الفصل التاسع والعشرون

24.2K 320 84
                                    

كان يجلس بشموخه وكبريائه الصريح أمام أمرأه لم تتجاوز عقدها الثالث 
كانت تتحدث برهبه تتلفت يميناً ويساراً خشيه ان يراها أحدهم مُقلتيها تمتلأ عن آخرهما بالدموع لكنها تأبى الهطول
تابعت حديثها بإضطراب وحزن يغيم بظلاله على حدقتيها  : لو حضرتك مش لاقى دليل ضده انا مستعده انك تشرح جثه ماما لو ده حل يخليه يتعاقب على جرايمه
جاسم بهدوء : لا من ناحيه الأدله فااحنا عندنا بدل الدليل عشره      تابع بجديه : أهم حاجه تخليكى بعيده عن الموضوع ده لحد ما ياخد جزاه ويبقى فى المكان المناسب ليه ولو احتاجتى اى حاجه كلمينى
خديجه بإمتنان وهى تزيل بعض من دموعها التى تمردت وهبطت : مش عارفه اشكر حضرتك ازاى بجد ربنا يكرمك ويوفقك يارب
هزَّ رأسه وشرد ببصره فيما هو قادم عليه بالتأكيد لن تكون حرباً دون خساير دون ان تضيف جرحاً جديدا داخل قلبه
**********************************
كانت تجلس على الاريكه تتآكل غيظاً من تأخيره ترتدى توب اسود يبرز جمال بشرتها البرونزيه وبنطال جينز الى ما بعد الركبه بقليل خصلاتها السوداء التى تتعدى اخر ظهرها تجعلها أيقونه فى الجمال والرقه لا أعرف اى الرجال هو ليبق بهذا الصمود والثبات أمام حُسنها ورقتها التى تذيب الصخر
نهضت بضجر متجهه نحو المطبخ وهى تتمتم بحنق وغيظ يظهر أثاره جيداً على محياها : هو ده ال ساعه ومش هغيب سايبنى قاعده اكتر من تلت ساعات لوحدى وهو ولا على باله أما تيجى بس يا جاسم
ظهر صوته من العدم وكعادته بنبرته القويه والشديده : هتعملى ايه يعنى
شهقه عنيفه صدرت منها تزامناً مع استدارتها السريعه
تلاقت انظارها البريئه مع انظاره التى تتشبع بالرغبه المفرطه والارق
خرج صوتها الرقيق ليزيد الطين بله وبعفويتها المهلكه اردفت : اتأخرت اوووى يا جاسم انا كنت هموووت من الخوف  بجد
حاول ألاينظر لها والتقط حبات البطاطس المقليه ووضعها فى فمه مردفاً بهدوء : خايفه من ايه العماره متأمنه كويس متخافيش من حاجه
اومت ببراءه مردفه بهدوء   : طاب ممكن تدخل تغير هدومك وتاخد شاور على مااحضر الاكل
نظر لها بمكر قائلا بنبره وقحه بعض الشئ  : ممكن اووى
نور بخجل : طاب يلا روح
اردف بمرواغه وهو يتأمل كل انش بها بإهتمام ودقه شديده  : ماشى هروح اهو
ابتسمت بخجل لتسترد بضيق مصطنع  : طاب يلا
حك مؤخره رأسه بمشاغبه طفل وغادر من أمامها كى لا تأخذه رغبته بما لا يحمد عقباه
تنفست نور الصعداء مردفه بنبره اشبه للبكاء : ربنا يسامحك يا عمتو انتى ال عملتى فيا كده    دا كان ناقص شويه ويعمل فيا حاجات وحشه      تابعت بترم : هروح البس حاجه استر بيها نفسى من نظراته الوقحه دى هو معندهوش اخوات بنات يخاف عليهم
تركت إعداد الطعام وذهبت نحو الغرفه وقد غفلت بتاتا عن وجوده داخلها بلهاء لا اعرف بأى عقل تفكر
فتحت باب الغرفه وولجت بطريقه بلهاء تشبه عقلها تماما نحو الخزانه الخاصه بملابسها وجذبت منامه قطنيه اكثر إحتشاما عن تلك التى ترتديها
القتها عالفراش بإهمال وسارت نحو الباب تغلقه بفطنه تظن ببلاهته الخارقه للعاده انها تمتلكها
**********************
فى منزل اللواء جلال
أردف براحه : ادهم كلمنى النهارده
سميره بفضول ولهفه  : وقالك ايه يا جلال
جلال ببسمه بسيطه : قالى الواد كويس والدكتوره أمينه شكرت فيه جدا والواد ميعبهوش حاجه غير حاجه واحده بس
سميره بقلق : حاجه ايه ده
جلال بوجه خالى من أى تعبير : اخته
سميره بإستياء : يا شيخ خضتنى انا فكرت حاجه كبيره
جلال : انتى مش شايفه اخته مشكله وممكن تضايق مكه وتعمل مشاكل ومعتقدش انه ممكن يجى فى يوم على اخته عشان خاطر مكه
سميره بإطمئنان : الواد بيحبها يا جلال والحق يتقال مبيعجبهوش الغلط وبعدين هما من يوم مانزلوا تقريبا وكل واحد فى حاله لا هى بتكلمه ولا هو بيسأل عنها
