الفصل الرابع

4.8K 132 10
                                    


عيناك تطاردني في احلامي ويقضتي فتارة اراها عينا ملاك .وتارة عينا وحش كاسر يحول واقعي الى كابوس ...
.....................

كل ليلة تغفو اصلي متعبة بعد يوم طويل
منذ سنين وهي متعبه ..

..كانت عائده من بلاد الغرب محملة بشهادتها الجامعيه وكانت قد تخصصت في الفن الحر  بسعادة تغمر كل حواسها تنزل من طائرتها عائده إلى اسطنبول مدينه الحب والموانئ الساحرة
تضع قدمها على باب القادمون في المطار تجر حقيبتها خلفها .. ترتدي معطفا رماديا وعلى عنقها شال صوفي وردي كانت قد اهدته اياها امها .. تنظر الى ساعتها التي في يدها ..وتلتفت يمينا ويسارا بابتسامتها الرقيقه الحنونه .. تنتظر وجه والديها بفارغ الصبر ..
تقف هناك متعبه وقد مللت من الانتظار لساعة واكثر ..تقرر ان تستقل سيارة اجرى بعد ان اتصلت عدة مرات بوالديها وجدها ومامن مجيب. .
وضعت حقيبتها في السياره وجلست في الركن الخلفي وهناك غصة في قلبها تشعر بشي يقبض على صدرها ولاتستطيع التنفس لكنها لاتريد ان تفكر بشئ سيئ .. قد تعطلت سيارتهم ونفذ شحن هاتفهم ..قد يكون جدها في اجتماع ما ولم يسمع هاتفه ... حتى زينب مربيتها لم تجب .. فكرت انها مشغوله في تحضير بعض الاطعمه لها كما هي متعوده دائما ان تفعل حينما كانت تزورهم في العطل والاعياد..
لم تشأ ابدا ان تفكر بما هو اسوآ ..وقد حدث ماهو اسوا ..
وصلت اصلي الى المنزل لترى زينب بحالة رثى لها ..وباقي العاملين ايضا ..
لما رإوها هناك تقف في وسط المنزل بدأو بحاله من البكاء الهستيري لم ترد ان تصدق ان ماتفكر فيه قد حدث بالفعل .. تقربت ببطئ شديد الى زينب الجالسه على الكرسي في الصاله وعيناها كانتا مثل قطعة دم من كثرة البكاء ..
جثت على ركبتيها ترتجف شفتاها كانها لاتريد ان تنطق بما تفكر فيه .. ترددت في السوال ولكنها قالت

اين امي وابي .. ولماذا تبكين .. هل حدث شي لهما ..واين جدي لااراه ..لما لم ياتي احد لاستقبالي .مالذي يحدث أخبريني

قالت هذا بصوت خافت كان الحروف تابى ان تصدر بصوت عالي خجلة من الحقيقه المره .. لما سمعتها زينب لم تقوى اكثر فانهارت باكيه وهي تحتظن اصلي الى صدرها ... ولاشعوريا ادمعت عينا اصلي .ثم بدأ صوتها يعلو وبدإت الحروف تصرخ وهي تردد

كلا ..لااريد ان يخبرني احد بما حدث .. لااريد ان اعرف اين والدي .. اريد ان اراهما. لاتقولو لي عكس ذلك ..

كانت اصلي تريد ان تستيقظ من حلمها الواقعي ولاتريد ان تصدق ان مكروها حدث لعائلتها .. ومن منا يريد ان يرى شرا يصيب ابويه ..
تقدم العم يلماز البستاني الشيخ العجوز الذي كان وفيا لعائلة اصلي منذ شبابه يعمل في حديقه سيد فرمان منذ زمن ولم يتوقف عن العمل حتى ذلك اليوم .. تقرب منها وامسكها من ذراعيها ..ونظر فيها وقال بكل الم ..

يابنيتي .. والداك تعرضا لحادث بشع وهما في طريقهما اليك قبل ان تهبط طائرتك .توفي والدك على الفور لان اصابته كانت بالغه ونقلو والدتك الى المشفى لكن لم يسعفها الوقت وتوفيت في غرفة العمليات .. وجدك انهار هو ايضا عند سماعه الخبر فحدث له هبوط حاد في ضغط الدم نقله سائقه الخاص الى المشفى ايضا ..
شعرت اصلي بان شي تمزق في صدرها .. كان قلبها يؤلمها بشده .. وضعت يدها على صدرها وهي تفركه وعيناها تدمعان بدون التفوه باذنى كلمه .. تمالكت نفسها .. جلست على الكرسي ركضت احدى العاملات وقدمت لها الماء لما وجدتها تتالم ... ثم قالت ..

في قلبي يسكن الوحش Where stories live. Discover now