخليهم يسحبوا منه رخصته "ع الأقل توا مش حيقدر يأذي ناس ثانية , و بالنسبة لبنت كوني مطمنه حنزورها بين فتره و فتره و مش حنسيبها وحيده في الدنيا طول ما انا عايشه و حنتحمل مسؤليتها حتى من ناحيه المصاريف , تقدري اتريحي في قبرك , سامحيني ان انا مكنتش قد المسؤليه و فشلت في ان ننقذك من الموت "

حط قيس يده ليمين علي كتف جلنار وهو يقول " حياتي , مفش حد يقدر ينقذ حد من الموت , هضا حد عمرها وقفي تلومي نفسك , الشي اللي صار مش خطأك و مش ذنبك وانتي حاولتي واجد انك تنقذيها بس ربي هكي مسخرلها "
نزلن دموع جلنار علي قبر خديجه و الحرقه في قلبها وهي تقول بنبرة صوت باكي و متفاجئ " قيس !! "
قيس " نعم ؟ "
جلنار " اول مره في حياتي دموعي ينزلن في الوقت الصح "

قبل الخطبه حكت جلنار كل شي عن مرضها لقيس

قيس " معش تحسي بصداع ؟ "
جلنار " ليا فتره معش حسيت بالاعراض , الأعراض شبه موقفات تقريباً , و بديت انحس نفسي قعدت حساسه بزياده الفتره هذي "
قيس " مش حساسه بزياده بس هذينا المشاعر الانسانية الطبيعية لأي انسان "
جلنار " انت السبب "
قيس " في شنو ؟ "
جلنار " انت اللي خليتني انجرب انعيش المشاعر هذينا , مشاعري اللي كانن مفقودات من زمان ... انت خليتني نلقاهن و قعدت ع الأقل نفهم في مشاعر البشر نوعاً ما حتى لو مصحيتش كلياً "
ابتسم قيس وهو يقول " باهي لازم تشكريني معناها "
جلنار " شكراً !! "
قيس " لا مش هكي يا حلوه !! "
ضحكت جلنار وهي تقول " مش حنعطيك حظن انساني , خلينا نطلعوا من هنا قبل ما تنوظ خديجه من قبرها و تطردنا "
قيس " شفتي كيف ؟ مزلتي عديمه الأحساس "
جلنار " و عمري ما حنتغير "
قيس " اساساً انا انحبك زي ما إنتي"
نزلت جلنار عيونها في الأرض و بحتت في قيس بطرف عينها وهي مبتسمه ابتسامة حب ارتسمت علي وجوهم هما لثنين

بلاسنتا || الإصدار القديمWhere stories live. Discover now