جلال : طاب ودا مش صح برده يا سميره دى مهما كانت اخته ومبقاش ليها فى الدنيا غيره   
مصمصت شفتيها بسخريه مردفه : وهى دى حد يقدرها يا خويا دى عامله شبه الشيطان مبتعرفشى تسيب الناس فى حالها
جلال بعدم رضى : ملناش دعوه بحد يا سميره احنا عندنا بنت برده            تابع بجديه : المهم دلوقتى هكلم إبتسام اختى واخليها تقول لمحمود ومنصور اخويا عشان يجوا يحضروا الخطوبه
سميره بطيبه :  واجب برده يا خويا
**********************
زمت شفتاها بحزن طفولى مردفه بأسف : انا اسفه بجد ياايهم انا سهرتك معايا طول الليل و
قاطعها بحنان : بتتأسفى على ايه يا هبله وبعدين انتى كمان كنتى وحشانى جدا كفايه يومين كاملين من غير مااشوفك واكلمك
ملاك بعفويه : انت واحشنى اووى بجد ومكنتش هقدر اقعد يوم كمان من غير مااشوفك واسمع صوتك
ابتسم وقد ظهرت نواجذه التى تذوب بها ملاكه المدلل فكم تأسره وترهقه بإعترافتها البريئه والعاشقه : وانتى كمان وحشانى جدا يا قلب وعقل أيهم
ملاك بضيق طفولى : اه ما هو باين اووى ياخويا يومين كاملين من غير مااشوفك 
أيهم بمرح  : مش كنت بكلمك يا بت انتى فى اليومين دول
ملاك بإعتراض عاشق وإستياء شديد  ولا تعرف متى تولدت بداخلها كل تلك الاحاديث العاشقه وتصرفاتها الجريئه  : قصدك عالعشر دقايق ال بتقعد تسألنى فيهم مليون مره عن علاجى وصحتى
تعالت ضحكاتها عبر الهاتف لتسترد هى بخفقات مضطربه وضيق :  اضحك كمان يا أيهم
أيهم بعشق : هخلص شغلى النهارده بسرعه واجيلك يا فراشتى  
ملاك بعدم تصديق وحنق طفولى : جمله كل يوم
حك ذقنه الناميه بشكل كبير والتى زادته جاذبيه ووسامه شديده مردفاً بحنان : النهارده بجد والله يا ملاك
ملاك : وعد
أيهم بعشق : وعد يا روحى
ازدادت مباهجها مردفه بسعادة : ماشى يا حبيبى خلص شغل بسرعه بقى وخلى بالك من نفسك ومتنساش تفطر عشان خاطرى 
أيهم : حاضر يا ملاك انزلى انتى كمان افطرى
قاطعته بضيق : وبالله عليكى متنسيش علاجك حاضر ياايهم هاخده
أيهم بحنان : بخاف عليكى   تابع بلوم  : يعنى انا لو تعبت فجأه وحص
قاطعته تلك المره بخوف شديد  : بعد الشر عنك ياايهم متقولشى كده  تانى عشان خاطرى   تابعت وقد تحشرج صوتها بالبكاء : بالله عليك متقولشى كده تانى وخلى بالك من نفسك مقدرش اعيش من غيرك
أيهم بحنان : طاب ممكن تبطلى عياط
ازالت دموعها المسترسله بلا توقف مردفه بصوت مختنق : مش بعيط
أيهم : طاب عشان خاطرى امسحى دموعك وبطلى عياط      تابع بمشاعر صادقه : انا عارف ان الادويه تقيله عليكى وطعمها وحش بس لازم منها يا ملاك من غيرها يا فراشتى هتبقى تعبانه وضعيفه وتروحى المستشفى تتحجزى تانى  انا استحمل اى حاجه فى الدنيا اى حاجه إلا انتى يا ملاك فعشان خاطرى خلى بالك من صحتك
ملاك بحب : حاضر يا حبيبى
أيهم بمرح يخفى به بؤسه وخوفه الذى يتمادى ويزداد شيئا فشيئا فتغدو بعد ذلك هاجسه وضعفه الوحيد  : واحده كمان من حبيبى دى وهغير الطريق واجى اسمعها من شفايفك
ملاك بعدم اهتمام مصطنع  : لا يا حبيبى خلص شغلك الاول اكيد يعنى شغلك اهم يا حبيبى ماشى يا حبيبى
أيهم : طاب انتى ال اخترتى بقى استحملى يا فراشتى
ملاك بسعاده طفوليه : هتغير طريقك وتيجى عليا صح
أيهم بضحك : لا هخلص شغل واجى عليكى
ملاك بضيق وغضب طفولى : ماشى خلى الشغل ينفعك بقى والله ما هكلمك تانى بقى هو انا يعنى معنديش كرامه ولا حاجه
اغلقت الهاتف بحنق ووضعته عالكمود بحزن حقيقى لما يكن لديها مجال لتعتب عليه اكثر من هذا حين غلبها سلطان النوم واغلقت جفنيها بعد مكالمتهم التى دامت طوال الليل وحتى وقتها هذا
****************************
خرج من الحمام عارياً تمام سوى من منشفه تغطى جزئه السفلى بإحكام
اتسعت ملامحه بصدمه وهو يراها توليه ظهرها تستعد لأن تنزع منامتها لاخرى
نووور

عندما تعشق الجبال حيث تعيش القصص. اكتشف الآن