الجزء الحادي عشر

2 1 0
                                    

و احترقنا يومـــاً
~ الجزء التاسع و العشرون  ~

شعور بداخلنا يحثنا على المواصلة, على المجازفة في أهم ما نملك بهذه الحياة ، هل سيكون من الصواب أن نقوم بكل شيء تخبرنا به قلوبنا عوضًا عن العقل الذي نشعر و كأنه حقل ألغام عُرضة للإنفجار بأي وقت, بأي مكان.
إلتف تشان للخلف حيث دونغ يو التي أصابها الخوف من فعلته هذه.
دونغ يو: ما الذي تنوي فعله ؟!
تشان بحدة: دونغ يو, إنسحبي من التحقيق في هذه القضية.
دونغ يو: ماذا ؟!
إتجه تشان إلى الحاسب و أخرج حافظة الذاكرة المتنقلة المحفوظ عليها التسجيل و خاطبها: سآخذ هذه.
دونغ يو بإستنكار: و هل تعتقد أنه لا يوجد هناك نسخ أخرى من التسجيل ؟ لقد ....
توقفت عن الكلام عندما لاحظت الإختلاف الذي بـ تشان الذي
إبتلع ريقه و قد أدرك أن بأخذه للتسجيل لن يحل الأمر ، يشعر الآن و كأنه محاصر من جميع الجهات لا يوجد أحدا يساعده هو بالفعل يريد ترك كل شيء على عاتقه لوحده, ينقذهم وحده ، من دون أن يصيبهم مكروه لكن هل سيستطيع الصمود حتى النهاية، إتكأ بيده على المقعد فقوته بالفعل بدأت بالزوال مرت لحظات قليلة كانت تحاول دونغ يو تبرير تصرفاته هذه لمَ يريد إخفاء محتوى الشريط ما علاقته بالسيارة التي ظهرت في نهاية التسجيل, هل يعقل بأنه هو تشان رجل البوليس المخلص بعمله و المتفاني, ما الذي دفعه لإزالة هذا الجزء، توقفت هذه الأسئلة عن الدوران في رأسها عندما قال تشان بصوت مرهق: أرجوك.
دونغ يو: لماذا؟! ما علاقتك أنت بهذا؟!
شد تشان على الحافظة ثم إقترب  منها, لحظات حتى جثى على ركبيتيه أمامها و قال متوسلًا: أرجوك، لا تعلمين كم هذا الشيء مهم بالنسبة لي, يجب أن أبقيه سرا حتى اظهر الحقيقة، إنه تصرف متهور لكنه الوحيد الذي أستطيع فعله إتجاههم.
إرتجفت أطراف دونغ يو من هول ما تراه تشان بكبريائه و غروره ها هو يجثو أمامها الآن متوسلا، هل حقا هذا الأمر مهما له لهذا الحد، بدأ صوت  نبضات قلبها بالإرتفاع شيئا فشيئا هل ما تشعر به الآن هو الدليل القاطع على وقوعها في حبه، شعور فظيع و كأن قلبها يريد الخروج من مكانه ليضمه الآن فملامح وجهه و الحزن الذي يكتسيه كأنه طفل صغير يفتقد الحنان، الآمان، بأي طريقه يجب أن تتصرف, كـ دونغ يو المعتادة بحدتها و صرامتها أم كـ الفتاة التي ظهرت منذ أول خفقة في قلبها إتجاهه كـ فتاة معجبة .
تشان بألم: أرجوكِ.
دونغ يو بحروف مرتجفة: تشان.
لم تشعر بنفسها و قد إنتهى بها الحال تربت على كتفه مواسية لألمه، رفع تشان رأسه و قد وصله الجواب فإرتسمت على شفتيه ابتسامة مرهقة مليئة بالإمتنان ،إبتسامة لم تعدها دونغ يو منه أبدًا، فبالرغم من جمال الإبتسامة إلا أنها إبتسامة حزينة مكسورة .
دونغ يو: سيكون كل شيء على ما يرام.
رفع تشان يده و لامس يدها التي تعانق كتفه: شكرا لك.
في داخل عروق يدها شعرت بحرارة الدماء التي تسري بداخلها هل سيكون من الصواب أن تمنحه عناق يخفف من ألمه، نهض تشان على قدميه و ما زالت إبتسامة الإنكسار ترتسم على شفتيه ، ربت على كتفها ثم غادر المكان ، تجاوز بقية رفاقه الذي يصطفون خارجا  من دون أي نظرة متوجها إلى مكتب مدير المركز طرق الباب مرتين ثم دخل للداخل من دون إنتظار إذن السماح له بالدخول .
تشان : مرحبا سيدي .
المدير : ألم تتعلم الأدب يا فتى ؟!
أخرج تشان شارته البوليسية و وضعها على الطاولة ، فإتسعت حدقتا المدير و قال بغضب : ما الذي تفعله .
تحسس تشان الشارة و قال بحدة : إن كنت لا تريد ذلك ، إمنحني مذكرتين إستدعاء .
المدير : ماذا ؟!
تشان : رئيس شركة كيم للمواد الغذائية الذي خرج مؤخرا من السجن .. كيم جي سونغ و مذكرة أخرى لـ ( إرتجفت حروفه أكثر مرددا بإسمها ) : السيدة هان هيو جو .
وقف المدير على قدميه و قال و هو يناظر تشان بغضب : هل تخال نفسك المدير هنا .
إبتلع تشان ريقه و أبعد يده عن شارته قائلا : إذا سأجد طريقة أخرى غير القانون سيدي .. ( إنحنى بظهره ) : شكرًا لك طيلة الفترة الماضية .
رفع المدير سبابته بإتجاه تشان و قال موبخا : هل فقدت عقلك ، ما الذي تقوله الآن .
شد تشان على قبضة يده و الدموع تتجمع بعيناه : لا لم أفقده بعد .. لكن ( توقف عن الكلام للحظات ثم تابع بغصة ) : لكن إن فقدتهم سأفقده بلا أدنى شك .
أخرج المدير عدة أنفاسا متقطعة ليخفف من غضبه ثم سار بإتجاه تشان و لكمه بقوة على وجهه .
المدير : إستفق على نفسك أيها الأحمق .
لم يتحرك تشان حركة واحدة فهذه اللكمة لا تعد شيء عن الشيء الذي بداخله ، منظره هكذا دفع المدير للتنهد بقوة ثم إقترب منه مجددا و إنتهى به الأمر يمسكه بإحكام من ياقة قميصه : كنت دائما ثورا هائجا لكنك الآن لست سوا فأرا أحمق يسير في الأنحاء من دون هدى ..  ( رفع يده إلى رأس تشان و تابع ) : إستخدم هذا .. لن يكون الحظ برفقتك دائما .
سقطت دموع تشان على وجنتيه من دون إدراكه ، لحظات حتى فتحت دونغ يو الباب و دخلت ثم إنحنت عدة مرات قائلة : أعتذر لدخولي هكذا .
المدير مخفيا غضبه : و كأنك الأولى .
رفعت دونغ يو رأسها و قالت : هل بإمكانك مساعدته .. أرجوك سيدي ، إنك تؤمن به و بقدراته ... ( إبتلعت ريقها بغصة و تابعت ) : أعلم أن ما يطلبه ليس شيء بالسهل و .. و لا ترى بأن له علاقة بالقضية التي بين يدينا لكن .. هل بإمكانك فعل هذا الشيء سيدي ، سأطلب منك معروفا مرة واحدة فقط أبي .

وَ احتَرقنا يوماً | Chiyu and the 7 dwarfs || Book2Where stories live. Discover now