بعدَما انتهى قَد ارجَع خُصلاتُه الحالِكة للخَلف مُغلِلا أصابِعه الطَويلة بِشعرِه تزامُنا مع راسِه التي رجعَت لِنفس الاتجاه.
"شُكرًا لكِ ولكِن يجِب أن اذهَب الآن، اتمنى ألا تَمرَضي مَرةً أخرى حَتى لا تُسببين لي المتاعِب... تعلمين"
ضحِكنا بِخفة واومأتُ لَه بالإيجاب.
قفز من النافذة بِذراعيه الرجولية التي استنَدت على الإطار، إلى أن تبَّخر أثرِه كالعادة.
استَمررتُ بِتجفيف شَعري المُبلل أمام المِرآة، والتقَطت عيني ملابِسي المُبتَلة التي قَد تناستُها حَرارة جَسدي لذَلِك قَررتُ أخذ حمامٍ دافئ قَبل الذِهاب للنَوم.
..
نَغماتٍ مُزعجة تُصمِمها شرِكات الهواتِف تُفيقني صباحًا لأبدأ يَومي بِالنَدم على اجتيازي للمَرحلة الابتدائية، اغلقتُ الهاتِف ليَتدلى ذِراعي على جانِب سَريري مُلامِسًا أرض الغرفة، هذا جَيد... سأغفو فَقط خَمس دقائِق لَيس إلا.
هذه المَرة استيقظتُ عَلى صَوت امي المُرتفع وهي تَتحدث على الهاتِف، تَفقدتُ الساعة بِعين نِصف مُغلَقة لأجِدها الحادية عَشر صباحًا.
"اللعنة!! لَقد فاتتني المُحاضَرة الاولى"
وكأن الكَهرباء قَد صعقَت كامِل جَسدي والنشاط قَد اجتاحني لأتجهّز بسُرعةٍ لألتحِق بِمُحاضرة الثانية عشر ظُهرًا.
ارتديتُ سُترة بَيضاءٍ قَصيرة كشافة لِخَصري، وفَوقها مِعطف طَويل باللون البُني الفاتِح وبِنطال چينز ضَيِّق عالِ الخَصر.
"امي سأذهب للجامعة الآن، وداعًا"
اخبرتُها وانا انزل بسُرعة على الدَرج.
"هل تناولتي فِطورك؟"
سألتني امي واخبرتها انّي سأتناوله في الجامعة.
"إذا شعَرتي بألَمٍ في ساقُكِ عودي للمَنزل حسنًا ايلينا؟"
"لا تَقلقي انظري لقدَمي؟ تَبدو بخير تمامًا لذَلِك لا تقلقي"
اجبتها وانا اريها ساقي وانني حقًا بخير.
"يَومًا سعيدًا إذن"
اردفت امي وهي تُقّبل وجنتاي.
خرجتُ من المنزل لاجِد قطعٍ بَيضاء متساقِطة تزيِّن السماء، انها تُثلج.. إلهي سأتأخر أكثر مِن ذَلِك! إنه آخر نوڤمبر لذلك الطَقس سريع التقَلُّب.
صعدتُ إلى الحافلة حتى اكتسِب مزيد من الوَقت، وقد أصبح الطقس أدفأ قليلا بالداخل. جلستُ وفَورًا وضعت سماعات الأذن حَتى انفَصل عَن العالَم الخارجي لبِضع دقائِق، كانت الموسيقى هادِئة -Carolina, Taylor Swift-
ارحتُ رأسي على زُجاج الحافلة استَنشِق الهواء البارِد واجِد حَبَّات الثلج البَيضاء قَد تَجمعَت أعلى النافِذة قَربي، حتى أن بعضها قد وجدت مجراها على الزجاج لترسم لوحة فنية بالنسبة لي، لا أعلَم لِماذا ولكِنّني تذكَّرتُ حَديث تايهيونغ عَن كَون شخصيتي بالنسبة لَه ناصِعة البياض وخاصَته قاتِمة.. لا اعلم لِما اتذكر ذلِك الآن ولكن بشكلٍ أو بآخر ارغَب في إثبات عَكس ما يَعتقد نَفسِه.
لا اعلَم لِما اريد إثبات العَكس وانا لا اعرِف عَنه سِوى القَليل.
YOU ARE READING
احببتُ نِصف بشري
Fantasyكانَت ايلينا تَقع دائِما في حُب كُل ما هو غَير مألوف، غارِقة في عَالمها الخاص حَتى التَقتهُ. كان يُشبِه كُل ما لا يُشبَّه وكادَ غُموضه أَن يَقتلها حَقيقتُه المَلعونة أصابَت كِلاهُما، وقُوته الخَفية ستُذيب الجَليد المُحيط بِها ولكِنُه يتَحوَّل لِماءٍ...
part ║9║
Start from the beginning
