...
وضعت دميتها جوهرة في مكانها بجوار مذاكرتها التي ترافقها منذ زمن طويل ...
تنهدت متذكرة ذلك الحديث الهاتفي بين ليزا و والدتها الذي تمكن من اخذ حيز كبيرا من تفكيرها اليوم ...
اتجهت نحو المراة و بدات بتمشيط شعرها الغجري الطويل
دخلت ليزا الغرفة فجاة بدون الطرق قبلها و اغلقت الباب ورائها
" الم تتعلم الاداب طول حياتك "
" انا اعلم جيدا الاداب و اللباقة عزيزتي لكني تعلمت طوال حياتي ان اطبقها على الشخص الذي يستحق الاحترام لذلك "
رمت جنات المشط من يدها و نهضت من مكانها قائلة " لا اسمح لك "
" تسمحين او لا هذا لا يهمني لقد اتيت فقط حتى انبهك "
رفعت جنات راسها باستعلاء قائلة " تنبهين من انا "
" نعم انبهك ان تحاولي التقرب من زوجي او القاء نظرات التي اعرف مغزاها جيدا مرة اخرى انا لست امراة سهلة حتى لا انتبه للمراة التي تريد زوجي "
رفعت فكها باصبعها و قالت مهددة " مثلما سمعت زوجي "
اطلقت جنات ضحكة ساخرة ثم قالت "و يا ترى كيف تم هذا الزواج "
سكتت قليلا ثم اكملت بسخرية " او ماهي اسبابه ! هل يا ترى كانت قصة حب ملتهبة ام انها "
مثلت المشهد بيداها و فمها قائلة " بوم ! خدعة تورط فيها حمزة ليصبح بين ليلة و ضحاها زوجك "
" اي خدعة ماذا تقولين انت ! "
" الحمل مثلا " قالت و ابتسامة ماكرة تعلو شفتاها
ساد الصمت بينهما تجهمت ملامح ليزا لتغادر بعدها الغرفة بصمت
لتقول جنات " اه يا حمزة كم اخطات "
" دكتور ادهم , دكتور ادهم "
ابتسمت له وفاء ما ان التفت ادهم لها لتقول " لقد اكملت معاينة المرضى المسؤولة عنهم و تقرير الجميع على مكتبك "
ربت ادهم على كتفها قائلا " انت تتعلمين بسرعة اظن انك ستاخذين مكاني و دكتور عادل بسرعة "
ضحك ادهم و تبعته وفاء بخجل و هي تتامل ضحكته الخلابة
" ادهم "
" عبير "
اتجه ادهم نحوها قائلا " ما الذي تفعلينه هنا عبير ! متى اتيت من القاهرة "
قالت بغضب " لقد اتيت هذا الصباح لان جنة لا تكف عن طلب رؤيتك لكنك مشغول على ما اظن "
و كانت تنظر لوفاء بعصبية شديدة
" عبير , وفاء زميلتي بالعمل و لا اسمح بالتشكيك بي ابدا هذا اولا , ثانيا اظن ان هذا الامر لا يعنيك ابدا "
صرخت عبير بوجهه " كيف لا يعنيني كيف اخبرني الست زوجي "
"زوجك السابق عبير صححي معلوماتك "
" اذا انا على حق انت تكن مشاعرا لها "
" استغفر الله , الم تاتي من اجل جنة انتظري قليلا و ساخذكما لمطعم للغذاء ثم نذهب للعب قليلا اليس كذلك اميرتي "
" يعيش بابا "
قبلها ادهم بحب
- دكتور ادهم
اتجه احدى الممرضات له " دكتور , الم تطلب مني اخبارك في حالة حضور الحالة " جنات الشافعي ""
التفت ادهم لها و رمى كل اهتمامه " نعم هل اتت اين هي ! "
" لم تحضر لكن قريبها الذي تشاجر معك يوم خروجها حضر و اخذ كل اوراقها و تحاليلها التي قمنا بها على الارجح سياخذها للعلاج في مصح ارقى "
قال ادهم بعجز " شكرا لك على اخباري "
ذهبت الممرضة ليغرق ادهم في دوامة من الافكار
" كيف سيجدها كيف سيلتقى بها مرة اخرى كيف ستكون حالتها ما ان يلقي عليها حمزة الخبر , و اهم سؤال هل ستعود للحياة من جديد ! "
اخرجته عبير من دوامة افكاره قائلة " و من هذه ايضا و لماذا تتشاجر مع الناس من اجل مريضة "
تافاف ادهم قائلا " يا الله كون بعوني "
صوت عجلات سيارته و هي تركن اصدر صوتا عاليا لتنهض مسرعة من سريرها لتنظر من النافذة و ما ان يخرج من سيارته حتى يرفع راسه و ينظر لها
تراجعت بعيدا عن النافذة قليلا ثم قالت " ليس بهذه السهولة "
دخل للفيلا بسرعة و لم يرد على سلام والدته و لا حتى زوجته التي كانت تقترب منه بغنج ما ان دخل لتطبع قبلة على خده
ابتعد عنها قائلا لوالدته "اين والدي و جدي ! "
" بغرفة المكتب "
" لكن لماذا بني "
لم يجيب حمزة بل اسرع للغرفة دون اي حرف
و ما ان دخل و اغلق للباب
حتى قال " ابي جدي اريد الزواج اريد ان اتزوج جنات "
" ماذا " جاسم
ثم تبادل النظرات مع الجد فواز بصدمة
ارائكم تهمني !
![](https://img.wattpad.com/cover/210283940-288-k461587.jpg)
YOU ARE READING
رواية و ما كنت الا شفاء لروحي
Romanceالروح ايضا تحتاج من يداويها , من يفهمها و يضمد جراحها ... حكاية جنات التي عانت من الحب كثيرا , حتى انقلبت حياتها راس على عقب في ليلة واحدة ... فعرفت انها لم تكتشف الحب الا بعد تلك الليلة ... من نظرة عين ... من كتابتي : إبتهال نور
البارت الثامن
Start from the beginning