البارت الثامن

Start from the beginning
                                    

...

وضعت دميتها جوهرة في مكانها بجوار مذاكرتها التي ترافقها منذ زمن طويل ...

تنهدت متذكرة ذلك الحديث الهاتفي بين ليزا و والدتها الذي تمكن من اخذ حيز كبيرا من تفكيرها اليوم ...

اتجهت نحو المراة و بدات بتمشيط شعرها الغجري الطويل

دخلت ليزا الغرفة فجاة بدون الطرق قبلها و اغلقت الباب ورائها

" الم تتعلم الاداب طول حياتك "

" انا اعلم جيدا الاداب و اللباقة عزيزتي لكني تعلمت طوال حياتي ان اطبقها على الشخص الذي يستحق الاحترام لذلك "

رمت جنات المشط من يدها و نهضت من مكانها قائلة " لا اسمح لك "

" تسمحين او لا هذا لا يهمني لقد اتيت فقط حتى انبهك "

رفعت جنات راسها باستعلاء قائلة " تنبهين من انا "

" نعم انبهك ان تحاولي التقرب من زوجي او القاء نظرات التي اعرف مغزاها جيدا مرة اخرى انا لست امراة سهلة حتى لا انتبه للمراة التي تريد زوجي "

رفعت فكها باصبعها و قالت مهددة " مثلما سمعت زوجي "

اطلقت جنات ضحكة ساخرة ثم قالت "و يا ترى كيف تم هذا الزواج "

سكتت قليلا ثم اكملت بسخرية " او ماهي اسبابه ! هل يا ترى كانت قصة حب ملتهبة ام انها "

مثلت المشهد بيداها و فمها قائلة " بوم ! خدعة تورط فيها حمزة ليصبح بين ليلة و ضحاها زوجك "

" اي خدعة ماذا تقولين انت ! "

" الحمل مثلا " قالت و ابتسامة ماكرة تعلو شفتاها

ساد الصمت بينهما تجهمت ملامح ليزا لتغادر بعدها الغرفة بصمت

لتقول جنات " اه يا حمزة كم اخطات "

" دكتور ادهم , دكتور ادهم "

ابتسمت له وفاء ما ان التفت ادهم لها لتقول " لقد اكملت معاينة المرضى المسؤولة عنهم و تقرير الجميع على مكتبك "

ربت ادهم على كتفها قائلا " انت تتعلمين بسرعة اظن انك ستاخذين مكاني و دكتور عادل بسرعة "

ضحك ادهم و تبعته وفاء بخجل و هي تتامل ضحكته الخلابة

" ادهم "

" عبير "

اتجه ادهم نحوها قائلا " ما الذي تفعلينه هنا عبير ! متى اتيت من القاهرة "

قالت بغضب " لقد اتيت هذا الصباح لان جنة لا تكف عن طلب رؤيتك لكنك مشغول على ما اظن "

و كانت تنظر لوفاء بعصبية شديدة 

" عبير , وفاء زميلتي بالعمل و لا اسمح بالتشكيك بي ابدا هذا اولا , ثانيا اظن ان هذا الامر لا يعنيك ابدا "

صرخت عبير بوجهه " كيف لا يعنيني كيف اخبرني الست زوجي "

"زوجك السابق عبير صححي معلوماتك "

" اذا انا على حق انت تكن مشاعرا لها "

" استغفر الله , الم تاتي من اجل جنة انتظري قليلا و ساخذكما لمطعم للغذاء ثم نذهب للعب قليلا اليس كذلك اميرتي "

" يعيش بابا "

قبلها ادهم بحب

- دكتور ادهم 

اتجه احدى الممرضات له " دكتور , الم تطلب مني اخبارك في حالة حضور الحالة " جنات الشافعي "" 

التفت ادهم لها و رمى كل اهتمامه " نعم هل اتت اين هي ! "

" لم تحضر لكن قريبها الذي تشاجر معك يوم خروجها حضر و اخذ كل اوراقها و تحاليلها التي قمنا بها على الارجح سياخذها للعلاج في مصح ارقى "

قال ادهم بعجز " شكرا لك على اخباري "

ذهبت الممرضة ليغرق ادهم في دوامة من الافكار

" كيف سيجدها كيف سيلتقى بها مرة اخرى كيف ستكون حالتها ما ان يلقي عليها حمزة الخبر , و اهم سؤال هل ستعود للحياة من جديد ! "

اخرجته عبير من دوامة افكاره قائلة " و من هذه ايضا و لماذا تتشاجر مع الناس من اجل مريضة "

تافاف ادهم قائلا " يا الله كون بعوني "

صوت عجلات سيارته و هي تركن اصدر صوتا عاليا لتنهض مسرعة من سريرها لتنظر من النافذة و ما ان يخرج من سيارته حتى يرفع راسه و ينظر لها 

تراجعت بعيدا عن النافذة قليلا ثم قالت " ليس بهذه السهولة "

دخل للفيلا بسرعة و لم يرد على سلام والدته و لا حتى زوجته التي كانت تقترب منه بغنج ما ان دخل لتطبع قبلة على خده 

ابتعد عنها قائلا لوالدته "اين والدي و جدي ! "

" بغرفة المكتب "

" لكن لماذا بني "

لم يجيب حمزة بل اسرع للغرفة دون اي حرف

و ما ان دخل و اغلق للباب 

حتى قال " ابي جدي اريد الزواج اريد ان اتزوج جنات "

" ماذا " جاسم

ثم تبادل النظرات مع الجد فواز بصدمة

ارائكم تهمني !

رواية و ما كنت الا  شفاء لروحيWhere stories live. Discover now